هل انطلقت معركة كسر العظام بين الأحرار والاستقلال في الريف؟

يكاد المتابعون للشأن الحزبي والسياسي بمنطقة الريف، يجمعون بأن المعركة الانتخابية في منطقة الريف، في الانتخابات المقبلة، ستكون حامية الوطيس، لكن هذه المرة محصورة بين حزبين لهما حضور يكاد يكون متكافئ في المنطقة.

وإذا كانت معركة الانتخابات التشريعية الماضية، التي دارت في المنطقة دارت بين حزب الأصالة والمعاصرة الذي إعتبر المنطقة، وبالخصوص الحسيمة إحدى قلاعه الانتخابية الحصينة، والاحزاب الأخرى على رأسها حزب الاستقلال، فإن المراقبون يتوقعون أن ينحصر الصراع الانتخابي في الانتخابات المقبلة، بين الاستقلال والأحرار، بعد الهزيمة التي مني بها البام في الانتخابات التشريعية الأخيرة في مواجهة العدالة والتنمية، وبعد الضربات المتتالية التي تلقاها في المنطقة.

أولى المؤشرات الدالة على رغبة حزب الحمامة الاستفراد بالمشهد السياسي في المنطقة، هو تقديم عصام الخمليشي، كمرشح لرئاسة مجلس جماعة تارجيست، ثاني أكبر الحواضر في إقليم الحسيمة، خلفا لعمر الزراد البرلماني البامي ورئيس البلدية السابق، الذي اعتقل على خلفية ملف رشوة واستغلال النفوذ، وتمكنه من نيل الرئاسة وهو إلى وقت قريب (الخمليشي)، كان عضوا بارزا في حزب الميزان.

مؤشر أخر دال على أن حزب الحمامة يتجه إلى تعزيز حضوره الانتخابي في المنطقة، وهي في كل الأحوال وفق ما يؤكده المتابعون جزء من رغبة الحزب على مستوى الوطن في التغلغل أكثر في الأماكن التقليدية لبعض الأحزاب، على الطريقة نفسها التي سار عليها حزب الأصالة والمعاصرة، حيث تمكن الحزب في الانتخابات الجزئية التي شهدتها جماعة امرابطن التي تبعد عن مدينة الحسيمة بحوالي 26 كلم في نونبر الماضي، من نيل مقاعد 7 دوائر انتخابية من أصل 10، وهي الإنتخابات التي أجريت بعد استقالة ممثليها من مهامهم الانتدابية.

مؤشر ثالث، دال على رغبة الحزب في التغلغل في المنطقة أكثر، وهذه المرة من باب المساعدات الاجتماعية والانسانية التي تقدمها مؤسسة (جمعية)، مقربة من زعيم التجمعيين، حيث وزعت وفق ما أكدته مصادر متابعة للشأن المحلي العديد من المساعدات الغذائية والأغطية، على الساكنة وبالخصوص الساكنة الواقعة في غرب الإقليم، وهي المنطقة التي تعد خزانا انتخابيا بامتياز في دائرة الحسيمة.

حزب الاستقلال لم يقف مكتوف الأيدي إتجاه المستجدات التي طرأت على الوضع، فالحزب الذي تمكن من الصمود في وجه عاصفة البام، رغم كل الجماعات التي خسرها في الانتخابات الجماعية، حافظ على مقعده البرلماني في دائرة الحسيمة، وهو في حقيقة الأمر ما يعزز فرضية أن حزب الاستقلال هو المنافس القوي لأي حزب أخر ينزل بثقله في المنطقة.

وفي الوقت الذي اختار فيه أعضاء حزب الميزان، الرد على تحركات الذراع الجمعوي لعزيز أخنوش، في المنطقة، عبر بيان ضم توقيع حزب التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي أيضا، فإن الاستقلاليون متخوفون من تحركات الأحرار على الواجهة الحزبية، لذلك قرروا الشروع هم أيضا في انزالات ميدانية، لتأطير المواطنين، ونظم لقائين في كتامة وبني جميل مسطاسة على التوالي يومي 23 و 24 فبراير الماضي، نشطها عضو اللجنة التنفيذية، ورئيس فريق الوحدة والتعادلية بمجلس النواب، نورالدين مضيان الذي يشغل مهمة برلماني عن دائرة الحسيمة ورئيس جماعة بني عمارت.

وإذا كانت تحركات الأحرار تركز على المنطقة الغربية لإقليم الحسيمة، وأيضا ردود الأفعال الاستقلالية، فان ذلك راجع إلى كون المنطقة الأخرى التي تضم مدينة الحسيمة، تسجل نسبة متدنية من المشاركة في الانتخابات، وعلى اعتبار أن هذه المنطقة تتنافس عليها وتقتسم أصواتها العديد من الأحزاب، وبالتالي فإن معركة تكسير العظام بين الحزبين ستكون أكثر سخونة في المنطقة الغربية من الإقليم.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)