الاحتجاجات في المدرجات.. جدل تأويل ” تيفو” الرجاء وسر غرفة 101!

 

لم يعد طقس الاحتجاج مقتصرا على الشوارع، ومقرات المؤسسات العمومية، بل انتقل إلى مواقع أخرى، واخترق ” اللامألوف” في النسق التوجيهي العام، بالنظر إلى تراكم أسئلة الإخفاق، والفشل، واتساع رقعة الرفض المجتمعي، في سياق واقع تحكمه رهانات متعددة.

في لمح البصر، ودون سابق إخبار، أصبح المغاربة على اطلاع تام برواية ” جورج أورويل” وسر الغرفة رقم 101، ليس لأنهم أتوا على فصولها، أو جرى اختبارهم في تحليل مضمونها، وأسباب نزولها، وإنما لأنها غطت مدرجات ملعب كرة القدم، وحققت تفاعل آلاف الجماهير؛ محكومة ظاهريا بعشق المستديرة، وموجهة لاشعوريا بتراكمات العطب، وسيرورات الفشل العام.

وعلى الرغم مما يحتمله ” التيفو” من دلالات، سواء على المستوى الرياضي، أو على المستوى تنبؤات ب” تعذيب الفريق الخصم”، فإن أسئلة كثيرة عرّتها ” الغرفة 101″، بل ساهمت في إنتاجها، وإخراجها من سياقها الحارق، وتحديدا في العلاقة مع ما يعتمل داخل البنية العامة، التي يشهد الجميع بتفككها، في غياب رؤية واضحة، وتشخيص فعال.

قد يغطي الخيال مفاصل كثيرة من تنبؤات المستقبل، لكنه، وبدون شك، ينطلق من حاضر يعتبر بمثابة مقدمات كاشفة لممكنات الغد، لكنها كاسفة ( بالسين) لأزمة حقيقية، لا أحد يتوقع مخرجاتها، على اعتبار أن القراءات المطروحة، والتشخيصات المعتمدة، تغيّب الحقائق، تماما كما يصف ماركس العلاقة بين الدوائر العليا والسفلى، طبعا في سياق نقده لمفهوم البيروقراطية.

في زمن الصورة، والتكنولوجيا.. لم تعد الرسائل، و” الميساجات” ترتكن لأساليب التبليغ الكلاسيكية، ذلك أن كل ما يحقق تفاعل ” الجماهير”، ويضمن اتحاد ” المشترك”، في كل المواقع، يصير حاضنا لفلسفة الاحتجاج، وموجها لمنهج الدفاع عن الحق، وبالتأكيد خارج سلطة الضبط، والاحتواء.

ختاما، ليست المرة الأولى التي يبدع فيها الجمهور، بل سبق له إبداع ” في بلاد ظلموني” التي انتشرت خارج البلاد، ورددها الجمهور التونسي، والشعب الجزائري.. وما زالت تثير ردود الفعل هنا وهناك.

فهل تصل الرسالة!؟

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 1 )
  1. jamal :

    لم افهم شيئا مقال صعب فهمه لان غير مبسط للقارئ كما ينبغي للكتاب الصحافيين العمل به لافادة المجتمع
    و جريدة محترمة و رائعة اتمنى لكم التوفيق ان شاء الله
    تحياتي

    0

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)