نسالو المجرب و لا نسالو الطبيب ؟

 

 

لا يختلف عاقلان أنه لكل إختصاص  بِطَانَة جديرة به و بممارسته  … 

 

فالأطباء هم المؤهلون لتشخيص المرض و وصف البروتوكول العلاجي و التدخل الجراحي , إذ فقط تتغير الأدوار بين كل واحد فيهم فقط حسب التخصص الذي إستكمله و يزاوله …  يتبعه الدكاترة الصيدلية في إرشادات إستعمال الأدوية و تعليمات كيفية أخدها .. كما في بعض حالات التدخل سحب ماتسمح لهم به درايتهم العلمية بعلوم الطب . 

كما لا ينكر أحد أن  الأستاذ هو من لديه الإختصاص في إعداد جذاذات الدروس و القيام بكل المهام المنوطة به .

أما عشيرة القانونيين , هم من لديهم أدوات تحليل القاعدة القانونية و تأويلاتها , و لهم الأولوية في مصاحبة الناس 

 وَهَلُمَّ جَرّاً بخصوص باقي أي شخص درج في مسلك  تخصص معين .. 

 

لكن لنفكر بهدوء سويا في الاتي … 

 

ماذا لو  دخل تقني الإصلاحات غرف العمليات و مسك المشرط ليتدخل جرحيا في ولادة قيصرية ؟

هل ينجح الصيدلي في ضبط مرافعة تدافع عن مؤازره أمام القاضي أم أنه سيتمكن بتكوينه و مكانته العلمية من الحصول على نسخ من محاضر  

الشرطة ؟

و كيف لنا أن نطلب من شخص إشتعل رأسه شيبا في دراسة البيولوجيا … الفيزيولوجيا  … الباثولوجيا … الفارماكولوجيا

 أن يعمل على  تخطيط المدن  أو أن يقود جيشا عسكريا ؟ 

 

جنت على نسفها براقش  … 

 

من الأمثال العربية التي تُضرب في جالب الخطر والسوء ..  سواءً على النفس أو الغير .

 

ذلك ما ينطبق تماما على من يطلب علاج لمرض عن طريق منصات التواصل الإجتماعي  فيجيبه من هب و دب دون معاينة للحالة أو حتى تشخيص دقيق  فيكون الجواب  جواب دقيقا يقينيا , بوصف دواء معين ‪)‬ فقط لأنه جرب و أعطى  نتيجة مرضية ‪(‬  . و تارة إستشارة قانونية في طلب طلاق الشقاق و أخرى في إجراءات إدارية صرفة .. فالكل يصير فقيها ضليعا في المواد القانونية و فصولها المتشعبة  كما جهبذا بالميدان لا تحيره نصوص الدستور .. لا تغلبه القضايا الجنائية  ..  إلخ .. 

إذ ذلك يكون دون خلفية علمية و سند قانوني …  في خرق سافر للضمير و ماتمليه الأخلاق على الفرد في عدم تعريض الآخر للهلاك . فهناك من يستقي تلك الأجوبة و يعمل بها وهو متابع فقط و ليس له لا في الجواب و لا في السؤال باع . 

 

أسأل نفسي و إياكم … إلى متى سيستمر هذا العبث  ؟ 

 

 يعتمد اللبيب في المشورة على الحري بها , الكفء  … متجها قصد الداري , العارف  بشعاب المسالك لا على الجاهل بها  .. كما أنه لا يفتى و مالك في المدينة . 

 

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)