الزاكي انتظر أكثر من سنتين ليتلقى جوابا صريحا من تبون حول فتح الحدود مع المغرب!

 

انتظر المدرب المغربي، بادو الزاكي، أكثر من سنتين ليأتيه الرد الواضح من عبد المجيد تبون الوزير الأول الجزائري السابق، والرئيس المنتخب حديثا على رأس السلطة التنفيذية للجارة الشرقية، بخصوص فتح الحدود بين بلده والمغرب.

 

وكان بادو الزاكي، قد كشف للصحافة الجزائرية مباشرة بعد تتويج الفريق الذي كان يدربه قبل سنتين شباب بلوزداد، بكأس الجمهورية، أنه يرغب في أن تفتح الحدود بين البلدين الجارين.

وقال الزاكي للصحافيين الذين سألوه عن مضمون رسالته لتبون أنه قال له بأنه ليس سياسيا و لا يفقه في السياسة لكن حثه على فتح الحدود”، في إشارة منه إلى أن مطلب فتح الحدود هو مطلب الشعبين معا، بالنظر للمعاناة الإنسانية التي يحدثها وضع الاغلاق.

عبد المجيد تبون وخلال حملته الانتخابية، وعكس باقي المرشحين، عزف على الوتر القديم للنظام الجزائري، وأكد في البداية بأن حل الحدود مقترن بتقديم المغرب لاعتذار، على إعتبار أن المغرب هو الذي بادر إلى إغلاق حدوده البرية مع الجارة الجزائر.

 

وبعد ساعات من إعلان فوزه، بالانتخابات الرئاسية، خرج تبون بتصريح جديد، لا يختلف في تأويله عن التصريح الأول، وأكد بأن عودة العلاقات مع طبيعتها مع الرباط وفتح الحدود مرهون بزوال الأسباب التي تسببت في ذلك، وهو ما فهم منه العديد من المتابعين بأن تصريح تبون الثاني هو امتداد لروح التصريح الأول.

 

منذ إعلان دخول تبون لغمار الرئاسيات، رافقت ذلك العديد من التأكيدات في الأوساط الجزائرية، تشير إلى أن تبون هو مرشح الجيش، أو بتعبير أدق هو استمرار للنظام السابق الذي يتحكم في مفاصيله الجيش الجزائري.

 

هذا يعني أن موقف تبون ليس وليد هذه المرحلة بقدر ما هو تعبير وفق العديد من المراقبين لتوجه النظام الجزائري الذي لم تتغير بعد قناعاته بخصوص ملف الحدود، وملف العلاقات مع المغرب بشكل عام.

 

هذا الموقف يبرز من جهة أخرى بأن الحراك الشعبي الذي انخرط فيه عموم الشعب الجزائري الرافض للطبقة السياسية ويطالب بتغيير النظام، كان صادقا عندما اعتبر بأن المرشحين وبالخصوص تبون الذي سارع الجيش الى تهنئته ووصف بالرجل المناسب، بأنه استمرار لنفس النظام الذي يمسك بمفاصيله الجيش.

 

هذا الموقف يبرز بأن الطريق نحو تطبيع العلاقات بين البلدين بعيد المنال حتى الأن على الأقل، وأن الشعب الجزائري الذي يطالب هو الآخر بإنهاء حالة الجمود في العلاقات وفتح الحدود، ليس أمامه من وسيلة لتحقيق هذا المطلب سوى بمزيد من الضغط الشعبي في الشارع.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)