تحليل إخباري: بعد لقاء طنجة.. وهبي يسير بخطى حثيثة لخلافة بن شماس في قيادة البام

 

يبدو أن تيار حكيم بن شماس، الأمين العام الحالي لحزب الأصالة والمعاصرة، تيقن اليوم، بأن أيامه في قيادة الحزب باتت معدودة، بالنظر لقوة الحشد التي أصبح يتمتع بها خصومه من تيار المستقبل، هذا التيار الذي وضع نصب عينيه قيادة الحزب ولا شيء غير القيادة.

مناسبة هذا الكلام، هو اللقاء الذي عقه تيار المستقبل اليوم بمدينة طنجة، وتمكنه من حشد المئات من الأعضاء قبل المرور إلى السرعةالنهائية لاسقاط بنشماس من قيادة البام، خلال المؤتمر المقرر عقده في شتنبر المقبل.

كان واضحا بالنسبة للطرفين أن لقاء طنجة هو الفيصل، والمحدد لمصير الصراع بينهما، لذلك خاض الطرفان حربا نفسية قبل الواقعة. ففي الوقت الذي كان رفاق وهبي الذي يتزعم الإنتفاضة داخل حزب الجرار، يسابقون الزمن للتحضير للقاء، وحشد أكبر عدد ممكن من الأعضاء، كان بنشماس يدبج بلاغا يحذر فيه السلطات من مغبة السماح بعقد اللقاء، وبدا حريصا جدا على أن تلتزم السلطات وكان يعني بالتحديد الوالي محمد مهيدية بمرسوم ضوابط استغلال القاعات العمومية من قبل الأحزاب السياسية، رغم ذلك تمكن تيار المستقبل من عقد لقائه وكسب معركة طنجة التي تحدث فيها رئيس اللجنة التحضيرية سمير كودار عن تحقيق إنتصار مبكر.

ويطرح العديد من المتابعين السؤال التالي: لماذا إحتدم الصراع بطنجة بالتحديد، ومحاولة كل طرف كسر عظام الطرف الأخر في هذه المدينة؟

العديد من المراقبين يؤكدون بأن هناك مجموعة من المعطيات، وإن كان جلها لها دلالات رمزية، لكن لعبت وتلعب دورا مهما في كسب هذا الطرف أو ذلك للنقاط في هذا الصراع.

لعل أول ما يجعل الصراع حامي الوطيس في طنجة، كون هذه الأخيرة وجهة الشمال عموما، دائما ما تقدم بأنها قلعة بامية بامتياز، وهذا ما كانت تصرح به قيادة الحزب في الإنتخابات الماضية، وبالتالي الظهور في صورة الطرف القادر على الحشد وبأعداد غفيرة لأعضاء الحزب بهذه المدينة والجهة، له رمزيته الفعالة، وجعل ذلك من اللقاء تمرينا وامتحانا نفسيا أكثر منه لقاءا تواصليا.

ثم ثانيا، المدينة تضم مقر الجهة التي يرأسها الأمين العام السابق للحزب إلياس العماري، أو الأمين العام الخفي للحزب كما يحب البعض تسميته، وتيار المستقل أدرك بأن المحطة الأخيرة من محطات اللقاءات التواصلية، يجب أن تكون بعقر دار البام، لتبليغ رسالة ليس في الحقيقة إلى بن شماس والعماري، ولكن لباقي الأعضاء الذين مازال يدب في قلبهم بعهض الشك حول مستقبل قيادة الحزب حسب العديد من المتابعين.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه في سياق متابعة تطورات الأمور داخل البيت الداخلي لحزب الجرار هو : كيف تمكن خصوم بنشماس المسنود من طرف إلياس العماري، من شق عصى الطاعة والسير قدما نحو قيادة الحزب؟

حسب مصدر مطلع متابع للحزب، يؤكد بأن خصوم القيادة الحالية، استغلوا بذكاء حالة التذمر التي سادت وسط العديد من الأعضاء/ الأعيان، وبالخحصوص المنهكين بالتكاليف، وبالتالي فهذا التيار كان بمثابة المخلص من حياة “الدفع”، وهو ما عبر عنه أحد أبرز الأعيان بمدينة طنجة اليوم عندما صرح بأنه لم يتبقى عنه شيء غير جلبابه.

لكن تبقى واقعة الإنتخابات التشريعية الماضية، التي مني فيها البام بهزيمة “مذلة”، على يد خصمه العدالة والتنمية، رغم كل الظروف المساندة والداعمة لتحقيق الصدارة، هي النقطة البارزة في عملة التحول داخل الحزب، خاصة بعد تواري قياداته المقربة من العماري عن الأنظار نتيجة تبعات الهزيمة، بل وإختيار بعضها الإستقالة من الحزب بشكل نهائي.

وكان لتراجع نفوذ العماري أو تقزيم دوره في المشهد الأثر الكبير أيضا، بل وكان من تجليات هذا التراجع، تخلي بعض أصدقائه عنه، كما هو الشأن لمحمد حموتي و سمير أبو القاسم، اللذان ينتميان اليوم، إلى النواة الصغيرة من تيار المستقبل.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)