كتاب “نظام الأشياء: مقاربات في تاريخ الأفكار الحيوية” جديد الأكاديمي الوجدي بدر المقري

يستعد الباحث والأكاديمي الوجدي، بدر المقري، لإصدار كتابه الجديد، “نظام الأشياء: مقاربات في تاريخ الأفكار الحيوية”، عن دار عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع، بالمملكة الأردنية.

الكتاب الجديد الذي سيرى النور، مطلع السنة الجديدة (2020)؛ قدم له  الدكتور إدريس مقبول، رئيس مركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية.

 

وجاء في تقديم مقبول:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد،

 

فإن النقد الثقافي يسعى في جوهره، إلى جانب ما يتوخاه من تعرية لنشاط البنى الإيديولوجية في تحديد التوجهات والمواقف الكبرى، إلى إعادة تركيب علاقة التاريخ بالبشر الذي صنعوه، وذلك حتى نتمكن من رؤية المشاهد الدالة، بدون كثافة استعارية وبدون عمليات حذف واختزال ثقافي.

إن حركة المجتمعات تأخذ مسارات متنوعة، تتحكم فيها طبيعة الأنساق الثقافية في كل طور حضاري، وقوى الجذب والدفع التي تصنع الإمكانات والاحتمالات التي تغذيها تطلعات وأشجان البشر المتسلحين بإرادة التغلب وإرادة الحياة. ولا تكون الحركة في الواقع إلا ترجمة لصراع هذه القوى في طريقها نحو ما تراه مشروعا ثقافيا يستحق أن تدافع عنه وتحميه بكل الأساليب، لأنه يصبح حينها المقابل الموضوعي لوجود الذات في مقاومة عمليات المحو والتذويب والإلحاق.

في هذا الكتاب الذي نسعد بتقديمه في مركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية للباحث الدكتور بدر المقري، يجد القارئ نفسه إزاء مشروع تفكيكي يشتغل بهدوء ويجرب أدواته التحليلية بمهارة وشجاعة، بعيدا عن صخب الورشات الاستعراضية والأضواء المضللة.

 

إذ يحاول أن يتوغل عميقا في قضايا الذات والموضوع، التاريخ والاجتماع، بحس فلسفي يفتش عن نقط الارتكاز ويكشف مجاري السيولة والانصهار والتلاشي وكل أشكال التشويه التي تقصف بها أدوات الاستعمار الثقافي والفكري حصون الذات.

 

لقد ساعد الدكتور بدر المقري في قدرته على الغوص عميقا في مياه الثقافة، بمعناها الموسع التي اختار أن تكون مجال نقده على طريقة إدوارد سعيد، انفتاحه على أكثر من مدرسة فكرية في مجال السوسيولوجيا وعلم النفس وتحليل الخطاب والتاريخ والعلوم السياسية، مع توفره على قدر كبير من الحساسية، مما يمنحه الكفاءة اللازمة لصياغة إشكالاته وأجوبته بطريقة إبداعية مختلفة وغير مألوفة، تبحث عن المفتاح في مكان غير متوقع، وهذا واحد من عوامل تميز أعماله.

ولم تكن العلوم الإنسانية والاجتماعية وحدها التي نفذ من خلالها الدكتور بدر المقري لموضوعاته وحقوله ليكشف ما وراء الخطابات من برامج ومصالح وأهواء، بل يكشف لنا عمله هذا عن اطلاعه الواسع على المنجز في العلوم البحثة وفي فلسفتها، مَكَّنَه من السياحة المعرفية عبر حدود تستعصي على باحث لا يمتلك المهارة في رصد الإشكالات وعبور الجسور الدقيقة وغير المرئية أحيانا والوصول إلى تخوم الدلالات البعيدة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)