ماذا تريد الجزائر بعد البيانات المتكررة ضد المغرب؟

بدر سنوسي

 

في خرجة غريبة من نوعها، هاجمت وزارة الخارجية الجزائرية مرة اخرى، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، الذي وصفته بـ”الماكر”، واصفة ان التصريحات الكاذبة الصادرة عن المغرب تعكس “رغبة صماء” في جر إسرائيل إلى ” مغامرة خطرة” موجهة ضد الجزائر.

 

معتبرة ان، وزير خارجية المملكة المغربية بكونه “المحرض الحقيقي” على “التصريحات الكاذبة الصادرة عن المغرب بشأن الجزائر ودورها الإقليمي وعلاقاتها مع دولة ثالثة”، والتي تناقلتها الصحافة الدولية.

 

وحذرت الوزارة من أن تعكس هذه التصريحات ” رغبة مكتومة من المغرب في جر حليفها الشرق أوسطي الجديد، إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر موجهة ضد الجزائر وقيمها ومواقفها الثابتة”.

 

وتابع ذات المصدر بالقول “هذه المغامرة الخطيرة التي تراهن على الأسوأ، تشكل إنكارًا رسميًا لليد الممدودة المزعومة، والتي تستمر الدعاية المغربية في الترويج لها بشكل مسيء وعبثي”.

 

وما يثير الانتباه فيما جاء في قصاصة البيان الصحفي الذي أصدرته وزارة لعمامرة ” أن هذه الأخيرة اخترعت موضة جديدة في صياغة البيانات-التافهة -عندما تتحدث بأن “الصحافة الدولية رددت بعض التصريحات المغلوطة الصادرة من المغرب بشأن الجزائر…. المحرض الحقيقي لهذا هو ناصر بوريطة بصفته وزير خارجية المملكة المغربية لحليفها الشرق أوسطي الجديد “، متناسية ان الوزير بوريطة، الدبلوماسي المحنك، يمثل المغرب كوزير للخارجية، متهمة في ذات الوقت المغرب بالتحريض ضدها وتشويه دورها الإقليمي وعلاقاتها بدولة ثالثة (…) مما يؤكد بالملموس ان الجزائر في حيرة من أمرها لمصير علاقاتها المستقبلية مع إسرائيل، كما ان العصابة لم تستسغ بعد العلاقات المتينة التي تربط المملكة المغربية مع الدول الصديقة، المحبة للسلام، و التي تؤمن بالعلاقات المبنية على الاحترام المتبادل، بعيدا كل البعد عن النفاق والشقاق… وازدواجية الخطاب.

 

ويبقى اللغز المحير في بيانات – كبار كهنة قصر المرادية – الأسباب التي تقف وراء عدم الإشارة في تلك البيانات لدولة إسرائيل، دون ان تكون لها الشجاعة بتسمية الأشياء بمسمياتها، سواء من خلال البيان المعلوم للخارجية الجزائرية والذي نددت فيه بالقرار الذي اتخذه الاتّحاد الأفريقي بمنح دولة(….) صفة عضو مراقب في الاتّحاد الافريقي…، دون ان تتجرأ بتسمية دولة إسرائيل، وكدا في بيان زيارة وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد التاريخية للمغرب ، والذي أعرب جهرا عن قلق بلاده من التقارب بين إيران والجزائر… و يبدو جليا ان لعمامرة بمجرد سماعه لتصريح الوزير الإسرائيلي بخصوص الدور الذي لعبته الجزائر في ادخال ايران الى شمال افريقيا حتى وجد نفسه محاصرا بجبال من المشاكل ، و سارع – مرتعدا- لتوجيه الكلام للوزير المغربي، و لم يقدر ان يرد على كلام الوزير الإسرائيلي.

 

وحسب مصادر مطلعة فالبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية تزامن مع الردود الفعل القوية للمغاربة الاحرار، والتي اضحى يواجهها أحد عملائها المدعو حفيظ الدراجي، وكعادتها، ومن اجل تصدير ازماتها الداخلية، تحاول المخابرات الجزائرية جاهدة لتوجيه الأنظار عن هذا العميل اللغز الذي وقع في المحظور، وانكشفت عمالته ” لشيوخ الكابرانات”، من خلال تدويناته الرديئة المتكررة ضد اسياده.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)