رسائل من قلب الصحراء على هامش لقاء حزب الاستقلال

 

هناك من يختزل الانزال الكبير لحزب الاستقلال أول أمس بمدينة العيون، في رغبة الحزب وبالتحديد رموزه التقليديون في الأقاليم الجنوبية، استعراض قوتهم التنظيمية، خاصة في ظل لغة الأرقام التي سادت قبل وبعد التجمع، حول عدد الحاضرين في التجمع الذي نشطه الأمين العام للحزب نزار بركة ومنسق الأقاليم الجنوبية في الحزب حمدي ولد الرشيد، الذي يشغل أيضا مهمة رئيس جماعة العيون.

 

وتم تداول هذا الأمر في إطار ما يعرفه المشهد السياسي المغربي من صراع وسباق محموم حول تصدر المشهد في البلاد في أفق الانتخابات التشريعية الكبرى.

 

ويخلص هؤلاء إلى أن هذا التجمع وهذا الانزال هو رسالة مباشرة للخصوم الحزبيين لحزب الميزان، أو المحتملين في ظل الحراك السياسي الذي بدأ يبرز يوما بعد أخر، في ظل أيضا صعود بعض الزعامات إلى الواجهة.

 

قد يكون هذا التفسير وارد وواقع إلى حد كبير، وإن كان واردا فهو مفهوم في ظل السياق الذي تحدثنا عنه، لأنه في النهاية حزب الاستقلال يبحث هو الاخر على موطأ قدم في الاستحقاقات المقبلة، ورغبة في خلق الفارق الحقيقي الذي يبرز التفاضل بين مرحلة سابقة بامينها العام السابق ومرحلة اخرى جديدة بامينها العام الجديد، لكن مع ذلك ففي اعتقادي أن لقاء العيون أو واقعة ساحة المشور، كان الغرض منها توجيه رسالة جامعة وتتجاوز ما هو حزبي إلى ما يرتبط بقضية الصحراء.

 

أولى الرسائل التي يمكن أن نستشفها من اللقاء علاقة بقضية الصحراء، مع استحضار عدد الحاضرين في اللقاء، والذي بلغ 57 ألفا حسب ما أكده حمدي ولد الرشيد في اللقاء التواصلي الذي عقده الحزب صباح اليوم الأحد بمدينة السمارة، هي أن الساكنة لها من الوعي السياسي ما يكفي للانخراط في مقترح الحكم الذاتي، حتى وإن اقتضى الأمر أن يقره المغرب من جانب واحد.

 

الرسالة الثانية موجهة إلى جبهة البوليزاريو، التي إدعت طوال العقود الماضية الحديث باسمهم وتمثيلهم، مفادها أن أطروحة الانفصال انتهت ولم يعد لها من اتباع سوى الذين فرضت عليهم الجبهة ذلك في مخيمات تندوف، ورغم التحريض الذي مارسته قيادة الجبهة طوال الأيام الماضية لدفع أنصارها إلى الإحتجاج ضد هذه الخطوة، إلا أن مساعيها لم تلقى الصدى.

 

الرسالة الثالثة، وهي الأهم في اعتقادي موجهة إلى الأمم المتحدة التي ترعى محادثات جنيف، مفادها أن إختيار المغرب إشراك المنتخبين ممثلي الساكنة في المناطق الجنوبية في المحادثات، لم يكن إختيارا اعتباطيا أو يتوخى إقحام هذه الشريحة لإعطاء صورة معاكسة للواقع، وإنما هو اختيار نابع من القناعة الراسخة بأن هؤلاء يمثلون السكان تمثيلا شرعيا نابع من صناديق الاقتراع، وأن حجم الحضور يؤكد ذلك بالملموس على اعتبار أن المنتخبين المعنيين ينتمون لحزب الاستقلال.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)