بنشماش “يتأسف” على واقع “البام” ويوجّه نداءً لإنقاذه من “الخفوت”

وجّه حكيم بشنماش، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، نداء الى “مناضلات ومناضلي” حزبه، لـ”إنقاذ الحزب من خفوت وهجه سياسيا واعلاميا وبرنامجيا في ظرفية دقيقة، متسمة بجسامة التحديات التي تواجهها بلادنا، على جادة التحول الطموح إلى بلد صاعد اقتصاديا واجتماعيا وجيوسياسيا،  وبالصمود في وجه آثار وتداعيات جائحة كوفيد-19″.

 

وعبّر بنشماش عن “أسفه لما يعانيه الحزب في سياق تهيأت وتتهيأ فيه الكثير من فرص ممارسة فعل حزبي بديل ناضج ومتجاوب مع انتظارات القاعدة العريضة من المواطنين، فعل يعبر عن جوهر المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، وعن ماهية الحزب وكينونته وعلة وجوده كعرض سياسي وطني، والتي لا يمكن، مهما بذل من مساعي، تحريفه”، مؤكدا أن  الأسف المعبر عنه، في هذا النداء، “لا يروم الالقاء باللائمة على جهة في حزبنا بعينها، ذلك أن فضيلة النقد الذاتي تدفعنا إلى التقدير بأن نكون متحملين لقسط من المسؤولية فيما آل اليه وضع الحزب.” يقول بنشماش.

 

وأضاف: “لذلك، وبما أننا معنيون بشكل مباشر وعلى كل المستويات بالتفاعلات الجارية ببلادنا، ووعيا منا بضرورة المساهمة فى تغليب موازين القوى لفائدة المشروع الديمقراطي الحداثي المنشود،  حماية للديمقراطية من مخاطر بروز “أردوغانية مغربية” يصعب استدراكها، من شأنها رهن عمل المؤسسات التمثيلية، وطنيا وترابيا، لولاية أخرى؛ وفي ضوء الرهانات السياسية المطروحة على بلادنا، وانطلاقا من إيماننا بالأدوار الحيوية التي ينبغي أن يضطلع بها حزب الأصالة والمعاصرة في المرحلة القادمة ، والآمال الكبيرة المعقودة عليه،  فإننا نؤكد انفتاحنا وتفاعلنا الإيجابي مع كل مبادرة جادة وصادقة من شأنها فتح أفق حزبي جديد، وخلق مناخ  إيجابي قادر على احتضان كل طاقات وقدرات الحزب التنظيمية والسياسية باحتكام صارم  لمنطق التدبير المؤسساتي الديمقراطي المنفتح  والشفاف”.

 

ودعا بنشماش، “كافة أطر وكفاءات الحزب إلى التعبئة الجماعية، وتوحيد الصفوف والجهود من أجل دعم واسناد جهود الحزب لتقوية حظوظه التنافسية ليحتل مواقع متقدمة في الاستحقاقات السياسية والانتخابية القادمة التي لا تقل رهاناتها أهمية عن رهانات زمن الانصاف والمصالحة”.

 

وتابع قائلا: “إن مواجهة مختلف التحديات واسترجاع جاذبية الحزب وتعزيز إشعاعه وحضوره ، تحتم علينا أن نتوجه جميعا، بكل تفان ونكران الذات، نحو المستقبل وألا نلتفت إلى الوراء، مثلما تحتم علينا تأجيل كل خلافاتنا، مهما كانت طبيعتها، إلى حين توفير الشروط الملائمة والمناخ المناسب  لمعالجتها ضمن القنوات المؤسساتية للحزب، وتدبيرها في سياقاتها الممكنة، والتوجه نحو تدشين مرحلة جديدة نمتلك فيها شجاعة المبادرة ببلورة الأجوبة على الأسئلة التي مافتئ جلالة الملك ، في خطاباته السامية، يوجهها للفاعلين السياسيين والحزبين، ونتملك فيها أيضا فضيلة ممارسة النقد الذاتي البناء، دون أن  نلقي باللائمة على طرف في الحزب دون غيره، لأننا نقدر بأن المسؤوليات مشتركة في هذه المرحلة بالذات، من أجل البناء وتصحيح المسار بالاحتكام لقواعد العمل الديمقراطي والمنطق المؤسساتي في تدبير شؤون الحزب. ”

 

وشدّد بنشماش في نداءه على “أولوية وملحاحية الانكباب الجماعي والعاجل على بلورة وصياغة عرض سياسي وبرنامجي،  يجيب بالواقعية الممكنة وبعيدا عن بيع الأوهام،  على تطلعات وانتظارات الشعب المغربي، وذلك في ارتباط بتنسيق وتوجيه الجهود نحو مساءلة تجربة ولايتين حكوميتين من تدبير الشأن العام، وتقييم الوضع العام لما بعد دستور 2011، والوقوف بالتحليل والنقد عند أعطاب التدبير الحكومي وحصيلته الفاشلة والهزيلة بكل المقاييس، مع ما يستوجبه ذلك من استنباط للحلول وإبداع للأفكار والمبادرات التي من شأنها تدارك ما يمكن تداركه، وكل ذلك طبعا وفق مستلزمات استثمار الفرص التي تنطوي عليها التحديات التي أفرزتها الجائحة ومتطلبات التناغم والتناسق مع مخرجات النموذج التنموي المنشود، واضعين نصب أعيننا ، في الأول والأخير، واجب الاضطلاع بمسؤولياتنا كاملة في معركة المساهمة اليقظة والواعية في المجهود الوطني الرامي الى تعزيز صمود ومناعة بلادنا في وجه التحديات الآتية من بيئة جهوية ودولية شديدة التعقيد، وفي طليعتها المساهمة في ترصيد ودعم المكتسبات والانتصارات الديبلوماسية التي حققتها بلادنا ، بقيادة جلالة الملك، في ارتباط بقضية وحدتنا الوطنية والترابية”.

 

واعتبر بنشماش في أن السياق “جد ملائم ومحفز لمباشرة حوار داخلي موسع ومثمر للمساهمة في التعبئة المطلوبة لخوض الاستحقاقات الانتخابية القادمة بالقوة والتماسك المطلوبين، وإنضاج الشروط الضرورية لعقد دورة ناجحة للمجلس الوطني حتى يتسنى للحزب مباشرة مهامه  التنظيمية والسياسية بالفعالية المطلوبة والحماسة المنتظرة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)