تسجيل حالتي وفاة بسبب لدغات الافاعي والعقارب .. والمواطنون يستغيثون

تزداد مخاوف المواطنين خاصة في البوادي والقرى كلما حل فصل الصيف، حيث ترتفع معه الحوادث المميتة من جراء لسعات الافاعي والعقارب في غياب استراتيجية واضحة للجهات المسؤولة لمعالجة هذا المشكل الذي يتفاقم سنة بعد اخرى.

اذ سجلت هذا الاسبوع حالتي وفاة بسبب لدغات مميتة، اودت بحياة طفلين يبلغان من العمر 3 و11 سنة في حادثين متفرقين ، الاول باقليم ازيلال بعد ان لفظ انفاسه الاخيرة بالمستشفى الاقليمي بأزيلال بسبب لسعة عقرب ، بينما الثاني لفظ انفاسه الاخيرة عقب تعرضه للدغة افعى سامة بدوار ايت سليمان جماعة سيدي عبد الله البوشواري اقليم اشتوكة ايت باها.

وامام استمرار هذا الوضع تسجل كل سنة اصابة حوالي 30 ألف مواطن أغلبهم يقطنون المناطق الريفية، الذين يعانون من لدغات الحشرة ، و ازيد من 50 منها تكون قاتلة حسب احصائيات اوردتها وزارة الصحة في وقت سابق.

شكايات

وفي هذا السياق توصلت شمس بوست بعدة شكايات من مواطنين يطالبون فيها المسؤولين بالتدخل في قراهم لاجل ايجاد حل لمشكل تزايد الحشرات السامة خاصة الافاعي والعقارب التي تكاثرت بشكل كبير هذه السنة في ظل ارتفاع درجة الحرارة وقلة التساقطات” على حد تعبيرهم

وقال أحد المواطنين بدوار بني وجكل جماعة سيدي لحسن اقليم تاوريرت للموقع “اننا اصبحنا نعاني بشكل يومي من ظهور حشرات سامة ، اذ نجد انفسنا مضطرين يوميا الى قتل افعى سامة او عقرب”

وتابع المتحدث ” ان هذه الحشرات المميتة ظهرت هذه السنة بشكل جلي بسبب قلة الامطار، وهو ما اضحى يثير مخاوفنا، لأن حياتنا اصبحت معرضة لخطر الموت في اية لحظة”

وطالب المتحدث الجهات المسؤولة بالتدخل لتوفير المبيدات بمناطقهم للقضاء على الحشرات القاتلة ، مع وضع طاقم طبي بتجهيزات خاصة بالتدخل السريع في حالات الاصابة باللذغات السامة.

وكان عدة نشطاء باقليم تاوريرت بعد ان لفت انتباههم تزايد الحشرات السامة بالقرى قد تساءلوا عن الاجراءات المتخذة من طرف وزارة الصحة لمجابهة اي اصابة مفترضة، خاصة في ظل غياب المصل بالمستشفى الاقليمي.

سبب غياب المصل

وامام تساؤل الكثيرين عن غياب المصل من المستشفيات الاقليمية كشف مصدر طبي لشمس بوست ان سبب احالة المرضى من المستشفيات الاقليمية الى الجهوية بعد لسعات الافاعي والعقارب السامة هو أن العلاج بالمصل المضاد للسعات هذه الحشرات تم حذفه من مراسيم العلاج، بعد ان ثبتت الدراسات والابحاث الطبية عدم نجاعته.

وهو ما أكدته وزارة الصحة في وقت سابق في بيان معمم ، أن العلاج بالمصل المضاد للسعات العقارب تم حذفه من بروتوكول العلاج، بسبب عدم فاعليته.

وكانت الوزارة قد قالت في ذات البيان، إن الدراسات الدوائية بينت أن استعمال المصل المضاد للسعات العقارب يمكن أن يعرض المصاب لخطر الصدمة الناتجة عن فرط في الحساسية، مما قد يؤدي إلى الوفاة.

وأوضحت الوزارة بخصوص لدغات الأفاعي، أن “العلاج بالمصل، ولو أنه غير كافٍ في حد ذاته، إلا أنه يساهم في تحسين حالة المريض، ويقي من المضاعفات ويقلص من مدة الاستشفاء فقط، وأشارت إلى أن العلاج بالمصل المضاد لسم الأفاعي يتم داخل المؤسسات الصحية وتحت إشراف طبيب متخصص، شريطة أن ينقل المصاب، على وجه السرعة، إلى المستشفى لتلقي العلاج”.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن “العلاج بالمصل الخاص بلدغات الأفاعي يكون في المركز المرجعي على صعيد كل جهة، حيث يوجد الطبيب المختص والذي تلقى تكوينا خاصا في هذا المجال. ويتوفر هذا النوع من العلاجات بالمؤسسات الصحية.

نصائح

ونصحت وزارة الصحة المواطنات والمواطنين، خاصة الأطفال، باتباع مجموعة من التدابير لتفادي تعرضهم لخطر التسمم جراء لسعات العقارب ولدغات الأفاعي: كعدم إدخال الأيادي في الحفر والجحور، وعدم الجلوس في الأماكن المعشوشبة وبجانب الأكوام الصخرية، مع ضرورة تحريك الأحذية والملابس الواقية قبل ارتدائها والانتباه في حالة القيام بعمل ميداني أو رفع الحجارة…

وفي حالة الاصابة حذرت الوزارة من استعمال الطرق التقليدية للعلاج كربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط أو مص أو كي مكان اللدغة واستعمال مواد كيماوية أو أعشاب، لأن ذلك ينتج عنه في غالب الأحيان مضاعفات خطيرة، وفق تعبيرها

مع ضرورة التعجيل بنقل المصاب إلى أقرب مصلحة للمستعجلات الاستشفائية، إذ أن كل تأخير في تلقي العلاج له نتائج سلبية وينقص من فعالية التدخل العلاجي.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)