قيل قديما : إذا كانت الأعداد هي من أسرار الأقوال فإن الحروف هي من أسرار الآثار و الأفعال ..
و الإحسان هو كلمة لها دلالاتها من حسن الفعل و الأثر الطيب الجميل على النفوس … حتى و إن إقتصر الأمر على النطق بها فإنها تنعكس راحة على الروح …
فما الحال إن تم إتيانها بنية صافية ؟
اعتدنا ربط فعل الإحسان بالصدقة العينية أو النقدية على ذوي الفاقة و الحاجة من بني البشر , و إطعام الجياع على وجه الخصوص في الأشهر المباركة ك شهر رمضان المعظم و المناسبات الدينية المختلفة , حيث به يبتغي الإنسان التقرب لربه .. عساه أن يتقي النار بدعوة من نفس أغاثها بالمأكل و المشرب . و قد يتعدى إعتيادنا على هذا التقليد الأيام المقدسة و حرمتها كي يطال تطبيقه خلال باقي أيامنا العادية اليومية …
هنا تحضرني عادة جذورها ضاربة في عمق التاريخ العثماني .. سنة من السنن البشرية الرائعة … تحمل بين طيتها الكثير من المعاني و القيم .. فحواها أن يذهب الشخص للمخبز ويدفع ثمن “رغيفين أو أكثر” ولا يأخذ إلا واحداً أو نصف الطلب ، و يخبر البائع أن الباقي للمحتاجين ، فيضع البائع الرغيف في كيس ويعلّقه ـ أو تكون هناك لديه سلة معلقة سلفا لهذا الغرض ـ ، ليأخذ منه مرتادي المخبز الفقراء ..
لكن هل الإحسان هو ما ازدرد فقط ؟
غالباما نغفل أن كون الإحسان يتجاوز كل الحدود و التصورات البشرية بخصوص إستهلاك الطعام للإقتيات لمن هم في خمص …
فالحقيقة أن الإحسان يشمل جميع مناحي الحياة كما كل نفس حية ترزق … الإحسان ليس إطعام طعام فحسب بل هو …
لفتة اهتمام , همسة حب و لمسة حنان لمن حولنا .. ابتسام للأخر و هدية بلا موعد أو مناسبة … حفظ لحياة الآخر و الحرص على صياتنها .. الصدق و حماية الأمانة لحين ردها لأهلها … إماطة الأذى و دفع الضرر … اتقان أي عمل و أن نعطي دون رياء و من ..
ليت كل أيامنا تتخللها نفحات رمضان … و لعلنا نعلق على أكتافنا إحسانا يكن لنا منهجا في الحياة , يجده كل من على أعناقنا إتكأ و إلى أحضاننا ركن .
كلمات من هذب و خطتها أنامل من هذب و صاغها عقل يزن بلد