القاسمي: تأسيس الدرس الإعلامي بالجامعة أعاد للمهنة هويتها ونجاح الباكالوريوس رهين بتوفر شروط تنزيله

قال محمد القاسمي، منسق شعبة علوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس بفاس، إن تأسيس الدرس الإعلامي بالجامعة المغربية مرّ بعدة إكراهات وتحدّيات منذ تقديم مشروع شعبة علوم الإعلام والتواصل والمصادقة عليه سنة 2005 والبدء بالتحضير له، لتكون أول تجربة أكاديمية تدرّس الإعلام والصحافة في المغرب، بعدما كان تدريس هذا المجال حكراً على المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط والذي كان يستقطب سنوياً عدداً محدودا من الطلبة لا يتجاوز 25 طالبا وطالبة.

وأَشار القاسمي، الذي كان يتحدّث، صباح اليوم الخميس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، إلى هيئة تدريس وطلبة مسلك باكالوريوس علوم الإعلام والصحافة في إطار درسٍ افتتاحي بعنوان “تأسيس الدرس الإعلامي في الجامعة المغربية الرهانات والآفاق”، (أشار) إلى أنه من جملة الإكراهات التي واجهت هذا التأسيس، شح الإمكانيات خاصة فيما يتعلّق بتوفير الوسائل والتجهيزات الضرورية لإحداث “أستوديو” للدروس التطبيقية، إلى جانب أساتذة للتعويض.

وأوضح المتحدّث في السياق ذاته، أن التكوين الإعلامي داخل الجامعة يختلف تماماً عن التكوين الإعلامي داخل المعهد، لافتاً إلى أنه في الجامعة يتم التركيز على البحث العلمي أكثر مما هو تقني، وذلك لأن الجانب التقني، وفق القاسمي، يمكن أن يدخل في إطار المهارات الذاتية التي يمكن للطالب اكتسابها خلال 5 أو 6 أشهر، وهو الزمن الذي لن يتأتّى للطالب اكتساب فيه المهارات العلمية من علوم ومعارف في علم الإجتماع والتاريخ واللغات.

 

ويرى القاسمي أن تأسيس هذا المسلك أعاد للدرس الإعلامي هويته داخل الجامعة، “لأنه في السابق كان الإعلام ومجال الصحافة يطلق عليه مهنة من لا مهنة له، بحيث كان كل من يتوفر على إمكانيات في الكتابة يدعى في أوساطه صحفياً، فكان لزاماً علينا أن يأخذ الصحفي والإعلامي مكانة تليق به، مثله مثل من يزاول مهنة المعلم أو المهندس أو الطبيب”.

 

وأكد المتحدّث ذاته، أنه من الضروري لإنجاح تأسيس الدرس الإعلامي في جامعة محمد الأول بوجدة، عبر مسلك باكالوريوس علوم الإعلام والصحافة، التفكير في الدراسات العليا كالماستر والدكتوراه لتحفيز الطلبة الرّاغبين في متابعة دراساتهم العليا من جهة واستيعاب سوق الشغل لعدد المتخرّجين من هذا المسلك.

وبخصوص اعتماد المغرب لنظام الباكالوريوس في عدد من المسالك والشعب، قال محمد القاسمي في تصريح خصّ به جريدة “شمس بوست”، إن هذا النظام الذي يتكون من 8 فصول عوض 6 في النظام القديم يروم تكوين الطالب خلال الفصلين الأولين في اللغات والتمكّن منها إلى جانب المهارات الحياتية، وذلك بهدف الاندماج في الحياة الجامعية قبل اختيار التخصص ابتداء من السنة الثانية، إضافة إلى أنه نظام دولي يعفي الراغبين في استكمال دراساتهم في الخارج من سنة إضافية أو طلب شهادة المعادلة.

 

أما بشأن الرافضين لاعتماد الباكالوريوس، يؤكد القاسمي أن “كل رافض لهذا النظام لابد وأن له مبرّراته سواء بالنسبة للطلبة أو هيئة التدريس، مشيرا الى أن كل إصلاح يتطلّب مجموعة من الظروف التربوية واللوجيستكية التي تواكبه، وبالتالي لابد من توفير كل الشروط الموضوعية لإنجاح كل إصلاح تربوي”.

 

ويؤكد القاسمي لـ”شمس بوست”، أن اعتماد هذا النظام يتطلّب أولا مواجهة الاكتظاظ داخل الجامعة وخلق بنية تحتية ملائمة من قاعات ومدرّجات ومختبرات في كليات العلوم والطب وغيرها، دول إغفال تحسين الوضعية المادية للأساتذة وإعادة الاعتبار لمهنة الأستاذ حتى يتفرغّ بشكل كلّي لهذه المهمة.

 

وفي ظل غياب هذه الشروط، وفق محمد القاسمي، “لابد أن هذا النظام الجديد سيواجه صعوبات وتعثّرات، مطالباً الحكومة بتوفير الشروط الموضوعية لتنزيل هذا الإصلاح حتى يكون في مستوى ما نسعى إليه من تكوين جيّد للطلبة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)