النفايات الطبية في شوارع وجدة وسلامة العمال والمواطنين على كف عفريت..ومطالب بتدخل الجامعي وحجيرة (فيديو)

شمس بوست: نور الله بقالي

 

منذ مدة وعمال النظافة بمدينة وجدة، يطالبون بضرورة تدخل المسؤولين في المدينة، لوضع حد لتمادي بعض المصحات الخاصة بوجدة، التي تلقي نفاياتها الطبية بحاويات الأزبال المخصصة للنفايات المنزلية.

 

وقد عرف الوضع في الفترة الأخيرة تفاقما كبيرا، وهو ما دفع بالعديد من العمال التابعين لشركة سيطا البيضاء، لتبليغ إحتجاجاتهم للمسؤولين المحليين، على اعتبار أن هذا الوضع يهدد صحتهم وحياتهم، وصحة جميع المواطنين في المدينة.

 

في هذا الروبورتاج المصور، رافقت كاميرا شمس بوست، عدد من العمال الذين يعملون خلال الفترة الليلية لجمع النفايات المنزلية التي يخلفها المواطنون، وكانت الصدمة قوية عندما وقفت شمس بوست، على حقيقة النفايات الطبية التي يتم التخلص منها في الحاويات التي تستقبل أيضا النفايات المنزلية.

 

لعل الصورة القوية التي تثبت خطورة الوضع، هو حجم النفايات الطبية التي عثر عليها العمال بشارع إدريس الأكبر على سبيل المثال، والتي خلفتها على الأرجح إحدى المصحات الخاصة، حيث عثر العمال على إبر وأنابيب وتجهيزات تستخدم في تصفية الدم.

 

وعبر في هذا السياق، الجلولي طه، وهو سائق شاحنة في الشركة المفوض لها بتدبير قطاع النظافة، أن مشكل النفايات الطبية هو مشكل كبير بالنسبة للعمال.

 

وكشف طه، عن إصابة العديد من زملائه جراء هذه النفايات وذكر في هذا السياق بأن ستة منهم مصابين بامراض خطيرة، في إشارة إلى أنه من الممكن جدا أن تكون النفايات الطبية التي تتخلص بها بعض المصحات الخاصة هي السبب في ذلك.

وأبدى نفس المتحدث تخوفه من التعامل مع هذه النفايات الطبية، التي يلزم القانون المصحات والمؤسسات الاستشفائية بصفة عامة بالتعامل معها بطريقة خاصة وفق نظام معروف وفي مجال إتلاف مخصص لهذه النفايات فقط.

 

وأشار في هذا السياق وهو متأثر من استمرار إلقاء النفايات الطبية في الحاويات، إلى أن العمال هم أيضا لديهم ابناء ويمكنهم في ظل هذا الوضع نقل أمراض الى أنفسهم بل وإلى عائلاتهم، وهو ما يصبح معه الأمر أكثر خطورة.

 

وطالب في هذا السياق من والي الجهة معاذ الجامعي، بالتدخل لوضع حد لهذه المعاناة التي يكابدها العمال بشكل مستمر، وحتى لا تخفض المصحات كلفة معالجتها لهذه النفايات على حساب شركة النظافة التي فوض لها فقط في تدبير النفايات المنزلية، والعمال الذين يعدون الحلقة الأكثر تضررا في هذه العملية.

وعلى نفس المنوال، أبدى العامل بشركة سيطا البيضاء، رشيد لكحل، إمتعاضه من استمرار الوضع، وقال في تصريح لشمس بوست، بأن الليلة التي صادفت إعداد هذا الروبرطاج ليلة من الليالي السوداء في اشارة منه الى أن الوضع متأزم ومستمر على هذا النحو منذ مدة.

 

وأبرز نفس المتحدث، أنه رغم أن الشركة توفر الأدوية وطاقم طبي يسهر على التدخل عند وقوع أي حادث، إلا أن هذا الوضع لا يمكنه أن يستمر، وقد يؤدي الوضع إلى أضرار وخيمة.

من جانبه، أبرز محمد ريضى بطيوي، وهو مراقب بالشركة المذكورة، أن أهم المشاكل التي يعاني منها العمال، هي مزج النفايات المنزلية بالزجاج، وهو الأمر الذي سبب في حوادث عديدة للعمال، إضافة إلى النفايات الطبية.

 

وناشد من جانبه المواطنين والمسؤولين على حد سواء لتغيير طريقة التعامل مع هذه النفايات، فمن جهة طالب المواطنين بالتعامل بشكل يقي عمال النظافة من الحوادث التي يمكن أن يتسبب فيها الزجاج الذي يمزج بالنفايات المنزلية، ومن جهة المسؤولين بما فيهم والي الجهة ورئيس المجلس، بالتدخل لوقف إلقاء النفايات الطبية في حاويات الأزبال.

 

ووفق العديد من المتابعين، فإن إلقاء النفايات الطبية في الحاويات المخصصة للنفايات المنزلية، أصبحت تشكل تهديدا واضحا للصحة العامة للمواطنين، خاصة عندما يتعلق الأمر بنفايات ناجمة عن التعامل مع بعض الأمراض التي يمكن أن تنتقل عبر التعامل مع هذه النفايات.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)