رأي : ديربي الشرق ..طعام بدون ملح

في الوقت الذي كانت تستعد فيه جماهير المولودية الوجدية، والنهضة البركانية لخلق الحدث وإضفاء جمالية متميزة داخل مدرجات المركب الشرفي بوجدة يوم الأحد المقبل، تمتزج فيها الألوان الخضراء بالألوان البرتقالية احتفاء بهذا العرس الكروي الجميل، استمرارا للحركية التي شهدتها هذه المعلمة الرياضية خلال الآونة الأخيرة، بداية من ودية المنتخب المغربي ضد نظيره الليبي، وصولا إلى محطة نهاية كأس العرش التي حطمت رقما قياسيا في الحضور الجماهيري، دون الحديث عن الجماهير المغربية التي تابعت اللقاء عبر القنوات التلفزية إذ وصل عدد المتتبعين 5 ملايين مشاهد على القناة الرياضية وحدها، دون إحتساب عدد المشاهدين عبر القنوات الأخرى.

وفي الوقت الذي كان فيه أنصار الفريقين يستعدون فيه لطي صفحة الماضي وإذابة الخلاف الحاصل بينهما، وفتح صفحة جديدة ملؤها الحب والود لبناء جسر المودة والصداقة بين الجمهورين خدمة لمصلحة المولودية والنهضة البركانية وخدمة للكرة بجهة الشرق وبربوع الوطن.

إلا أن أعلى سلطة بجهة الشرق كانت لها وجهة نظر أخرى، وقررت حرمان جماهير الفريقين من حضور هذا العرس الرياضي الكبير، وارتأت أن يلعب ديربي الشرق بمدرجات فارغة، بملعب لم يعد يقبل الفراغ.

هل تصورتم يوما إقامة عرس في قاعة أفراح شاسعة الأطراف بدون حضور أهل العروسين؟

ألن يشعر العروسين بالغبن والحزن وهما يمتطيان “العمارية” دون أن يهتم بهما أو بكترت أحد لهما ؟

لمن سيهدي اللاعب هدفه في حالة هز الشباك ؟

ومع من سيشارك فرحته؟

أكيد أنه سيهدي هدفه للكراسي الفارغة المتواجدة أمامه.

ويتقاسم فرحته مع لوحات إشهار الإسمنت المسلح المحيطة بأرضية الملعب.

إن الجهة التي اتخذت هذا القرار، لم تع بعد أن الجماهير الوجدية والبركانية أخذت العبرة من أحداث الشغب التي عرفها ديربي الشرق خلال السنة الماضية، وأرادت أن تبين للمغاربة قاطبة أن جمهور الجهة الشرقية يتميز بالروح الرياضية والأخلاق العالية وأن ما حصل في الماضي مجرد سلوك صادر عن أطفال قاصرين لا يعرفون المعنى الحقيقي للكرة التي تبقى في الأصل مجرد لعبة للتسلية والترفيه عن النفس، وإن كانت اللعبة ذاتها في الدول المتحضرة آلية للتقدم والازدهار.

ما نتمناه في نهاية المطاف أن تراجع السلطات قرارها، وتفتح أبواب المركب الشرفي في وجه جمهور الفريقين، وأنه لا شيء سيحصل فثقتنا كبيرة في رجال الأمن الذين عودونا على إظهار تجربتهم وحنكتهم في مثل هذه المحطات الرياضية، إذ ليست لنا أية رغبة لنتذوق طعم عرس رياضي بدون ملح.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 1 )
  1. زكرياء ناصري :

    السؤال الذي يجب أنْ نطرحه على أنفسنا:ما هي عوامل تحوّل مقابلة في كرة القدم إلى مصدر تهديد للأمن العام؟ وما درجات الخطورة التي تنتج عن هكذا إجراء مقابلة دون حمهور ؟ هل وصلت القيم المجتمعية والأخلاقية بكل معانيها درجة الإفلاس؟

    0

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)