الصين تعول على أساليب قديمة لهزم “كورونا”

في الوقت الذي يتابع فيه العالم بقلق سرعة انتشار فيروس “كورونا” الجديد في الصين وارتفاع عدد الوفيات الناجمة عنه يوميا بشكل ضخم مع وجود انتقادات لحكومة البلد الآسيوي بسبب إدارتها للأزمة، لجأ النظام الصيني إلى أساليبه القديمة من أجل مواجهة الغضب الشعبي.

وتكمن هذه الأساليب في إستراتيجيات عديدة؛ منها شاشات عملاقة تبث رسائل تشجيع وترويج لفعاليات الرئيس وانتقادات للولايات المتحدة، ورقابة على وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية.

بدأت موجة الانتقادات للحكومة بعد وفاة الطبيب لي وين ليانج، الأول الذي حذر من المرض وما كان من السلطات إلا توبيخه لنشره ما اعتبرته “شائعات” واتهمته بانتهاج “سلوك ساهم بشكل خطير في تكدير الأمن العام” وبـ”تجاوز القوانين الصينية”.

وتحول الطبيب لي، الذي توفي جراء إصابته بـ”كورونا” الجديد، إلى بطل شعبي حرك الرأي العام حيال غياب حرية التعبير في العملاق الآسيوي.

ويقول لـ(إفي) مواطن صيني رفض الإفصاح عن هويته: “شيء تاريخي حدث في الصين. هناك بطل مات في صمت وقامت برثائه دموع وغضب ملايين الأشخاص”.

وتابع: “ملايين الأشخاص في الصين مستيقظون؛ ولكن أفواههم مكممة” في إشارة إلى أن انتقادات الحكومة على الإنترنيت دائما ما يتم حذفها.

الرئيس شي.. قائد الكفاح الشعبي ضد “كورونا”

بعد أيام من اندلاع موجة الانتقادات، بثت وسائل الإعلام لقطات للرئيس الصيني شي جين بينج وهو يرتدي كمامة ويزور مستشفى في بكين ليصبح “قائد كفاح الشعب الصيني ضد فيروس “كورونا””، حسب الصحافة الرسمية.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل السلطات على نشر رسائل توعية وتشجيع للمواطنين في الشوارع؛ فعلى سبيل المثال، توجد شاشة عملاقة في ساحة مكتوب عليها “اصمدي يا صين”.

كما توجد لافتة على مدخل إحدى المناطق السياحية في بكين والخاوية الآن بسبب الفيروس تقول: “الوقاية من المرض والسيطرة عليه مسؤولية الجميع”.

ويرى جان بيير كابيستان، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة هونغ كونغ المعمدانية، أن “الحكومة الصينية لن تتغير. تمت مقارنة إدارة هذه الأزمة بكارثة مفاعل تشيرنوبيل النووي في 1986. المشكلة هي أن شي جين بينج ليس ميخائيل غورباتشوف (آخر زعماء الاتحاد السوفيتي)؛ بل إنه يشبه أكثر ليونيد بريجنيف (ممثل التشدد في الشيوعية السوفيتية)”.

وأضاف أن “شي قام بخطوة ليضمن دعم الشعب ويهدئ الأجواء”، مبرزا إرسال فريق تحقيق للتقصي بشأن وفاة الطبيب لي أو انتقاد الحزب الشيوعي الحاكم “لمن يريد استغلال وفاته من أجل تحميل المسؤولية للنظام”.

تابع: “شي يرغب في استغلال الأزمة، لتعزيز شرعيته وشرعية النظام والإبقاء على صمت منتقديه”.

ومثال على هذا قيام الحزب بإرسال 300 صحافي إلى ووهان، عاصمة هوبي، من أجل نشر أخبار إيجابية، وفقا لما أكده لـ(إفي) المحلل جوزيف تشينغ، المنسق في جماعات مطالبة للديمقراطية في هونغ كونغ.

ويرى تشينغ أن أولوية السلطات تكمن في النجاة، مبرزا “شي يرغب في الإبقاء على سلطته وعلى صورته وأن يتجنب الانتقادات”

البحث عن أعداء في الخارج

البحث عن أعداء في الخارج لتحميلهم المسؤولية من التقنيات الأخرى التي تستخدمها وسائل الإعلام الرسمية والتي تعمل هذه الأيام على انتقاد الولايات المتحدة لعدم تقديمها مساعدة ولتطبيقها “سياسة تدميرية”، في الوقت الذي تحارب فيه الصين الفيروس؛ الأمر الذي وصفته صحيفة (جلوبال تايمز) بـ”غير الأخلاقي”.

وحسب الصحيفة نفسها، فإن الغرب أظهر “عقلية انتقامية بشنه حربا دعائية ضد الصين وببثه الخوف وبشيطنته للصينيين، بينما تستحق جهود الصين الاحترام والتقدير”.

يذكر أن السلطات الصينية أعلنت، الخميس، ارتفاع حالات الوفاة الناجمة عن الفيروس إلى ألف و367 حالة.

وتتشابه أعراض فيروس “كورونا” الجديد، الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم “COVID-19″، مع أعراض البرد؛ إلا أنها قد تكون مصحوبة بحمى وشعور بالإرهاق وسعال جاف وضيق في التنفس.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)