هكذا استقبل “العالم الأزرق” الحكومة الثانية لسعد الدين العثماني

حسب رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، فإن الحكومة في نسختها الثانية، إستوفت الشروط المطلوبة لتكون حكومة، وفق ما طلبه الملك في خطاب سابق.

 

ودليله على ذلك، أن هذه الحكومة “تضم كفاءات جديدة إضافية، كما تم العمل على تقليص العدد وتقوية الحضور النسائي والتشبيب، مع الحرص على ضمان نجاعة أكبر في العمل الحكومي والرفع من أدائه”، وهذا يتجلى في تجميع العديد من القطاعات الوزارةي لخلق الالتقائية المطلوبة.

 

ولم يفوت فرصة التعليق أمس، على تنصيب الحكومة الجديدة دون التأكيد على أنهم في الحكومة “عازمون على مضاعفة الجهود، خدمة للوطن والمواطنين”.

 

 

بعد إنتظار دام عدة أسابيع، شكلت الحكومة الجديدة، وفق ما هو معلوم، وبالأسماء التي إطلع عليها المواطنون أمس على مواقع التواصل الإجتماعي، حتى قبل الاعلان الرسمي عنها، لكن كيف إستقبل نشطاء العالم الأزرق “فايسبوك”، هذه الحكومة؟

المناصفة!

الروائي المغربي، عبد العزيز العبدي، المعروف بتعليقاته الساخرة، إختار التطرق لموضوع التعديل الحكومي من باب المناصفة في التشكيلة الجديدة، وقال في هذا الإطار في تدوينة على حسابه على الفايسبوك، أن “المناصفة في الحكومة كانت بين النساء، المرتديات للحجاب مناصفة مع من لا يرتدنه… “!

وأضاف “حتى ذلك السعي للمناصفة، التي باعت به الحركة النسائية موقفها في دستور 2011 لم يتحقق، و25% من المناصب لم تحترم…
النساء لا يمثلن سوى 17% ….اذا حذفنا المنتميات الى العدالة والتنمية باعتبار موقفهن من المساواة وحقوق المرأة، فنسبتهن هي 8،5 % فقط…”.

أما نبارك أمارو، الصحافي والناشط البيئي المعروف، فقد علق على تعيين نزهة الوافي في النسخة الثانية من الحكومة، بالقول “شهد شاهد من اهلها .. تعيين الوافي في الحكومة الجديدة خسارة لمغاربة الخارج .. وإعدام لكفاءات حزب المصباح”، وهو تعليق جاء تفاعلا مع ما كتبه عمر الرابط أحد أعضاء حزب المصباح بفرنسا، والذي علق على إعفاء بنعتيق وزير مغاربة الخارج والهجرة، الذي ترك منصبه للوافي.

 

 

أما محمد شيبة، عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال، فقد علق على ضم النساء في التشكيلة الجديدة لحكومة العثماني بالقول ”

الحكومة المعدلة رقم 2 ب 4 نساء في الخلف ….!”، في إشارة منه إلى عدم إيلاء الأهمية الكبرى لادماج النساء في العمل الحكومي، كما تطالب بذلك العديد من الفعاليات.

 

حكومة الكفاءات

من الأمور التي قال رئيس الحكومة بأنه راعاها في النسخة الثانية لحكومته، هو الكفاءة، غير أن هذا الجانب، كان محط إنتقاد أيضا من قبل العديد من نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، إذ تساءل العديد منهم عن معنى الكفاءة في علاقتها بعدد من أسماء الوزراء الذين حملتهم التجربة الجديدة.

 

وفي هذا السياق علق أمين الحسناوي، وهو ناشط سياسي في حزب العدالة والتنمية، والعضو بمجلس جماعة الرشيدية نبالقول: “نبذة حول وزير العدل الحالي، محمد بن عبد القادر، في حكومة الكفاءات.. وزير لا ماضي له في قطاعه الوزاري.. اي كفاءات نريد ؟!”.

 

 

من جانبه الناشط السياسي اليساري، محمد الموساوي، كشف بنبرة تحمل الكثير من السخرية، بأن إعتقاده في البداية، عند الحديث عن حكومة الكفاءات، كان هو تقليص عدد الوزارات إلى خمس وزارات فقط، لكن في النهاية خاب ظنه في الحكومة الجديدة بتشكيلتها المعلنة.

 

بالنبرة الساخرة نفسها، علق المؤرخ المغربي، صاحب كتاب “عبد الكريم..التاريخ المحاصر”، علي الإدريسي، عن ولادة الحكومة الثانية لسعد الدين العثماني بالقول: “بمناسبة إعلان حكومة الكفاءات الموعودة، أهدي لمحبي أغاني عبد الوهاب الدكالي أغنيته الشهيرة: هذي هي انتِ!”

 

أمكراز وشباب البيجيدي

 

لعل الوجه الأكثر شبابية في النسخة الثانية لحكومة سعد الدين العثماني، هو الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، المحامي محمد أمكراز.

 

وفي الوقت الذي نال أمكراز هو الأخر ، “حصته” من سخرية نشطاء الفايسبوك، خاصة بعد لجوئه على حد تعبير الكثير منهم، إلى حذف عدد من التدوينات التي إنتقد فيها زميله في الحكومة، وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، عزيز أخنوش، وأيضا توجيه عدد من شباب الحزب لانتقادات إلى هذا الاستوزتر الذي فهم منه عدد منهم محاولة من العثماني لاحتواء الشبيبة التي راج في كثير من الأحيان بأن هذا التنظيم مقرب من رئيس الحكومة السابق عبد الاله بن كيران أكثر من القيادة الحالية لحزب المصباح، خرجت العديد من الأصوات في البيجيدي تدافع عن إستوزاره.

 

وقالت البرلمانية المثيرة للجدل في حزب المصباح، أمنة ماء العينين، أن “استوزاره اشارة رمزية تجاه الشباب المنخرط بجدية والتزام في العمل السياسي والحزبي”.

 

وأضافت في تدوينة على حسابها الشخصي بموقع فايسبوك، أن استوزاره أيضا “اشارة رمزية تجاه شبيبة العدالة والتنمية التي ظلت تخلق التميز وظلت تنحاز للرهانات الديمقراطية الكبرى في كل المحطات”.

 

أما زميلها القيادي في الحزب، ورئيس فريق المصباح بمجلس المستشارين، عبد العالي حامي الدين، إعتبر هو الأخر، قال معلقا على منح أمكراز حقيقة الشغل، أنه “بعيدا عن بعض التحليلات المغرقة في نظرية المؤامرة، اليوم يتم الاعتراف من أعلى قمة هرم الدولة بالدور الكبير الذي تقوم به شبيبة العدالة والتنمية، كمنظمة وطنية كبيرة نجحت في تأطير آلاف الشباب المغاربة وتربيتهم على قيم الالتزام والعمل والتضحية والمشاركة السياسية والنضال الديموقراطي، وتحصينهم من تيارات الغلو والتطرف واتجاهات الانعزال والعدمية”.

 

وأضاف أن “تعيين الأخ محمد أمكراز وزيرا في الحكومة المعدلة، إشارة سياسية في هذا الاتجاه..”.
وأكد حامي الدين أن هذا الأمر “يفرض على الشبيبة وعلى مكتبها الوطني أن يلتقط هذه الإشارة من أجل مضاعفة الجهود والمزيد من الإبداع في تأطير الشباب المغربي وإدماجهم في دينامية التدافع السياسي على أرضية أطروحة البناء الديموقراطي، والاستمرار كضمير للحزب وللشبيبة المغربية”.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 1 )
  1. زكرياء ناصري :

    النقاش السياسي وربما الدستوري كذلك الذي يجب أنْ يُفْتَح مع هذه الحكومة في البداية محوره السؤال التالي : أليس من الضروري أن تُقَدِّمَ برنامجا حكوميا جديدا أمام البرلمان بتعاقدات واضحة وقابلة للتطبيق والبرهنة على الكفاءة والنجاعة أمْ ستكتفي بتنفيذ البرنامج الحكومي المُقَدَّم في النسخة الأولى مع بعض البَهَارات حتى لا تكون حكومة تصريف أعمال فقط؟!وإلى أي حدّ ستكون هذه الحكومة قادرة على إرجاع الثقة للمواطنين في العمل السياسي الحزبي ما دامت تضم في صفوفها تقنوقراط؟!أمْ سنسمع تبريرات في شكل كليشيهات جاهزة من قبيل المدة لم تكن كافية لهذه الحكومة من أجل تنزيل الرؤى الاستراتيجية للإصلاح وتحقيق الرقي المنشود على أمل أن تأتي حكومة 2021 لاستكمال الإصلاحات المتبقية وهلُم جرا لهدر الزمن السياسي وما يستتبعه من اقتصاد وتنمية و…

    0

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)