الشاب عباس ..”أخويا شوف وجدة راها زاهية”

 

صعد الجزائري الشاب عباس، إلى منصة مهرجان الراي، وكعادة بعض الفنانين، الذين يحاولون إثارة حماس الجمهور، باللعب على الوتر المعتاد، وهو الاشادة بالمدينة وبمحاسنها، ولعل المجاملة كان المقصود بها مستوى معين، بمعنى عندما قال: “أخويا شوف وجدة راها زاهية”، يرمي إلى أنها كذلك بالجمهور الذي حج إلى منصة المهرجان لمتابعته ومتابعة فعاليات هذا المهرجان الذي اختتم دورته الثالثة عشرة هذه السنة، بمراكمة أخطاء أخرى، تشبه أخطاء البدايات.

 

لكن الشاب عباس تلقى التجاوب الحقيقي، التجاوب الذي يتجاوز المجاز إلى الحقيقة، وأعلن الجمهور عن حقيقة وجدة، أو بالأحرى حقيقة ما تعيشه وجدة من وضع اقتصادي واجتماعي خانق، بترديدهم كس هوى الشاب عباس، والقول “اخويا شوف وجدة راها مق..الخ”.

 

في الحقيقة واقعة مهرجان الراي تلك، كانت في تقديري أشبه باستطلاع علني للرأي، وبالخصوص وسط الشبان الذين يقبع الآلاف منهم تحت وطأة البطالة، والحيرة فكما تشير الأرقام الرسمية أكثر من 30 في المائة من الشبان الذين أعمارهم بين 15 و 25 لا هم بعاملين ولا دارسين، بالدارجة “حابسة عندهم القضية”، وفي أفضل الأحوال يملؤون أحيائهم ضجيجا!

 

كان ذلك استطلاع حقيقي حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ودليل لمن يحتاج إلى المزيد من الأدلة حتى ينفض عن نفسه غبار “الغمالة”، في المكاتب المكيفة، وناقوس خطر للتحرك لإيجاد الحلول الممكنة للوضع المتأزم.

 

كما كانت رسالة واضحة لمن إعتقد أن التنمية وخلق فرص الشغل كما تنص على ذلك الاختصاصات الذاتية الواردة في القوانين، هي توزيع الدجاجات والشياه على المواطنين.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)