هل تعرفون الاسم الثاني لعبد العزيز بوتفلية بوجدة قبل إلتحاقه بالجزائر؟

 

قليلون لا يعرفون أن عبد العزيز بوتفليقة، خلال مقامه بمدينة وجدة وعموم الجهة الشرقية في خمسينيات القرن الماضي، كان يحمل اسما حركيا منحته له قيادة جيش التحرير الجزارئية، في سياق جهود الحركة الوطنية لتكوين زعامات سياسية في الخارج لمواجهة الاستعمار الفرنسي.

 

بوتفليقة الذي ولد سنة 1937 بمدينة وجدة، وقضى بها طفولته إلى أن إشتد عوده وأصبح شابا، كان واحدا من الشخصيات السياسة التي إعتمد عليها الرئيس الهواري بومدين، واسمه الحقيقي بوخرواعة، في إنجاز الكثير من الأعمال وضمنها أعمال الترجمة التي كان يحتاج إليها بومدين الذي كان حينها واحد من الشخصيات البارزة في الحركة الوطنية الجزائرية المطالبة بجلاء الإستعمار الفرنسي عن الجارة الغربية للمغرب.

 

واعجب بومدين الذين كان يتردد على مدينة وجدة ابان الحقبة الاستعمارية لتأسيس جبهة خارجية ضد الاستعمار، ببوتفيلقة وإمكانياته في الترجمة وفق ما يؤكده الكثير من الذين عايشوا تلك الحقبة من الزمن، وبالخصوص الترجمة من الفرنسية الى العربية، في حين أن تكوين بومدين كان تكوينا عربيا صرفا.

درس بوتفليقة، وفق المصادر ذاتها في واحدة من المؤسسات التعليمية الثانوية الأبرز في وجدة الى يومنا هذا، وهي ثانوية عمر ابن عبد العزيز، التي يمكن تسميتها بالمؤسسة النموذجية بالنظر الى أنها كانت مركز تعلم النخبة في وجدة وحتى من المعمرين الذين أصبح عدد منهم ذوي مراكز في فرنسا بعد الحقبة الاستعمارية.

 

يتذكر بعض الذين عاشروا حقبة اقامة بوتفليقة بمدينة وجدة والذي درس قبل ثانوية عمر بن عبد العزيز، بمدرسة سيدي زيان بالمدينة العتيقة لوجدة، وهي أول مؤسسة للتعليم العصري بالمغرب.

 

وكان طبيعيا أن يدرس بوتفليقة في هذه المدرسة بالنظر إلى أن مسقط رأسه لم يكن يبعد كثيرا عنها، حيث ولد في منزل آلت ملكيته اليوم لعائلة مغربية قبل أن ينتقل هو وعائلته وضمنهم شقيقه سعيد بوتفليقة الذي يقضي اليوم عقوبة سجنية لمدة ١٥ سنة في الجزائر، وهو المنزل الذي قامت السلطات بهدمه إلى جانب منازل أخرى في ملكية مواطنين مغاربة لكونها مهددة بالانهيار.

 

بعدها انتقل بوتفليقة وعائلته الى منزل خارج أسوار المدينة القديمة وبالتحديد الى زنقة مضرومة، اين يقع المنزل الشهير الذي يرفق بالتقارير التي تكتب غالبا مقام عائلة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وإذا كانت الغالبية من سكان وجدة وعموم المغاربة يعلمون بأن بوتفليقة ولد وترعرع ودرس في وجدة حتى إنهاء المرحلة الثانوية، فقليلون يعلمون بأن لعبد العزيز بوتفليقة اسم حركي كان يعرف به لدى قيادات الحركة الوطنية الجزائرية بعد استقطابه إليها.

 

لقد عرف بوتفليقة وفق العديد من المتابعين خصوصا للشأن السياسي بالمدينة باسم “الكومندار عبد القادر”.

 

وكان أول من اكتشف هذا الاسم الحركي، من الطبقة السياسية والنقابية بالمدينة، النقابي المعروف محمد حرفي، الذي قال في وقت سابق لموقع الجزيرة أنه اكتشف اسم بوتفريقة هذا، خلال مرافقته للصحفي باهي الذي كان يرغب في مرافقة عدد من قيادة جيش التحرير المفرج عنهم من قبل السلطات الفرنسية وكانت عودتهم ستتم عبر مدينة وجدة الى الجزائر، حيث رافق الصحفي الى منزل بوتفليقة الذي كان قرب المقبرة الأوروبية لتميكن الصحفي من وثيقة تمكنه من مرافقة الاعضاء المعنيين وعندما دخلوا على الكومندار عبد القادر في هذا المنزل ليتسلموا الوثيقة المذكورة لم يكن سوى عبد العزيز بوتفليقة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)