المرزوقي: الجزائر تريد تقسيم المغرب وإفشال إحياء “اتحاد المغرب العربي”

ساهمت أحداث الكركارات الأخيرة، بالرّغم من تأثيرها على المدى القصير على الحركة التجارية في هذا المعبر، في إظهار مواقف بعض القادة العرب من موقف الصحراء المغربية بشكل صريح، لم يستطيعوا معه “اللف والدوران” على رأي الأشقاء المصريين، فانقسم هؤلاء بين مؤيد لتدخّل المغرب عسكريا في منطقة يملكها وداعم لمغربية الصحراء وبين من عاد الى الوراء بشكل مكشوف متخذا موقف الحياد من القضية، مؤكدين بذلك ان للجزائر يد في النزاع ويريدون كسب ودها كذلك، الجزائر التي عبّرت بشكل صريح، في هذه القضية الأخيرة، عن دعمها لجبهة “البوليساريو” الإنفصالية.

منصف المرزوقي، الرئيس السابق لدولة تونس وأحد أكبر الدّاعين الى إحياء اتحاد المغرب العربي، وفي حوار أجرته معه صحيفة “القدس العربي”، أكد أن “هناك قوى مصممة على إجهاض هذا المشروع”.

وبالرّغم من أنه لم يشر الى الجزائر بعبارة صريحة في حديثه عن هذه القوى في بداية حديثه إلا أنه عاد في الأخير ليقول: “الناس التي تتحمل مسؤولية إفشال المشروع المغاربي هي التي تقف وراء عمليات البوليزاريو الأخيرة التي لا هدف من ورائها إلا منع أي تقارب أو تحقيق للحلم المغاربي. وأنا لدي أمل في أن التغيير الذي سيحصل في الجزائر بتغيير القيادات وبالحراك وبالديمقراطية سيأتي بجيل جديد من الحكام تكون لهم الشجاعة والوطنية ليفهموا أن هذه السياسة التي ضيعت علينا أربعين عاماً يجب أن تنتهي وينبغي علينا اليوم أن ندخل في عملية إيجابية للتقارب بين الشعوب. فلا يمكن أن نضحي بمستقبل مئة مليون مغاربي لأجل مائتي ألف صحراوي في حين إن هؤلاء يجدون أنفسهم معززين ومكرمين داخل اتحاد مغاربي وضمن الحكم الذاتي في الدولة المغربية. نحن نريد توحيد الدول ولا نريد إعادة التقسيم. لأنه إن قبلنا بذلك فما الذي سيمنع غداً من المطالبة بتقسيم الجزائر أو تونس؟ لقد كنا للأسف الشديد رهائن لدى مجموعة في النظام الذي ثار ضده الشعب الجزائري. وأملي الكبير في أن الجيل الجديد من الحكام الجزائريين الذي سيأتي به الحراك والديمقراطية هو من سيسعى إلى إنهاء هذه المشكلة وأن نبني اتحاد المغرب الكبير الذي لن يكون بالبوليزاريو وبتقسيم المغرب.”

المرزوقي يؤكد على أنه من بين أهداف دعم النظام الجزائري لجبهة “البوليزاريو” افشال تحقيق الحلم المغاربي قائلا في هذا الصّدد: “كلما تقدمنا ووجد حل معقول للمشكل الصحراوي في إطار الحكم الذاتي داخل المغرب واتحاد مغاربي كبير إلا تقوم قوى معينة بنوع من الضربات الإرهابية لمنع ذلك”.

وفي سؤال للصحيفة حول موقف الحياد الذي اتخذته تونس الى جانب موريتانيا، في هذه القضية الأخيرة، قال رئيس تونس السابق، أنه “لم يعد له معنى ولم يعد ممكناً، وعاد ليؤكد أنه “هناك حل وهو الحكم الذاتي داخل المغرب ثم بناء اتحاد مغاربي أوسع يضم الصحراويين وباقي مكونات الشعوب المغاربية”.

غير أن نزار بولحية، الصحفي الذي أجرى الحوار مع المرزوقي في بيته في سوسة على الساحل الشرقي لتونس، تساءل عن سبب عدم التعبير عن موقفه بشكل صريح خلال فترة حكمه. وهو الأمر الذي نفاه المرزوقي قائلا: “لا لا… من بداية الثورة إلى حين رحيلي عن الحكم كان موقف النظام الجزائري القديم مني ومن تونس سلبياً وسلبياً جداً حتى لا أقول أكثر. لماذا؟ لأنهم كانوا يعرفون أن موقفي وموقف تونس هو عدم الإيمان بالرؤية الجزائرية لملف الصحراء”. قبل أن يستطرد: “كنت أسعى خلال فترة حكمي إلى جمع القادة المغاربيين وطلبت منهم الاجتماع في تونس. وقد قبلوا كلهم عدى قادة الجزائر وكنت أفكر في أن أعرض عليهم في ذلك الوقت عدة مقترحات وهي أولاً مسألة الحريات الخمس، أي حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك والمشاركة في الانتخابات البلدية للمغاربيين في الدول الخمس ثم إيجاد حل لقضية الصحراء في إطار الحكم الذاتي. وكانت هناك فكرة تروج في أن يكون للجزائر منفذ على المحيط الأطلسي إن وافق المغرب بالطبع. كل هذه الأفكار في إطار حسن النوايا كان بوسعها تحريك الملف في مصلحة الشعوب والدول، لكن الحسابات الخاطئة والأحقاد القديمة غلبت للأسف”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)