درر…

درر …

تلقب بناموس القلب ..

هي بوح الأفئدة الدائبة من الشوق و نبضها الخفي وراء الكلمات و الحروف …

في الغابر من الأزمان كانت تنقل عبر القوافل مع التجار و عن طريق الحمام الزاجل … أحيانا أخرى كانت تشعل النيران على قمم الجبال للدلالة على الرغبة في إرسالها .
مع مضي الزمن , صار من بينها ما يرفع به الستار عن حاجة في الأنفس عسى الله يقضيها … و منها ما يبعث به بالمعنى …

لا يختلف عاقلان أنه لضرب من ضروب الجنون أن يحدث المرء شخصا , لا أمارة له و لا كينونة …

لكنني سأكون تلك الفتاة التي أصابها هذا الاختلال و سأخاطب أطفالي الذين لم يولدوا بعد .

– و من يدري ؟ ربما لن يكون لهم في هذا الوجود أثر –
… رغم ذلك سأحيك لهم الدرر التالية …

في البدء , وصايا لقمان الحكيم لإبنه لكم الخير كله , ارتووا منها يا أبنائي على مهل و بعقل … اقتبسوا من نور وصايا نبي الله داوود لإبنه سليمان , تدبروا قصة سيدنا يوسف عليه السلام و اجعلوها دائمة الحفظ في القلب .. راسخة نصب الأعين .

حافظوا على نقاء و طيب دواخلكم , صفاء قلوبكم و سرائركم … بإيجاز شديد حافظوا على براءة الأطفال فيكم مهما تقدم بكم العمر .

إذا طرقتم باب قلب أحدهم و أذن لكم بالولوج فادلفوا إليه بإحسان .. حتى إن قررتم الرحيل يوما … ارحلوا بإحسان فخراب القلوب ليس بالهين .

كونوا عوانا … بين اللين و الصلابة في التعامل … بينما هنالك أمور تستلزم الحزم خلافا لها , أترك تقدر ذلك للبابة عقولكم .

رقابكم لله تنحني … و ما دون ذلك ارفعوها عنان السماء .

أي قطعة مني …

اجعلوا الحب و الإحترام نبراسا لأفئدتكم .

كرامتكم … مشاعركم …. حياتكم الخاصة … قلوبكم , من عشقت و ذابت فيها وجدا و صبابة … كلها أمور غير قابلة للمساومة … من يفاوضكم بالتخلي أو التنازل عنها جملة أو تفصيلا مقابل حفظ وده فهو لا يستوجب الود .

الأقارب ليسوا عقارب … هم الحضن الدافىء … الملجأ الثاني بعد الله عند الشدة … الحصن المنيع من كروب الدنيا, ما صلحت الذمم أما و إن فسدت فالهجر بطيب و إحسان …

المحبة شجرة متى ما سقيناها بالود .. الطيب و الحسنى … أثمرت ثمار الخيرات .

قوانين و تشريعات بلدكم … الانضباط لها و احترامها فرض واجب … ما يخالف القانون يدفع ضره بالقانون … لا شيء غير ذلك .

حقوقكم لا مناص للتنازل عنها , دافعوا عن أنفسكم بالقانون و تمسكوا بحباله فهو مكسب لكم … ضمانا لأمنكم و سلامتكم … لجوؤكم للعدالة لا هو عيب
ولا مذمة ولا مذلة … و في السعي إلى تحقيقها …حافظوا على حقوق غيركم جنبا إلى جنب حقوقكم .

مسك بوحي لكم …

لا تقبلوا بأنصاف الحلول … خضوا معارك الحياة بأخلاق و مروؤة و نازلوا بشرف … حتى لو لم تحققوا النصر المنشود … فالنزال بشرف في حد ذاته ظفر .

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)