ونحن في عز “كورونا” .. هل أنهت الحروب الافتراضية، صلاحية بطولات جدك المزعومة ..!!

“انتوما هاذ الجيل كاع ماشفتو، داك شي لي شفناه” هذه المقولة التي كان يرددها جدك أمامك دوما دون توقف ودون ملل او كلل حتى يظهر بطولاته المزعومة حول كيف نجى من الانقراض من بين أنياب طواحن المجاعة والطاعون والحروب ، ربما لن لن تستمر طويلا ولن تظل صالحة بعد انتهاء سنة 2020 ، ولن تظل أساطيرهم التي تحدثوا فيها عن عام البون وماقبله وعن أهوالها سوى مجرد حكاية لطيفة وطريفة بمقارنة مع ما يخبؤه لنا قدر القرن الواحد والعشرين ..

بطولات جدك في تخطيه لحواجز الموت المتربصة به خلال سنوات الحروب الاستعمارية و الجفاف و هجوم الجراد ومجاعة عام البون ، لن تكون أكثر من الحروب النفسية التي صرنا نعيشها في زمن سمارتفون ، ولن تكون أكبر من مشاركة قهوتك كل صباح وكل مساء بمشاهد الأشلاء البشرية المتناثرة تحت القصف بالبراميل المتفجرة وبكل أنواع الأسلحة الكيميائية ، ولن تكون أكثر من الهواجس العميقة التي نعيشها الان مع عدو غير مرئي .

على الاقل جدك كان يواجه مستعمرا بشريا يُرى زناد بندقيته و اتجاه فوهة مدفعه وكان له الخياران إما أن يواجه بصدر عار أو يفر مثل جبان ، أما انت الآن فقد صرت تواجه عدوا لا شكل ولا لون ولا ظل له ، عدوا يتلفع بجلباب أسود وسط ظلام دامس يتربص بك، و حتى إن فكرت في ردة فعل لن تجد أكثر من خيار واحد هو البقاء مستسلما و انتظار ما سيحدث لك.

جدك كان يواجه أعداء حقيقين يمكن أن تقيس مسافات الامان بينك وبينهم ، يمكن أن تحسب المعادلات والاحداثيات الرياضية بينك وبينهم لتتفادى الاصطدام ، لكنك أنت الان تواجه أعداء افتراضيين لن تصبح مسافات الأمان أو مقاسات الاحداثيات ذات نفع لكي لاتسقط في شراكهم ..

الخوف من المجهول ، حروب اعلامية نفسية ، حروب فيروسية ، دعايات ووشايات غير محدودة ، قراصنة افتراضيين … تلكم هي الحروب الطاحنة التي نعيشها الان في القرن الواحد والعشرين وربما نهاية 2020 ستكون في ذروتها التي لم يعشها جدك الذي أفترض أن يكون الان يتقلب تحسرا إما في قبره او في منزلك في خريف عمره حول ما وصل اليه العالم من درجة الجنون ..!!

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)