دعم المولودية بمليار وعزاوي رئيس مجلس وجدة وأحلام اليقظة!

 

 

مؤخرا راج على نطاق واسع أن محمد عزاوي رئيس مجلس جماعة وجدة، وعد في الجمع العام لفريق مولودية وجدة بتقديم دعم للفريق يصل إلى مليار سنتيم، و سيعمل على ذلك ابتداء من مشروع الميزانية للسنة المقبلة الذي يفترض أن يصادق عليها المجلس في دورة أكتوبر المقبل.

 

الواقع، لم أصدق منذ الوهلة الأولى ما نقل عن العزاوي، وقلت لابد أن خطأ ما حدث ولا أتصور أن يصرح الرئيس بذلك، وإلا فإن صرح بذلك يكون يضحك على أعضاء النادي وعلى ساكنة هذه المدينة.

 

سعيت لتدقيق الأمر، ووصلني فيديو لتدخل عزاوي في المكتب، وكانت توقعاتي في محلها، إذ أن الرجل لم يقل أن جماعة وجدة ستسعى لدعم المولودية بمليار سنويا، وإنما حديثه كان عن مجموع الدعم الذي يمكن أن يقدم للنادي من الجماعات الترابية وبخاصة جماعة وجدة ومجلس العمالة ومجلس الجهة.

 

وقال أيضا ما مفاده أن الجماعة بداية من الموسم المقبل، ستعمل على بلورة إتفاقية مع النادي ليستقر الدعم.

 

ورغم أن عزاوي لم يحصر “المليار” كمساهمة للجماعة إلا أن الواقع كما يقال لا يرتفع، وإنه ضرب من ضروب الخيال الحديث اليوم عن دعم من جانب الجماعة لفريق المولودية في حدود معينة أكثر مما هو حاصل اليوم، وإلا فإن الرئيس كان يعيش حالة أحلام اليقظة وهو يسعى إلى تحقيق الرقم المذكور.

 

والواقع أن جماعة وجدة اليوم، بغض النظر عن الأزمة المالية الخانقة التي تجتازها والتي لا مؤشرات إيجابية على تجاوزها في القريب العاجل، بالنظر لاستمرار مسبباتها، فإن واقع المجلس اليوم يمكن القول معه أنه من المستحيل أن ينخرط في أي دعم للمولودية أو لأي فريق أخر أو جمعية.

 

مجلس وجدة يعيش اليوم على وقع تفكك واضح في الأغلبية، كان من تجلياته أن ترك الرئيس في الدورة الاستثنائية الأخيرة وحيدا يتلقى “الصفع” من الأعضاء وبخاصة من نوابه، إلى درجة أن الذي يتابع تدخلاتهم يخيل إليه أن المجلس كله يصطف في المعارضة، والرئيس وحده دون سواه في الأغلبية غير قادر حتى على الدفاع عن قراراته، لتنتهي الدورة بنتيجة الصفر دون أن تتمكن من المصادقة الايجابية عن أية نقط من نقاط جدول الأعمال.

 

ويبقى السؤال اليوم، ما الذي تغير من الأمس حتى اليوم، ليتحدث عزاوي بكل ثقة عن عزمه رفع الدعم للمولودية، في الوقت الذي يتوعده “حلفائه” في المجلس، قبل معارضيه بدورة ساخنة في أكتوبر المقبل، قد تنتهي برفض الميزانية؟.

 

وحتى بتجاوز هذا “البلوكاج”، وكما تمت الإشارة إلى ذلك سابقا، جماعة وجدة اليوم، بلغ بها العجز مبلغا لا تستطيع معه حتى القيام بأبسط استثمار في البنية التحتية ومرافق الجماعة، فهل سيكون من الأخلاقي أن يمضي عزاوي في دعم فريق كرة قدم راكم الفشل ولا يمكن إعتبار وضعيته المالية وأزماته من أولويات الساكنة.

 

الواقع أن مولودية وجدة يجب أن تصنع لنفسها نموذجا اقتصاديا كفيلا بتجسيد التحول من “جمعية” إلى شركة، أما الرهان على دعم هذه الجماعة او تلك فلن يعبر إلا عن إستمرار الفشل و استمرار العمل الهاوي بدل الانطلاق فعليا في مضمار الاحتراف.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)