لا تحتاج للقجع و لا “الفيفا ” ولا “الكاف ..دوريات رمضان فرجة في كل الأحياء

 

“تمضية الوقت”

 

مع اقتراب كل شهر رمضان، تبدأ استعدادات المغاربة لإستقبال هذا الشهر الفضيل، وفي جميع المناطق المغربية، فالأمهات تنهمك في تحضير مستلزمات هذه “المحطة الدينية” من حلويات ومأكولات وكل ما له صلة بهذا الشهر.

 

وهناك من يستعد للتجارة وهناك من يستعد للنوم العميق، وهناك فئة أخرى تستعد لإقامة دوري رمضان في لعبة كرة القدم.

 

هذه التظاهرة الرياضية الوحيدة التي تشمل كل المناطق المغربية من قرى وحواضر، وتستقطب جماهير عريضة ومن كل الشرائح الاجتماعية.

 

ما إن يحل شهر رمضان حتى تعطى الانطلاقة لهذه التظاهرات الرياضية في كل ربوع الوطن.

 

تتقاسم كلها توقيت وموعد بداية المباريات دونما حاجة للجنة البرمجة، فعادة ما تنطلق كل المباريات بعد صلاة العصر لفسح المجال للجمهور واللاعبين وباقي مكونات الدوري تأدية الصلاة.

 

بين الماضي والحاضر

 

قام موقع “شمس بوست” بجولة في مختلف أحياء مدينة وجدة لنقل وجهة نظر مجموعة من الوجوه الرياضية القريبة من مثل هذه التظاهرات.

 

ويؤكد ميلود مبروك، الناشط الجمعوي، أنهم في جمعية أمل كولوش الرياضية، إعتادوا على تنظيم دوريات في كرة القدم بمشاركة فرق تمثل مختلف أحياء المدينة على مدار السنة.

 

وليس فقط خلال شهر رمضان، ولكن و فق برنامج مسطر سلفا حيث نهدف من خلال هذه الأنشطة إلى زرع روح التآخي والتآزر بين الجمعيات النشيطة في الأحياء وكذا إكتشاف المواهب.

وعن دوريات شهر رمضان، أكد أنها فقدت بريقها خلال السنوات الأخيرة بسبب غياب ملاعب القرب بالأحياء التي تحولت بقدرة قادر إلى تجمعات سكنية.

 

ولم يعد شباب وأطفال الأحياء الشعبية يجدون فضاء لتفريغ طاقاتهم الإبداعية في مجال لعبة كرة القدم، إضافة إلى تمييع هذه الدوريات جراء ظهور متطفلين على الميدان يستغلون هذه المحطات الكروية لأغراض انتخابية.

 

أما فوزي مرزاق، وهو لاعب سابق للمولودية الوجدية، ومدرب لمجموعة من الفرق بعصبة الشرق، وأستاذ للتربية البدنية، أثنى على الدور الكبير الذي تلعبه دوريات شهر رمضان على مستويات عدة.

 

فهي وفق تصريح مرزاق لشمس بوست، متنفسا مهما لساكنة الأحياء وخاصة الشعبية منها، حيث تفضل ساكنة هذه الأحياء وفي غياب مرافق ترفيهية التوجه إلى ملاعب القرب من أجل الاستمتاع بفرحة كروية.

 

وتصبح فرصة لتمضية الوقت في إنتظار موعد الآذان، إلا أن هذه التظاهرات الرياضية يضيف مرزاق، لا تخلو من أحداث عنف في أحيان عديدة، دفعت بالعديد من المواهب تجنب المشاركة في مثل هذه المنافسات.

وأبرز، في معرض حديثه أن هذه الدوريات شكلت، و على الدوام خزانا للمواهب الرياضية وعلى الصعيد الوطني.

 

و كانت تتكون لجن تقنية في بعض الأندية الوطنية مهمتها متابعة الدوريات التي تقام في الأحياء من أجل البحث عن اللاعبين الموهوبين لتعزيز الأندية الرياضية.

 

غير أن هذه العملية اختفت خلال السنوات الأخيرة لكون أن غالبية الفرق تفضل اللاعب الجاهز بدل البحث عن المواهب.

 

إمكانيات ذاتية وتمويل أخر

 

هذه الدوريات لا تحتاج “للفيفا ” ولا “الكاف ” ولا “الطاس” ولا لرئيس الجامعة “فوزي لقجع” ولا إتصالات المغرب، ولا حاجة للجنة المركزية للتحكيم واللجنة التأديب والروح الرياضية، ولا حاجة لتقنية “الفار” ولا لصحافة وغيرها من العناصر المرتبطة بالتظاهرات الرياضية.

 

رغم أن بعض هذه المحطات الرياضية يفوق عدد الفرق المشاركة فيها، عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلا أنها لا تحظى بأي إهتمام من قبل الساهرين على شؤون الرياضة ببلادنا.

 

وهذه الدوريات لا تخلو من مشاكل، فكم من دوري لم تكتب له النهاية، بسبب أحداث الشغب، فهذا السلوك لا يقتصر فقط على مدرجات ملاعب البطولة الوطنية كما يعتقد البعض، وإن كان يختلف عن الذي يحصل في خضم الإحتراف، فلا وجود للمصالح الأمنية التي بوسعها التدخل لاحتواء الوضع، فهذه المهمة غالبا ما تتولاها اللجنة المنظمة أو بعض حكماء الجمهور.

قد يفلح المتدخلون في تهدئة الوضع، ويفشلون في أحيان أخرى، لما تتطور الأمور إلى أسوأ، فيتم الإعلان عن توقيف الدوري وتتفرق السبل، وتطالب الفرق المشاركة باسترجاع ثمن المساهمة المادية، وهناك دوريات رمضانية إنتهت بالبعض في المستشفى أو وراء القضبان.

 

سياسة وإنتخابات

 

ليست كل الدوريات هدفها الأساسي التنشيط الرياضي، وتقريب الكرة من الساكنة على وزن تقريب الإدارة من المواطن، وخلق فرجة كروية للجماهير التي تأتي لمتابعة مجريات المباريات، لتجزية الوقت في إنتظار وصول موعد أذان المغرب لينطلق دوري كرة الطاولة.

 

السياسة والرياضة توأمان لا ينفصلان، فغالبية الفرق المغربية يقودها رؤساء بجبة سياسية، ومادام الأمر كذلك، فمن العادي جدا أن تكون السياسة حاضرة وبقوة في مثل هذه التظاهرات، ولا سيما إذا تزامن موعد الدوري مع اقتراب موعد إنتخابي.

 

فتكثر الكرات والبدلات الرياضية وتزداد الجوائز وتلغى المساهمات، وتتحرك الجرافات لإصلاح الملاعب، ويعطى أهمية كبيرة لهذه الملتقيات الرياضية من قبل المنتخبين الذين يعتبرون مثل هذه المحطات قنطرة للعبور إلى أصوات الناخبين من خلال استقطاب مجموعة من الوجوه التي لها احتكاك مباشر ومستمر بالساكنة لتسخيرها في المحطات الإنتخابية.

 

طبعا إلى جانب باقي الأساليب التي يتم إتباعها لاستقطاب الأصوات، من قبيل توزيع القفف وإعذار الأطفال وتنظيم القوافل الطبية.

 

ويحصل أن تجد اللجنة المنظمة لدوري رمضان، هي نفسها المشرفة على القافلة الطبية وإعذار الأطفال وتوزيع القفف.

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)