الخلايا الجذعية للشعر هل تغير مستقبل زراعة الشعر؟

الخلايا الجذعية للشعر Hair stem cells

الخلايا الجذعية للشعر، أو زراعة الشعر بالخلايا الجذعية، حسب بعض الخبراء، مماثلة لزراعة الشعر التقليدية.

غير أنه عوض إزالة عدد كبير من الشعر لزرعه في مكان تساقط الشعر، فإن عملية زرع هذه الخلايا، تتم بازالة عينة صغيرة من الجلد، وحصد بصيلات الشعر منها.

هنا تتم عملية استنساخ البصيلات في المختبر، وزرعها مرة أخرى في فروة الرأس في مناطق تساقط الشعر.

يسمح هذا للشعر بالنمو في المكان الذي تم أخذ البصيلات منه، وكذلك المكان الذي تم زرعه فيه.

الخلايا الجذعية للشعر، عملية لازلت الأبحاث بشأنها مستمرة، ولم ترقى بعد للعمل الفعلي بالمعنى الكامل للعملية.

لكن قبل الغوص في بعض المعطيات التي تمكنا من جمعها من مختلف المصادر حول هذا الموضوع.

لابد من التعرف على ماهية الخلايا الجذعية.

ما هي الخلايا الجذعية؟

الخلايا الجذعية، هي الخلايا التي لديها القدرة على التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا الموجودة في الجسم.

إنها خلايا غير متخصصة وغير قادرة على القيام بأشياء محددة في الجسم.

ومع ذلك، فهي قادرة على الانقسام وتجديد نفسها إما لتبقى خلايا جذعية أو أن تصبح أنواعًا أخرى من الخلايا.

وتساعد في إصلاح أنسجة معينة في الجسم عن طريق تقسيم الأنسجة التالفة واستبدالها.

الخلايا الجذعية للشعر أبحاث وتجارب

هذه الخلايا، أمر إسترعى في السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل الباحثين المختصين.

قبل أربع سنوات نشرت عدد من وسائل الإعلام الأمريكية، أن باحثين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، اكتشفوا طريقة جديدة لتنشيط الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر لجعل الشعر ينمو.

ومن المعروف لدى الباحثين والخبراء، أن الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر هي خلايا طويلة العمر في بصيلات الشعر الموجودة في الجلد وتنتج الشعر طوال حياة الإنسان.

وهذه الخلايا تكون في حالة يمكن القول عنها بأنها حالة سبات، مما يعني أنها عادة ما تكون غير نشطة، ولكنها تنشط بسرعة خلال دورة شعر جديدة، أي عندما يحدث نمو شعر جديد.

توصلت الدراسة التي أجراها “هيذر كريستوفك”، و “ويليام لوري”، وكلاهما من مركز إيلي وإديث الواسع للطب التجديدي وأبحاث الخلايا الجذعية في جامعة كاليفورنيا، أن استقلاب الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر يختلف عن خلايا الجلد الأخرى.

ينطوي التمثيل الغذائي الخلوي (الاستقلاب) على تكسير العناصر الغذائية اللازمة لتقسيم الخلايا وتوليد الطاقة والاستجابة لبيئتها.

 تستخدم عملية التمثيل الغذائي الإنزيمات التي تغير هذه العناصر الغذائية لإنتاج المستقلبات.

و نظرًا لأن الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر تستهلك الجلوكوز المغذي – وهو شكل من أشكال السكر – من مجرى الدم، فإنها تعالج الجلوكوز لإنتاج مستقلب يسمى البيروفات.

يمكن للخلايا بعد ذلك إرسال البيروفات إلى الميتوكوندريا الخاصة بها – جزء الخلية الذي ينتج الطاقة – أو تحويل البيروفات إلى مستقلب آخر يسمى اللاكتات.

وبحسب وسائل الاعلام دائما، التي نشرت نتائج الدراسة، قام فريق البحث أولاً بمنع إنتاج اللاكتات وراثيًا في الفئران وأظهر أن هذا يمنع تنشيط الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر.

وفي المقابل، وبالتعاون مع مختبر روتر في جامعة يوتا، قاموا بزيادة إنتاج اللاكتات وراثيًا في الفئران، مما أدى إلى تسريع تنشيط الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر، وزيادة دورة الشعر.

حدد الفريق دواءين، عند تطبيقهما على جلد الفئران، أثروا على الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر بطرق مختلفة لتعزيز إنتاج اللاكتات.

الدواء الأول، المسمى RCGD423، ينشط مسار الإشارات الخلوية المسمى JAK-Stat ، والذي ينقل المعلومات من خارج الخلية إلى نواة الخلية.

أظهر البحث أن تنشيط JAK-Stat يؤدي إلى زيادة إنتاج اللاكتات، وهذا بدوره يؤدي إلى تنشيط الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر ونمو أسرع للشعر.

والدواء الثاني، المسمى UK5099، يمنع البيروفات من دخول الميتوكوندريا، مما يفرض إنتاج اللاكتات في الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر ويسرع نمو الشعر في الفئران.

الخلايا الجذعية للشعر.. عمليات الزراعة

تم إجراء عملية زراعة الخلايا الجذعية للشعر، بنجاح من قبل باحثين إيطاليين في عام 2017.

بدأ الأمر بخزعة مثقبة لاستخراج الخلايا الجذعية من الشخص.

ويتم إجراء الخزعة المثقبة باستخدام أداة ذات شفرة دائرية يتم تدويرها في الجلد لإزالة عينة أسطوانية من الأنسجة. 

ثم يتم فصل الخلايا الجذعية عن الأنسجة في آلة خاصة تسمى جهاز طرد مركزي.

يترك تعليقًا خلويًا يتم حقنه مرة أخرى في فروة الرأس في مناطق تساقط الشعر. هناك عدة فرق بحثية مختلفة تعمل على علاج تساقط الشعر بالخلايا الجذعية. في حين أن الإجراءات قد تختلف قليلاً، إلا أنها تعتمد جميعها على زراعة بصيلات شعر جديدة في المختبر باستخدام عينة صغيرة من جلد المريض.

توصلت بعض الأبحاث أن عمليات زراعة الشعر بالخلايا الجذعية يمكن أن تكون فعالة في علاج حالات تساقط الشعر المختلفة.

بما في ذلك: الثعلبة الذكورية (الصلع الذكوري النمطي)، الصلع الوراثي (الصلع الأنثوي) الثعلبة الندبية (يتم تدمير بصيلات الشعر واستبدالها بأنسجة ندبة).

بعد زراعة الشعر بالخلايا الجذعية من المتوقع حدوث بعض الألم.

ومن المتوقع أن يزول الألم بعد ذلك بأسبوع.

الخلايا الجذعية للشعر..الأثار الجانبية

هل عملية زراعة الخلايا الجذعية للشعر، لها أثار جانبية، أو بالأحرى سيكون لها آثار جانبية.

وفق الخبراء، وبالنظر لأن الأمر جديد، فإن عملية زراعة الخلايا الجذعية للشعر، تبقى المعلومات المتوفرة بشأن الأثار الجانبية المحتملة قليلة.

ولكن وكما هو الحال مع أي إجراء طبي، هناك دائمًا خطر حدوث نزيف أو عدوى في موقع العينة والحقن.التندب ممكن أيضا.

على الرغم من ندرة المضاعفات الناتجة عن الخزعة المثقوبة، إلا أن هناك خطرًا بسيطًا من حدوث تلف في الأعصاب أو الشرايين أسفل الموقع.

الخلايا الجذعية للشعر معدل الجاح والتكلفة

هنام من يطرح أمام هذا الوضع، سؤالا جوهريا يتعلق بمعدل النجاح بالنسبة لعمليات الخلايا الجذعية للشعر.

الأبحاث المتوفرة حول معدل نجاح عمليات زراعة الشعر بالخلايا الجذعية واعدة حسب العديد من المصادر.

حيث أظهرت نتائج دراسة ايطالية زيادة بنسبة 29 بالمائة في كثافة الشعر بعد 23 أسبوعًا من أخر علاج.

وفي الولايات المتحدة، الدولة التي تشهد أبحاثا مكثة بخصوص هذا الموضوع، لا تقدم العيادات التي تقدم حاليًا علاجات الشعر بالخلايا الجذعية غير المعتمدة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أي ضمانات فيما يتعلق بالنتائج أو معدلات النجاح.

وبخصوص تكلفة زراعة الشعر بالخلايا الجذعية لم يتم تحديد تكلفة عمليات زراعة الشعر بالخلايا الجذعية لأنها لا تزال في مراحل البحث.

تتراوح بعض علاجات استبدال الشعر بالخلايا الجذعية التي تقدمها عيادات مختلفة من حوالي 3000 دولار إلى 10000 دولار.

و تعتمد التكلفة النهائية على نوع ومدى تساقط الشعر الذي يتم علاجه.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)