” حراك الريف : ديناميات الهوية الإحتجاجية ” ..كتاب جديد لمحمد سعدي

 

هذه بعض مقتطفاته، وكذا بعض الأسئلة التي يحاول ملامستها، وفق ما أورده السعدي على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي فايس بوك.

 

حراك شعبي تعدى الحدود وكسر القيود وخرج عن المعهود؛ استولى على القلوب والعقول ؛تحول لطقس في البيوت والمدارس والأعراس والشواطئ .

 

 أن تخرج مسيرات نسائية لأول مرة في مدينة الحسيمة ومدينة إمزورن وفي بلدتي تماسينت وآيث عبد الله وبلدتي آيث هيشم وأزغار، أن يلتحم الشباب والأطفال والرجال والشيوخ والنساء في مسيرات يومية ليلا ونهارا، أن يتآزر الأجداد والآباء والأحفاد ، أن يَتَجَمع ما لا يُجمع ويلتحم في جسد واحد زفزافيون، موحنديون، ماركسيون ويساريون من مختلف الأطياف، حركيون أمازيغ، سلفيون، إسلاميون، فوضويون، تروتسكيون، ماخنوفيون، أناس عاديون ويتخلون كلهم عن انتماءاتهم ليتحولوا لحِراكيين يجمعهم الحراك والانتماء للريف قبل كل شيء، أن يشارك المهاجر ، المعطل، البحار، النجار، الحداد، الفلاح، بائع السمك، عامل النظافة، النادل، حارس الأمن الخاص، التاجر،الطبيب، الممرض، الأستاذ، المحامي،… 

 

في مسيرات موحدة متماسكة، أن تعود الروح لإيقونتي المقاومة المسلحة الريفية الشريف محمد أمزيان والأمير الخطابي، أن تجعل شباب مدينة الحسيمة في صف واحد مع شباب مدينة إمزورن وبني بوعياش بعد شنآن طال أمده، أن يخرج شباب القاع والهامش من عوالمهم المنعزلة بالأحياء الشعبية ببوجيبار، أفزار ، دهَارْ نْمَسْعود ، مَامُوشَا ، مُورُو فْيِيخُو ، بَارْيُو نْ حَدُو ، الرُومَانْ ، كُوزِينَا، سيدي عابد ،آيْتْ موسى وعْمارْ ،َ بَرْكَم و إِفْرِي نُوهَا ليَهُبوا للانخراط في مسيرات الإحتجاج، أن يترافق الطلبة والمعطلون والمنقطعون عن الدراسة وأولتراس لوس ريفينيوس وريف بويز وفلاحون وحفظة القرآن وأئمة وعلمانيون في نفس الاحتجاج.

 أن تهتف الفصائل الطلابية المتناحرة فيما بينها بالجامعات المغربية بشعارت الحراك،أن تجتمع شارة الهوية الأمازيغية وشارة النصر اليسارية مع قبضة الصمود للأستاذ محمد جلول في نفس المسيرات، أن يدخل فتيان الراب في مدينة الحسيمة في تنافس شديد بينهم حول من يقدم أفضل كليب غنائي يساند الحراك ؛ أن تخرج نساء سلفيات عن عزلتهن ويشاركن في تظاهرات شعبية بمدينة الحسيمة ومدينة إمزورن، أن تجعل أشخاصا في وضعية إعاقة في المقدمة فخورين بأنفسهم والكل فخور بهم، أن ترفع النساء وخصوصا المسنات بعد الصلوات في المساجد أكفهن إلى الله طلبا لنصرة الحراك ولإطلاق سراح المعتقلين، أن تجعل الشعراء والمسرحيين، والرسامين والمصممين والموسيقيين يهتفون بالحراك ويصنعون لوحات وترانيم فنية تحول فيها الواقع لحلم والحلم لواقع ، أن يحفظ الأطفال الصغار عن ظهر قلب شعارات الحراك ، كل هذا قد يبدو معجزة ، حتى في الحلم لا يمكن تخيل أن يكون هذا ممكنا ، لكن كل هذا ليس في الريف محالا، لكي يتحقق فقط يجب أن يكون عنوانك الحراك الشعبي بالريف وأن يكون إسمك ناصر الزفزافي. وحدهما كانا قادرين على صنع قصة ملحمية جديدة بالريف وفتح صفحة تاريخية جديدة في تاريخ المغرب الحديث “.

 

“يقدم الكتاب بعض الوقائع والحقائق المثيرة حول حراك الريف والكثير من الصور الموثقة للحراك ويطرح أسئلة أكثر مما يقدم إجابات حول مواضيع حساسة شتى : ما هوية الحراك وفلسفته ؟ كيف تحول ناصر الزفزافي لإيقونة الحراك بلا منازع ؟ لماذا يرفض بشدة أن يعتبر نفسه قائدا أو زعيما للحراك؟ لماذا يتماهى الشباب بعفوية كبيرة مع خطاب وصورة الزفزافي ؟ كيف يتمثل الشباب الذاكرة والصدمات التاريخية للريف؟، كيف كشف الحراك هشاشة المصالحة مع الريف؟ ما هو لغز دراسة أكاديمية يُقَالُ أنها أنجزت حول أحداث 58-59 في إطار برامج جبر الضرر الجماعي لهيئة الإنصاف والمصالحة ؟ ولماذا لا يوجد أي أثر لها لحد اليوم ؟ ماذا عن شيطنة أهل الريف والخوف المرضي من تاريخهم ؟ لماذا يعاني أهل الريف من الارتباك الهوياتي وملاحقة الماضي للحاضر ؟ كيف انتشرت وسط بعض الشباب نظرة سلفية لا ترى الخلاص إلا من خلال استعادة أمجاد الماضي ونكباته؟

 

هل أعاد الحراك الروح للهوية الريفية الأمازيغية ؟ كيف استطاع الحراك أن يتسع للجميع ؟ ما هي طرائف الحراك ؟ لماذا يعتبر حراك الريف صرخة غضب للشباب؟ لماذا يتنافس فتيان الراب بمدينة الحسيمة لتقديم أفضل الكليبات حول الحراك ؟ ما قصة نيما الرابور ذي الأصول البيضاوية ( حي سباتة) والذي يعتبر نفسه ريفيا وأمازيغيا دائما وللأبد ؟ لماذا كانت هناك معركة شرسة بين بعض الشباب وأعوان السلطة حول الكتابات الحائطية ( Grafitti) ؟ كيف نقل النشطاء إبداعهم الحراكي من البر إلى البحر والشواطئ وكانوا يفكرون حتى لنقله لأجواء السماء؟ 

 

لماذا نجح ناصر الزفزافي في ما لم ينجح فيه أحد من قبل؟ لماذا يعتبره الريفيون ” المبعوث” الذي طال انتظاره ؟ لماذا يرفض معظم نشطاء الحراك الحديث عن القائد أو الزعيم أو قيادات الحراك ؟ ما علاقة ذلك بالزيروقراطية (Zérocratie ) ؟ هل الحراك نابع من عمق مفارقات الزمن الاجتماعي والسياسي بالمغرب ؟ لماذا يحتج شباب الريف بشكل حاد مع أن هناك في المغرب مناطق هي أولى بالاحتجاج حيث تعاني من بؤس اجتماعي أعمق بكثير مما هو موجود بالريف؟ الجدل المجتمعي والإعلامي حول الرايات وبالخصوص علم الريف ” باندو نا ريف” ، ألا يجسد في العمق اختلالا في تمثل المغاربة وتصورهم لتاريخهم، ولهوياتهم الوطنية والمحلية ؟ هل هي بداية إفلاس الرواية الرسمية والمركزية للتاريخ المغربي ؟ وكيف رافع المعتقل الأستاذ محمد جلول أمام المحكمة عن التنوع الثقافي والخصوصية الهوياتية في إطار الوحدة الوطنية ؟ 

ما قصة الناشط أحمد الخطابي المعروف بعزي احمد والملقب بسفير تاماسينت وشيخ الحراكيين ؟ ما سر معرفته الدقيقة بكل قبائل الريف ومختلف مداشره وكذا بمختلف مدن وقرى ومداشر المغرب ؟ كيف انخرط في الحراك ؟ ما قصته مع ناصر الزفزافي والأنتروبولوجي دافيد هارت ؟

 

كيف كشفت اللايفات والتدبير السيء للاختلافات داخل الحراك عن الوجه الآخر القبيح لأهل الريف ؟ كيف تحول هذا الحرا ك أحيانا إلى عراك سيزيفي تستعمل فيه أقذر الأسلحة اللاأخلاقية بين الحراكيين ؟ كيف أصبح بعض النشطاء الذي يحاربون منطق ما يصطلح عليه “العَيَّاشة” عن غير وعي منهم “عَيَّاشة” أكثر من “العَيَّاشة” ؟ كيف يطالب بعض الريفيين بتغيير التاريخ الرسمي للدولة ولكنهم أنفسهم يسيجون ذاكرتهم ويحولونها لتاريخ رسمي للريف غير قابل للمساس به ؟ لماذا يتجنب الريفيون ويتفادون ما أمكن طرح الأسئلة الحارقة المتعلقة بالهوية ويفضلون الاحتماء بتاريخ يسجنهم أكثر مما يزهر حاضرهم؟

هذه بعض الأسئلة التي تحاول هذه الدراسة الميدانية مقاربتها لفهم جزء من حقيقة الحراك واستكشاف بعض معانيه، آملين أن تفتح الطريق لبحوث اجتماعية جادة حول الحراك وأن تسهم في إطلاق نقاش هادئ ومسؤول حول حراك الريف وملفات وقضايا الريف الحساسة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)