أمينة ماء العينين: علاقة الصحفي والسياسي علاقة معقدة ومفارقاتية عبر الزمن

أمينة ماء العينين عن علاقة الصحفي والسياسي:

“عادة ما يسعى كل منهما لتحقيق هدف وغاية من التواصل الذي يشتركان فيه، وعادة ما تكون الأهداف مختلفة (إلا في حالات قليلة).

وأنا أتحدث مع صديق عزيز كان يحثني على الانتباه والاحتياط من الصحافة، أجبته: لهم أسئلتهم ولي أجوبتي.

وخارج الجواب الذي تقدمه على سؤال محدود في الزمان والمكان، عادة ما لا تكون معنيا بالباقي.

عبر الزمن وتوالي التجارب والامتحانات، تنشأ علاقات إنسانية بين السياسي والصحفي، سرعان ما تنكشف المصلحية منها، كما لا تأخذ الممارسات اللامهنية واللاأخلاقية وقتا لتنكشف سواء أصدرت عن هذا الطرف أو ذاك، كما تستمر علاقات كثيرة ظاهرها الود وباطنها الكثير من التوجس والاحتياط، وفي المقابل تتطور أيضا علاقات إنسانية متينة قوامها الثقة والاحترام والتقدير.

وإن كان بعض الصحفيين يتمتعون بحس عال من المهنية والاخلاق والحرص وهم يتعاملون مع سياسيين بعد دوام العشرة، فإن بعض السياسيين أيضا يتمتعون بأخلاق عالية وقدرة على التضحية والتحمل حرصا على الصحفيين ومكانتهم وأمنهم في زمن كثرت فيه التهديدات.

لذلك يمتنع هؤلاء السياسيون عن تقديم توضيحات في مقامات تحتاج في بعض الأحيان لتوضيح، حين تغيب الشفافية والوضوح في التواصل، كما قد يحضر بعض التدليس.

في المحصلة، السياسيون الحاملون لرهانات ديمقراطية حقيقية، لابد أن يتحملوا طبيعة الصحافة وحتى أخطاءها في حقهم- ما دام الجميع يخطئ- وأن يستمروا في الدفاع عن حرية الصحافة واستقلاليتها وحقها في تبني خطاب ناقد وكاشف يبوؤها مرتبة السلطة الرابعة.

المشكل أن الصحفيين الحقيقيين كما السياسيين الحقيقيين، صاروا عملة نادرة في وسطين يعيشان تحولات مقلقة، لذلك يجب الاتسام بالكثير من التفهم والصبر تجاه بعض “الأخطاء” التي قد تصدر عمن يعتبرون عملة نادرة في الوسطين معا”.

*نائبة برلمانية وقيادية في حزب العدالة والتنمية

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)