خبراء يتدارسون إشكالية تدبير المياه بجهة الشرق

احتضن مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بمدينة وجدة، بداية من التاسعة والنصف صباحا من اليوم السبت، يوما دراسيا حول موضوع” تدبير المياه بجهة الشرق، الواقع والآفاق”.

 

اللقاء سهر على تنظيمه منتدى التنمية للأطر والخبراء بحضور أساتذة باحثون ومهندسون وخبراء إضافة إلى حضور مجموعة من الوجوه السياسية.

 

اليوم الدراسي هذا، عرف برمجة عدة مداخلات ألقاها مختصون وخبراء في مجال المياه، تناولت إشكالية تدبير الموارد المائية التي تتوفر عليها جهة الشرق من خلال الاستشهاد بأرقام وإحصائيات رسمية إضافة إلى استحضار مجموعة من البرامج والمشاريع التي وضعتها الدولة بخصوص هذا الجانب من أجل تدارك النقص الحاد الذي تشهده المنطقة خلال السنوات الأخيرة بسبب الجفاف والاستعمال الغير معقلن لمياه السقي ما ينذر بكارثة حقيقية بجهة الشرق، إن لم تتدخل الدولة من أجل وضع حد لهذه المعضلة التي تحتاج لإرادة قوية وخاصة أن الأمر يتعلق بمادة حيوية وأساسية في حياة الإنسان و لا يمكن أبدا الاستغناء عنها والعيش بدونها.

 

ووقف بعض المتدخلين كثيرا عند الخصوصية المناخية التي تميز جهة الشرق، حيث يغلب عليها طابع شبه جاف خاصة بالهضاب العليا التي تقل فيها التساقطات المطرية عن معدل 400 ملم في السنة، الأمر الذي أثر بشكل سلبي على حقينة السدود المتواجدة بالمنطقة والتي تعد مصدرا مهما لمياه الشرب ومياه الري على حد سواء.

 

كما أشار بعض المتدخلين خلال هذا اليوم الدراسي، إلى إبراز الإمكانات المائية التي تتوفر عليها جهة الشرق،تحديد مظاهر الخصاص، وطرق استعمالها وأساليب تدابيرها في وسط ذو خصائص مناخية جافة بجهة ذات واجهة متوسطية، و يعول عليها بشكل كبير لتكون قطبا سياحيا واقتصاديا وفلاحيا هاما في إطار الجهوية المتقدمة.

 

ولم يقف بعض المتدخلين عند الخصاص التي تعرفه جهة الشرق على مستوى الموارد المائية، بل قاموا بإعطاء اقتراحات وحلول بديلة من أجل وضع حد لاستنزاف المياه الجوفية والسطحية بالمنطقة، من خلال إتباع طرق علمية حديثة أثناء سقي المنتجات الفلاحية، كما طالبوا الفلاحين بتجنب إنتاج بعض المواد والمنتوجات الفلاحية التي تتطلب كميات كبيرة من المياه حتى تصبح ناضجة وقابلة للتسويق، واستشهد بعض المتدخلين بكون أن العديد من الشركات الكبرى الأوروبية المشتغلة في المجال الفلاحي تستثمر في إنتاج أنواع كثيرة من الفواكه التي تستهلك نسبة مهمة من المياه بالمغرب، إذ لا يسمح لهذه الشركات الإستثمار في هذا النوع من الفواكه داخل الضيعات الفلاحية بدول الاتحاد الأوروبي خوفا من استنزاف المياه الجوفية والسطحية رغم توفرها على احتياطي كبير جراء التساقطات المطرية السنوية الهامة والتي تفوق في أحيان كثيرة المعدل المطلوب.

 

وفي السياق ذاته فقد عرف هذا اليوم الدراسي الذي اختتمت أشغاله في حدود الساعة الثالثة زوالا، نقاشا واسعا من قبل الحضور، حيث صب النقاش في معظمه على النقص الحاد للموارد المائية بجهة الشرق، وإشكالية تدبيرها، والتوزيع العادل لهذه المادة الحيوية بين الأقاليم الثمانية لجهة الشرق وغيرها من النقاط الأخرى التي تمت صياغتها وعرضها بالتوصيات التي خرج بها هذا اليوم الدراسي.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)