بعد ثلاث سنوات.. انفصال أكبر جبل جليد في العالم

بعد رحلة استمرت ثلاث سنوات، تفكك أكبر جبل الجليد في العالم نهائيا في أبريل 2021 بعدما تشظى إلى كتل أصغر.

 

وقبل تفككه، اقترب بصورة خطرة من جزيرة نائية في جنوب الأطلسي، مهددًا قطعان الفقمة والبطريق، من دون تبعات كارثية في نهاية المطاف.

 

وقد انفصل الجبل الذي تفوق مساحته 4300 كيلومتر مربع، عن جرف رون الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، في ظاهرة رجح الخبراء أن تكون أسبابها طبيعية رغم حدوثها في منطقة تدفع فاتورة باهظة جراء التغير المناخي.

 

كان العلماء يراقبون منذ أيام هذه الكتلة الجليدية الضخمة المسماة “إيه-76” التي بدأت الانفصال عن جرف رون الجليدي. وقد تثبتوا من حصول الانفصال بفضل صور التقطها القمر الاصطناعي “سنتينل-1” التابع لبرنامج “كوبرنيكوس” الأوروبي لمراقبة الأرض، بحسب وكالة الفضاء الأوروبية.

 

ويبلغ طول هذا الجبل الجليدي نحو 170 كيلومترًا وعرضه 25 كيلومترًا بمساحة إجمالية تبلغ 4320 كيلومترًا مربعًا.

 

وأفاد بيان للوكالة نشر بأنه يطفو في بحر ويدل حيث سيكون مجاورا تقريبا للكتلة الجليدية التي كانت الأكبر وتحمل اسم “ايه-23” وبقيت في هذه المنطقة إلى حين انفصالها سنة 1986.

 

وأوضح “أليكس بريزبورن”، عالم الجليد في هيئة البحوث البريطانية لمنطقة أنتـاركتيـكا (بي ايه اس) التي رصدت الانفصال في بادئ الأمر، أنه رغم كون “ايه-76” أكبر جبل جليد في الوقت الراهن، “لكنه لن يدخل قائمة أكبر عشرة جبال جليدية على مر الأزمنة”.

 

على سبيل المثال، في 2017، كان “ايه 68″، أحد أكبر جبال الجليد على الإطلاق بمساحة إجمالية بلغت 5800 كيلومتر مربع وسماكة 350 مترا ووزن ألف مليار طن، قد استقطب اهتمام العلماء ووسائل الإعلام إثر انفصاله عن جزء آخر في غرب أنتـاركتيـكا، وهي كتلة لارسن الجليدية، في أقاصي أنتـاركتيـكا.

 

الجبل الجليدي طوله نحو 170 كيلومترًا وعرضه 25 كيلومترًا

وتتشكّل بصورة طبيعية الجبال الجليدية، وهي كتل جليد من المياه العذبة تتكوّن من انهيار أنهار الجليد القارية التي بلغت الساحل.

 

وبحسب مدير مركز المراقبة القطبية في جامعة ليدز “أندرو شيبرد” فإن احترار الهواء والمحيطات قد يساهم في تسريع هذه الظاهرة. لكن “هذا الجبل الجليدي تحديدًا يبدو جزءًا من مسار طبيعي من دون ارتباط بالتغير المناخي”.

 

وقد ارتفعت حرارة الأرض بأكثر من درجة مئوية مقارنة بعصور ما قبل الثورة الصناعية بسبب زيادة انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية. غير أن أنتـاركتيـكا تسجل احترارًا أسرع بمرتين.

 

وفي دراسة حديثة نشرتها مجلة “جيولوجي”، حلل باحثون الوضع في كتلة لارسن الجليدية، وهي الأكبر في شبه جزيرة أنتـاركتيـكا، بعدما بقيت ثابتة منذ عشرة آلاف عام لكنها تعرضت في ربع القرن الأخير إلى سلسلة انهيارات بينها خصوصا تفكك حاجز لارسن بي عام 2002.

 

وقالت هيئة “بي ايه اس” البريطانية المشاركة في الدراسة، في بيان إن “التفكك المستمر لكتل الجليد على الساحل الشرقي لشبه جزيرة أنتـاركتيـكا مرتبط باحترار الغلاف الجوي جنوبًا خلال السنوات الخمسين الأخيرة”. وفي الوقت نفسه ازدادت حدة تيارات المحيطات ما أضعف الكتل الجليدية”.

 

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)