هكذا تحدى توفيق الظروف الصعبة بالريشة والألوان ليؤسس مدرسة “فن الرسم” ( فيديو)

 

لم يكن توفيق المرزوقي الشاب الثلاثيني، الذي عشق فن الألوان منذ صغره يعتقد يوما أنه سيحقق نجاحا باهرا في فن الرسم حينما كان يصارع بريشته وهو طفل صغير أوراقا بيضاء ليملأ فوقها خربشات غير متناسقة.

كبر توفيق فبدأ الحلم يكبر معه، بل وبدأت ريشته ترصع رسومات جميلة مكتشفة بذلك موهبته الدفينة التي حولته بعد ذلك إلى فنان تشكيلي شق طريقه بثبات وسط عدد من ممتهني هذا الفن.

بعد أن إكتشف موهبته مبكرا، قرر الشاب أن يتحدى الظروف فغامر وتخلى عن المدرسة ليسلك مسار أخرا “في تعلم فن الرسم” على أمل أن يكون المسار الصحيح الذي سيحقق حلمه ومستقبله.

ولأجل الوصول إلى المبتغى، كان لابد لتوفيق الشاب الذي ترعرع في مدينة وفي محيط لا يؤمن ولايقدر الفن، إلا أن يكابد لأجل صقل موهبته أكاديميا فدرس في عدد من المدارس الخاصة في هذا المجال، على أمل أن يثبت ذاته يوما “لينشر هذا الفن الهادف” في مدينته تاوريرت التي لازالت تفتقد كثيرا للفنون الجميلة في ظل التهميش وغياب شروط التأسيس له.

فقرر توفيق منذ سنوات فتح مدرسة خاصة “بفن الرسم” وسط المدينة، ولم يكن الشاب يراهن كثيرا على نجاح مشروعه الا بعد أن أصبحت هذه المدرسة تستقبل راغبين كثر في ممارسة وتعلم هذا “الفن” فأضحت تضم حاليا أزيد من خمسين طفلا كلهم رغبة ليصبحوا بدورهم ذات سنة مدرسين ينقلون أبجديات هذا الفن الى أجيال أخرى.

 

يأمل توفيق المرزوقي الذي فتح باب المدرسة أمام كاميرا شمس بوست لتنقل تجربته إلى العموم، أن يصل إلى تلقين هذا الفن إلى ألف متعلم خلال السنوات المقبلة حتى تعم “ثقافة الإقبال على فن الرسم” أكبر عدد ممكن “مختتما “الفن روح للحضارة، كلما عمّ إستمرت في الحياة ،وإذا تراجع إنتهت”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)