على هامش الفرح الجماعي على الحدود..لا تصادرو فرحتنا!

بكل بساطة، هذا الفرح الجماعي الذي غمر الحدود المغربية الجزائرية مساء أمس، مباشرة بعد تتويج المنتخب الجزائري بكأس أمم إفريقيا، هو أبلغ رسالة على العلاقات الاجتماعية المتينة بين الشعبين المغربي والجزائري.

 

لا يحتاج المرء إيجاد تبريرات خفية وأخرى ظاهرة ليستشف الدرس البليغ من حالة الفرح الاستثنائية التي عاشتها بين لجراف وزوج بغال وباقي المناطق الحدودية.

 

رسالة هؤلاء مفادها أن الشعبين مهما باعدت الظروف بساستهم، طوال العقود الماضية، تبقى الروابط الانسانية دائما أبلغ وأصدق تعبير على العلاقات بين شعب واحد في دولتين!

 

بنفس المنطق البسيط نقول أيضا بأن حالة الفرح هذه هي في نفس الوقت تعبير عن خيبة أمل كبير بسبب استمرار الوضع الحالي على الحدود.

 

إن الدولتان اليوم، مدعوتان إلى تجاوز كل الإحباطات التي ميز العلاقات على المستوى الرسمي، وهي الاحباطات التي يجب أن نعترف بأنها كان لها تأثير كبير حتى على المستوى الشعبي، ليس من حيث قطع التواصل المباشر فحسب، وتعميق البعد، بل حتى على المستوى النفسي خلفت حالة الحدود المغلقة واضافة تجهيزات هندسية على طول الشريط حالة من الشهور باللامعنى للجوار بل وحالة من التذمر الشديد.

 

مطلب الشعبين اليوم هو أن تستمر هذه الفرحة، أن تتحول من احتفال بمناسبة رياضية، وشعبية إلى فرحة عارمة تشمل حتى الجانبين الرسميين، وهذا لن يتأتى إلا بجلوسهما إلى طاولة المفاوضات، والأخذ بالتجارب العالمية، التي تمكنت من تجاوز خلافاتها رغم عمقها، وإقامة علاقات طبيعية لا حدود مغلقة فيها.

 

إن السياق الذي يعيشها البلدين وتحرر الوعي الشعبي من الخوف، خاصة في الجانب الجزائري، كلها بواعث على إتخاذ خطوة في هذا الاتجاه، وإذا كان هناك من تعبير رسمي على احترام ارادة الشعب فلن يجد الطرفان أحسن من هذه المناسبة للقيام بذلك.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)