عمره لا يتعدى 38 يوما.. أصغر مصاب تعافى من فيروس كورونا

اسمه خيري محمود خيري المرسي، رضيع مصري، عمره يناهز أياما معدودة فقط، أصيب بفيروس “كورونا”، لكن جسمه قاوم المرض وتمكن من الانتصار عليه في النهاية.

فمع بدء الوباء في الانتشار بمختلف محافظات البلاد، أدخل الرضيع الذي ينحدر من قرية “ديرب الخضر” بمحافظة الدقهلية شمال شرق القاهرة، إلى مستشفى “بتمي الأمديد” وكان عمره حينئذ لا يتعدى 38 يوما فقط، وذلك بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد.

وأظهرت نتائج التحاليل التي خضع لها خيري إصابته بفيروس “كورونا”، لكن أفراد أسرته تبين أنهم غير مصابين بالمرض، ولا سيما أمه.

واحتار الفريق الطبي في المستشفى، في ظروف إصابة رضيع دون أفراد أسرته وفي بيئة ريفية حيث التباعد الاجتماعي يفرض نفسه بفعل تشتت المنازل وسكن أهالي المنطقة في بيئة زراعية.

لكن أحد أطباء المستشفى رجح أن يكون الرضيع قد التقط العدوى من أحد المهنئين لأسرته بازدياده، حيث جرى العرف في أرياف مصر على توافد لفيف من الزوار والمباركين للأسر في حالة قدوم مولود جديد لها.

في هذا الوقت،  وحسب مديرية الصحة بمحافظة الدقهلية، تم إخضاع الرضيع على الفور للعزل الصحي بالمستشفى ولم تتمكن عائلته من رؤية مولودها بفعل الاحترازات الصحية المفروضة لمكافحة تفشي الوباء.

وأشارت المديرية إلى أن الرضيع ، مكث في بادئ الأمر، في قسم العزل بالمستشفى لنحو أسبوع كامل، وتمت تغذيته عن طريق الرضاعة الاصطناعية، ولم تتمكن أمه من إرضاعه رغم مطالبة الأسرة بذلك بسبب ضرورة الالتزام بالاحترازات الطبية ذات الصلة.

ومع مرور الأيام، بدأت الحالة الصحية لخيري تتحسن تدريجيا بعدما أصبح يتنفس بشكل طبيعي ودون حاجة إلى جهاز التنفس الصناعي.

كان الاتصال بالهاتف هو الملاذ الآمن لأسرة خيري للإطمئنان على حالة مولودها الصحية بفعل إخضاعه لاشتراطات الرعاية الصحية على نحو دقيق في وحدة الرضع بالوحدة الطبية.

ولأن الصبر والتضرع إلى الله بالدعاء كان هو سلاح أفراد أسرة خيري طيلة فترة استشفائه، كان أملهم معقود ايضا على رعاية الأطباء وعلى مشيئة الخالق في تعافي ابنهم من المرض، وهو الذي لم يفتح عينيه البتة على دروب هذه الحياة..

لكن البشرى ستزف هذه المرة، والخبر المفرح صار يقينا، إذ قبل أسبوع تقريبا، تم إخطار عائلة الرضيع، بتعافيه تماما، فخيري انتصر على الوباء القاتل بعد تماثله للشفاء، نظير الرعاية الطبية التي خضع لها.

وأعلنت مديرية الصحة بالدقهلية عن شفاء عدد من المرضى، وضمنهم خيري المرسي في المستشفى في أجواء احتفالية تعالت خلالها الزغاريد، والهتافات.

وصرح مسؤول المديرية سعد مكي، بأن الرضيع الذي تعافى تماما من الفيروس هو أصغر مصاب ب”كورونا” في مصر بحسب بيانات إحصائية.

وأضاف مكي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أنه تم إجراء تحليل للرضيع وتحولت نتائجه من إيجابية إلى سلبية، وسيتم تحويله إلى المدينة الطبية الجامعية لإجراء تحاليل أخرى للاطمئنان على صحته قبل مغادرته المستشفى، مؤكدا مغادرة 15 حالة أخرى بعد شفائهم التام من الفيروس.

يشار إلى أن عدد المصابين بالفيروس في مصر بلغ إلى حدود يوم أمس 6813، تعافى منهم 1632، في حين بلغ عدد الوفيات نتيجة الإصابة بالوباء 436..

وكشفت وزارة الصحة المصرية، أول أمس عن خطة من 3 مراحل لتجهيز 34 مستشفى على مستوى الجمهورية، لتصبح مقارا لعزل مصابي فيروس كورونا بشكل تدريجي.

وأشارت الوزارة إلى أن هذه المستشفيات ستقدم كافة الخدمات الطبية، بداية من إجراء الاختبارات اللازمة وتشخيص الحالات حتى العزل وتقديم العلاج ومتابعة المتعافين بعد شفائهم ومغادرتهم..

وتباشر الوزارة حاليا أعمال التأهيل ورفع كفاءة هذه المستشفيات في أقرب وقت ممكن، طبقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.

وموازاة مع ذلك، اطلقت السلطات الصحية، خطة تستهدف زيادة التعايش مع الفيروس، وتهم إلزام الساكنة بالإجراءات الوقائية وارتداء الكمامات أثناء استعمال المواصلات والتردد على الأماكن العامة، والالتزام بإجراءات التباعد خاصة بالنسبة لكبار السن والسيدات الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة..

وفي السياق ذاته، اتخذت السلطات المصرية جملة من التدابير الاحترازية للحد من انتشار الوباء، منها حظر التجوال الليلي في جميع أنحاء البلاد، وتقليل معدلات الزحام والتكدس في وسائل النقل الجماعي.

كما جرى تعديل حظر التجوال الليلي خلال شهر رمضان، ليصبح من 9 مساء إلى 6 صباحا.

وسمحت السلطات بإعادة فتح المحال والمراكز التجارية حتى الخامسة مساء طوال أيام الأسبوع، وفرضت تخفيض عدد الموظفين في كل مؤسسات الدولة.

 

MAP

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)