الشباب والسياسة.. فاطمة الزهراء بشرواي: هذا سبب انسحابي من الأحرار.. والاستقلال حزب منفتح على الشباب

أصبحت مشاركة الشباب في العمل السياسي ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر، بالنظر للمؤهلات والقدرات المهمة التي يتوفرون عليها ووعي يؤهلهم لتدبير الشأن المحلي من بوابة السياسة، ولازالت مشاركة الشباب في العمل السياسي بالمغرب تتسم بنوع من العزوف بالرغم من أنهم يمثلون أكثر من ثلث المجتمع المغربي.

 

الشباب والسياسة، سلسلة حوارية تستضيف من خلالها شمس بوست، عددا من الوجوه الشابة التي اختارت خوض غمار السياسة من داخل الأحزاب، من أجل إغناء النقاش العام وتقريب وجهات النظر بين مختلف الفاعلين السياسيين.

 

نبذة عن فاطمة الزهراء بشراوي، المسار الدراسي والمهني والسياسي…

 

فاطمة الزهراء بشراوي حاصلة على ماجستير في التسويق والتسيير من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، إطار بمجموعة اقتصادية مغربية كمسؤولة عن التسويق والعلاقات العامة. مارست العمل الجمعوي منذ سنوات عديدة، عبر انخراطي في جمعيات تهتم بالشأن الشبابي والخيري أيضا… ترأست جمعية Oriental Leaders وهي جمعية أخرجت الى الوجود عدة برامج ومبادرات وشراكات تهتم بخلق مقاولات ناشئة للشباب، اضافة الى برامج تهدف الى تنمية قدراتهم الفكرية والتواصلية بهدف الادماج في سوق الشغل… ( هناك محطات عديدة قد أتطرق لها بالتفصيل في فرصة أخرى )

 

لماذا قررت دخول غمار السياسة ؟

 

علاقتي بالسياسة منقسمة إلى شقين، الشق الاول بدأ منذ نعومة أظافري، كوني أنتمي لعائلة سياسية ( العائلة الكبيرة ) ، فكنت أعاين وألاحظ وأسأل وأدلي برأيي بدافع الفضول… أما الشق الثاني، فبدأت فصوله منذ سنوات قليلة، وهو الممارسة السياسية من داخل المؤسسة الحزبية. دخلت هذا الغمار بشغف وعن قناعة، لأنني مولوعة ومثقلة بهاجس تغيير ظروف المحيط الذي أعيش فيه وظروف أناسه، لاسيما الشباب، فالسياسة باب منحني فرصة الترافع والاقتراح والتأثير الايجابي، وأكثر من ذلك فهي فرصة حقيقية للمساهمة في التغيير…

 

من الأحرار الى الاستقلال ما الذي دفعك الى تغيير الوجهة الحزبية ؟

 

من الأحرار الى الاستقلال ما الذي دفعك الى تغيير الوجهة الحزبية ؟ الألوان السياسية تختلف باختلاف أسماءها ولكنها تبقى مجرد ألوان وأسماء، فالقيادة والمناضلون هم من يرسخون ويزكون توجهاتها أو العكس…

 

تجربتي بحزب الأحرار تعلمت منها كأي تجربة نمر منها، وبدوري قدمت فيها الكثير من طاقتي وخبرتي المتواضعة بكل شغف، ولكن للأسف فبعض التغييرات التي طرأت على مستوى القيادة المحلية جعلت الاستمرار في النضال والعطاء شبه مستحيل.. مما دفعني إلى قطيعة مع السياسة دامت سنتين…

 

إلا أنني أكن كل الاحترام للسيد عزيز أخنوش رئيس الحزب الذي أعطى الفرصة لصوت الشباب في بداية الأمر ، ولكن كما سبق وأشرت هناك بعض الظروف التي حالت دون ذلك. أما الانتقال، فلم يكن من الأحرار الى الاستقلال ،بل كان من القطيعة مع السياسة إلى حزب الميزان ،الذي جعلني أتصالح مع السياسة من جديد، لأن الحزب بقيادة الرئيس نزار بركة والقيادة الجهوية على مستوى جهة الشرق أعاد الاعتبار للكفاءات الشابة وسلمها المشعل بحيث انفتح عليها، سمع صوتها وأسمع صوتها وجعلها في قلب توجهاته وبرامجه، كتوجه وكحقيقة ميدانية أصبح يعرفها الصغير والكبير، وخير دليل هو ترشيح الأخ عبد الرحيم العاقل كوكيل للائحة الانتخابات الجماعية.

 

وهو مهندس معماري اشتغل ببلدية مونريال الكندية سابقا بحيث ساهم في تنميتها المجالية، مما سيشكل فرصة لمدينة وجدة لأن الأمر يتعلق بنقل خبرات سنستفيد منها على مستوى الإقليم… وكذا ترشيحي كوكيلة للائحة النساء للانتخابات الجماعية الى جانب شباب اخريين على رأس لوائح انتخابية مختلفة…

 

ما موقفك من عزوف الشباب عن السياسة ؟

 

يعزف الشباب عن السياسة في عدة حالات، قد يتعلق الأمر بتجربة سياسية فاشلة، أو موقف حصل مع سياسي، وقد يعزف الشباب عن السياسة نتيجة عدوى من المحيط الذي يعيشون فيه أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فأحيانا تتناسل الأقاويل حول بعض السياسيين فينساق الجميع ويتأثر الجميع، دون تبين أو بحث حول حيثيات الأمر.

 

أنا لا أنكر إطلاقا وجود سياسيين انتهازيين، ولا أنكر أنهم يتحملون نسبة كبيرة من العزوف الذي أصبحنا نعيشه، كما أنني لا أنكر أنني بدوري عرفت عزوفا استمر لمدة لابأس بها… ولكن صدقني هذا ليس حلا، لهذا صرت أدعو الشباب، ليس للتصويت فقط، بل للانخراط في الأحزاب السياسية، وللدخول الى المجالس والمؤسسات ليكونوا قوة اقتراحية وليسمع المجتمع صوتهم وأفكارهم، فالتغيير لن يأتي دون تظافر الجهود ودون انخراط الجميع في المنظومة السياسية، وكما أقول دائما، أفضل أن أضيء شمعة على أن ألعن الظلام.

 

ما موقفك من اعتبار النساء والشباب مجرد وقود انتخابي ؟

 

شحال قدك تعتبرهم وقود ، وشحال قدك تعتبرهم أرقام وشحال قدك تعتبرهم مجرد صور ؟

أعتذر عن تعبيري بالدارجة ولكنها نقطة حارقة أشكرك بالمناسبة على تسليطك الضوء عليها…

 

نحن في زمن سرعان ما تنكشف فيه الحقائق وسرعان ما يعرف فيها الصالح من الطالح بعد محطة أو محطتين… واش النساء والشباب لي عندها كفاءة وطاقة ورأي ممنحقهاش تمارس السياسة لأن هذه الصورة النمطية ملتصقة بأذهان البعض ؟

 

الأحزاب السياسية الذكية والواعية والتي ستقول كلمتها في الأخير ، هي الأحزاب التي تخطت اعتبار المناضلين والقياديين على أساس جنسهم بل على أساس خبرتهم وطاقاتهم وقدرتهم على المساهمة الفعلية في تنزيل المخططات التنموية التي يصوغها الحزب ويصبو إلى بلوغها.

 

هل تظنين أن مرشحي حزب الاستقلال للمجلس الجماعي قادرين على إخراج المدينة من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية ؟

 

مرشحي حزب الاستقلال للمجلس الجامعي دكاترة وأساتذة جامعيين منهم من تتلمذت على يده بالمدارس العليا، ومنهم من اشتغلت معه في أعمال اجتماعية وتنموية، وقد لمست فيهم، وحتى قبل دخول غمار السياسة، حرقة وتفان في خدمة الوطن، قل نظيره.

 

هم أستاذة لهم أبحاث علمية قالت كلمتها على الصعيدين العالمي والوطني، وقد تم تتويجهم في عدة محافل دولية، لهذا أنا متفائلة وواثقة بأنهم سيقدمون الاستراتيجية الناجعة، والحلول الواقعية التي تلائم الخصوصية الجغرافية والثقافية والاقتصادية للمدينة والجهة، والتي لها القدرة على إخراج المدينة من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية.

 

هل تتوقعين أن حزبكم سيحتل مراتب اولى في الانتخابات المقبلة ؟

 

أتوقع ذلك بالفعل، لأن حزب الاستقلال حزب عريق قريب من قلوب المغاربة على مر التاريخ، ولا ننكر لحزب الاستقلال تاريخه في استقلال المغرب وكذلك تمسكه بثوابت الأمة، كما أنه في الوقت ذاته حزب منفتح على الشباب وعلى الفئات الهشة، التي جعل همومها في قلب شعار حملته ” الإنصاف الآن ” وهو ترجمة لبرنامج انتخابي واقعي ، صيغ من أجل إنصاف المواطنين لاسيما هذه الفئة. ( المرجو الاطلاع على برنامج الحزب).

 

كلمة أخيرة…

 

كلمتي الأخيرة أوجهها للجميع وللشباب خصوصا، لا تجعلوا التجارب السياسية المخيبة تنسيكم حب الوطن الذي يجمعنا ويوحدنا، أو تنسيكم بأننا شركاء ومسؤولون جميعا عن ازدهار مدينتنا ووطننا… فلنضيء جميعا شمعة عوض أن نلعن الظلام. امنحوا صوتكم لحزب الاستقلال ، امنحوا ثقتكم للشباب.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)