المنطق المعكوس ….

” لا يفتى و مالك في المدينة  ” من يعرف قصاصة القولة  .. يدرك أن المنطق و المغزى  المستخلص منها أنه من راجاحة العقل ألا يسأل في مسألة معينة إلا أهل الإختصاص فيها , و بِطانتها  …. أو أنه لا يفصل في الأمر إلا ذوو الخبرة فكما قيل ” أهل مكة أدرى بشعابها ” . 

 

بما أننا على عكس التيار نسير دئما … و نجد تمام الراحة في مقولة الحطيئة  … 

 

لذلك بعد غد بحول الله , سأتوجه لأقرب مشفى لأسأل الطبيب المداوم فيها عن أمور معينة ضمن  قانون الإلتزامات و العقود  … 

 

بعدها مباشرة سأتوجه لمحام  أستفسره  عن الآثار الجانبية للإصابة بفيروس كورونا … و كيف لي أن أتعامل مع رجلي بعد أن نزعت الجبس  …  

حين ختام التشخيص لا شك أنه سيوافيني بوصفة طبية مختومة رغم أنه لا حاجة لي بها , الأبتاع الدواء من عند بقال الحي  .. أو حتى من سوق السمك .. 

 

و بعد الفراغ من كل ذلك سأتوجه إلى أقرب  صيدلية  لكي أتبضع منها  لوازم المكتب من أوراق و أقلام جافة  … كما سأتعاقد مع الدكتور الصيدلي على صفقة طباعة و مستلزمات تخص المكتب .   

 

على أن لا أهمل المرور على مكتب تصميمات هندسية و استشارات معمارية , من أجل الحصول على خدمة الإعتناء و تصفيف الشعر كما لي أن أستفسر عن أحدث الكريمات المرطبة للبشرة .  

 

 بالتحديد هذا هو المسلك الذي يعتمده البعض منا , يعكس الأدوار في تحري الإرشاد كما في تلقي الخدمات في كثير من المسائل , من غير أهل الصفة و العلم ليكون به قد وضع نفسه موطن خطر , بعدها يلوم عشيرة المتمرسين عن التقصير الحاصل إن لم يوفقو في حل ما عقده هو … 

بل قد يذهب لأبعد من ذلك أن يلقي تهما بالتقصير و غيرها ,  أو قد يفكر في تشويه سمعة مهنة بأكملها …. كما أنه حتما لن ينسى هجاء الزمان لجريمة لم يقترفها .

 

قصر اليد و قلة الموارد المادية لا يبرران أبدا المنطق المكعوس في اتباع سبل العظة الخاطئة , فمن يعمل عقله , فحتما سيجد الهداية لغايته دون الإضرار بنفسه أو بغيره  . 

 

ختامه ذكر الإمام الشافعي :

 

نـعـيـب زمـانـنا والـعـيب فـيـنا   ومـــا لـزمـانـنا عــيـب سـوانـا

 

ونـهـجو ذا الـزمان بـغير ذنـب    ولـو نـطق الـزمان لـنا لـهجانا .

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)