التقائية السياسات العمومية: الحلقة المفقودة رغم المجهودات المبذولة

 

افتتح رئيس الحكومة يوم أمس الاثنين 22 أبريل 2019 بالرباط، بمعية وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية وبحضور مجموعة من الوزراء ورئيس جمعية الرؤساء وخبراء أجانب ومغاربة، الندوة الوطنية حول إعداد التراب إذانا بانطلاق المشاورات الوطنية والجهوية لإنجاز مرجعيات السياسة العامة لإعداد التراب على الصعيدين الوطني والجهوي كما أقرته المادة الثانيةمن المرسوم عدد 583.17.2 الذي يحدد مسطرة إنجاز التصاميم الجهوية لإعداد التراب وتحيينه وتقييمه.

 

إن الندوة الجهوية لإعداد التراب تكتسي طابع خاص لان المشاورات الجهوية المقبلة تؤسس لسياسة عمومية جديدة ترتكز على مواكبة التنزيل الأمثل للجهوية المتقدمة وداعمة لمسلسل اللاتمركز الإداري. وهو ما يعتبر جيل جديد من فلسفة الحوار الوطني لاعداد التراب والذي سيخلص لا محال لبلورة سياسة جهوية في مجال إعداد التراب تؤطر التنمية الجهوية المستدامة وفق توجهات العامة للسياسة العمومية على الصعيد الوطني. وهي فرصة لتأسيس ثقافة جديدة تقطع مع الممارسات القطاعية التي كانت منتجة ولكنها دون نجاعة حقيقية في غياب الالتقائية.

 

ولأهمية التقائية السياسات العمومية، شكلت الأخيرة موضوع ورشة أطرها خبراء خلصوا جميعهم إلى كون الالتقائية بمختلف درجاتها ومكوناتها لم تواكب تطور البنية المؤسساتية بالمغرب وتبقى الالتقائية موجودة في الوعود والأماني حسب تعبير الخبير علي بوعبيد، والذي أكد خلال مداخلته أن الجميع يقرر ادماج الالتقائية خلال الاجتماعات وللأسف في الواقع ليس الأمر كذلك للأسف. كما أضاف غياب الالتقائية لم يكن سبب للعقاب يوما في الممارسة العمومية، بل العقاب ارتبط بالإخلال بالمطابقة “le fait de ne pas converger n’est jamais sanctionner, alors qu’on sanctionne la non conformité ». و لهذا فنجاعة السياسات العمومية تفرض العمل الجماعي وفق فلسفة التقائية مختلف التدخلات خلال مسلسل التنمية وعدم الاقتصار عليها في مرحلة التمويل.

 

يجب الحرص على التقائية السياسات العمومية في تحديد الأهداف والأولويات، وفي البرمجة وفي التنفيذ ومن تم فلا يجب الاقتصار على النوايا الحسنة بل تجسيد الالتقائية على أرض الواقع وهو ما يستدعي، بل يفرض اليوم سياسة متجددة لإعداد التراب الوطني توفر الالتقائيةالمنشودة وطنيا وخاصة جهويا لحل شفرة التنمية المندمجة والذامجة وخاصة لتفسير الهوة بين المنجزات والمجهودات الكبرى الذي بذلها المغرب وحقق على أرض الواقع من خلال زمرة البرامج الوطنية والمجالسة والقطاعية وبين واقع الحال الترابي والاجتماعي لبعض الجهات.

وستباشر وزارة إعداد التراب والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في مستقبل الأيام سلسلة من المشاورات الجهوية والموضوعاتية حسب خصوصية كل جهة، وهو ما جاء في الكلمة الختامية للندوة الوطنية على لسان وزير القطاع.

 

سوفيان بوشكور
دكتور في الاقتصاد الجهوي والتنمية الترابية

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)