بصفحة فيسبوكية وكاميرا.. “عزيز” شاب من المغرب العميق يحول منطقته بقمم جبال بويبلان إلى محج للسيّاح ! +صور

 

لا شيء هنا فوق قمم جبال بويبلان التي تعتبر إمتدادا لسلسلة الأطلس المتوسط، يوحي على الحياة باستثناء برودة طقسها وتواجد الثلوج التي تتميز بها على طول السنة، وغثاء الماشية التي تتناهى الى المسامع من بعيد بعد أن اتخذتها ساكنة المنطقة المصدر الوحيد للإستمرار في العيش بهذه الرقعة الجغرافية التي يطلق عليها الجميع “جحيم المغرب المنسي”.

 

ولكنها بالنسبة لعزيز الشاب الذي ترعرع وسط هذه الجبال ذات التضاريس الوعرة، فهي  “جنة فوق الأرض” خلافا لما هو متداول، فقط تحتاج إلى “الإلتفاتة” عبر مدها بشروط وظروف الحياة لتتحول من “ججيم الى جنة” نظرا للمؤهلات الطبيعية التي تمتاز بها” . هكذا يأمل الشاب الذي جمعه حديث شيق مع شمس بوست.

عزيز يبادر …

وحتى لا يظل عزيز ابن جبل بويبلان، مكتوف الأيدي اتجاه المنطقة التي ولد وترعرع فيها، وورث هواءها النقي وتضاريسها الجميلة أبا عن جد، حاول الشاب أن يقدم شيئا لبلدته التي يختزلها الجميع في كونها “جحيم المغرب المنسي”.

 

استغل عزيز منذ سنوات الثورة الالكترونية ليفتح صفحة فيسبوكية من وسط هذه الرقعة الجغرافية المنسية، فجعل منها نافذة تطل على العالم الخارجي حتى يبرز إنطلاقا منها -صفحته- مميزات ومؤهلات جبال بويبلان السياحية، لتظل هذه الصفحة الفيسبوكية إحدى أهم وسائل استقطاب السياح المغاربة والأجانب هواة السياحة الجبلية.

بداية الفكرة

بعد أن عاش عزيز ردحا من الزمن بين ظهراني هذه الجبال الشاهقات ذات الطبيعة المميزة، ووقف في المقابل عن التهميش والعزلة الذي تعيشه ساكنتها، ففكر أن يشتري ألة تصوير ثم فتح صفحة على الفيس بوك باسم «bouiblane kikers paradise» .”فأخذت التقط صورا للطبيعة الخلابة بهذه الجبال، فأقوم بنشرها على صفحتي التي فاقت في ظرف وجيز 30 الف متابع” يقول عزيز.

 

وأضاف الشاب في حديثه لشمس بوست “وبسبب الجهود التي بذلتها في التعريف بالمنطقة عبر هذه الصفحة بدأت تعطي ثمارها في السنوات الأخيرة بعد توافد عدد لايستهان به من السياح الأجانب والمغاربة الذين يعتبرون كذلك من متابعي صفحتي، على جبال بويبلان، قصد اكتشاف مناظره الطبيعية الأخاذة”.

أحلام تصطدم بواقع مرير

 

وفي الوقت الذي يأمل فيه عزيز بأن تصبح جبال بويبلان إحدى الوجهات السياحية الأبرز على الصعيد الوطني، سرعان ما تصطدم أحلامه بواقع مرير يقف حجرة عثرة أمام المنطقة برمتها بسبب التهميش الذي لازالت تعيشه.

 

و إسترسل في حديثه بالقول: “لكن للأسف رغم بداية توافد السياح على جبال بويبلان الا أن هناك مشاكل عويصة يمكن أن تجهض الحلم، بسبب غياب البنية التحتية المتمثلة في انعدام الطرق، والإنارة والمرافق الصحية …”.

 

وأضاف “المنطقة التي تتوفر على كل هذه المؤهلات السياحية يصعب أن نصدق في سنة 2019 أنها لازالت تعيش العزلة عن العالم الخارجي، بسبب غياب شبكة الطرق، فهناك رغبة كبيرة عند السياح الأجانب والمغاربة للوصول للمنطقة لكنهم يصطدمون في أخر المطاف بالبنية التحتية المنعدمة، فيضطرون إلى الغاء زياراتهم”.

حلم الشاب وساكنة بويبلان

 

لم يتوقف الشاب من ترديد عبارة “نحلم أن يكون بويبلان جنة فوق الأرض”، ولأجل تحقيق هذا الحلم يأمل عزيز ومعه ساكنة هذه الرقعة المنسية، بتدخل المسؤولين للاتفات اليهم قصد توفير ظروف هذا المشروع الذي يظل جنينا، ولأجل أن يكبر، تطالب الساكنة من الدولة رفع التهميش ومد المنطقة بشبكة الطرق، والإنارة، وبناء مؤسسات استشفائية وتعليمية وتوجيه المستثمرين للمنطقة لأجل بناء مشاريع استثمارية التي بإمكانها رفع معاناة الساكنة وتقليص البطالة وفي نفس الوقت أن تساهم في رفع عدد السياح بقمم جبال بويبلان التي تظل “جنة” لكن بلباس “جحيم”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)