برلمان العراق يطالب ب”إنهاء تواجد” القوات الأجنبية

طالب البرلمان العراقي الحكومة الأحد “إنهاء تواجد” القوات الأجنبية في البلاد، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي عقب اغتيال الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني في غارة أميركية في بغداد.

ومنذ الجمعة، يوم اغتيال سليماني، مهندس الإستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، ونائب رئيس هيئة الشعبي أبو مهدي المهندس الموصوف بأن ه رجل إيران في العراق، يخشى العالم تدهور الأوضاع.

وبينما تتصاعد في طهران الدعوات إلى “الانتقام” والرد “العسكري”، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستهداف 52 موقعا إيرانيا، فيما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن ه يرى “احتمالات حقيقية” لإقدام إيران على استهداف جنود أميركيين “في العراق أو في شمال شرق سوريا”.

وأثار اغتيال سليماني والمهندس إجماعا نادرا ضد الولايات المتحدة في العراق، البلد الذي كانت تهزه منذ أشهر انتفاضة شعبية احتجاجا على الهيمنة الإيرانية.

والأحد، استقبلت حشود هائلة في الأهواز (جنوب-غرب) وفي زنجان (شمال-شرق) وفي مشهد (شمال-شرق) نعش سليماني، وسط هتافات “الموت لأمريكا”، غداة تشييع مماثل في العراق.

وندد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ب”اغتيال سياسي” لسليماني والمهندس، بما لا يترك أمام بغداد سوى “خيارين”. فإما “إنهاء تواجد القوات بإجراءات عاجلة ووضع الترتيبات لذلك” أو “العودة إلى مسودة قرار كانت مطروحة أمام مجلس النواب” ينص على “شروط تواجد أي قوات أجنبية”.

ودعا البرلمان العراقي الأحد الحكومة إلى “إنهاء تواجد أي قوات أجنبية” على أراضيه، عبر المباشرة بـ”إلغاء طلب المساعدة” المقدم إلى المجتمع الدولي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وخلال جلسة طارئة للبرلمان، نقلت مباشرة عبر شاشة القناة الرسمية للدولة، وبحضور عبد المهدي، صادق النواب على قرار “إلزام الحكومة العراقية بحفظ سيادة العراق من خلال إلغاء طلب المساعدة”، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

وكان مراسل فرانس برس قال إن النواب الأكراد، وهم نحو 50 نائبا، تغيبوا عن الجلسة، وكذلك غالبية النواب السنة. وحضر الجلسة 168 نائبا من اصل 329 يتألف منهم البرلمان العراقي.

تزامنا ، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أنها استدعت السفير الأميركي للتنديد بـ”انتهاك صارخ لسيادة” البلاد.

وأوضحت الوزارة في بيان أنها أبلغت السفير ماثيو تولر أن “هذه العمليات العسكرية غير المشروعة التي نفذتها الولايات المتحدة اعتداء وعمل مدان يتسبب بتصعيد التوتر بالمنطقة”.

كما أعلنت تقديم شكوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة في شأن “الاعتداءات الأميركية ضد مواقع عسكرية عراقية، والقيام باغتيال قيادات عسكرية عراقية وصديقة”.

وكانت “كتائب حزب الله” في العراق التي كان يتزعمها أبو مهدي المهندس، دعت القوات العراقية السبت إلى “الابتعاد (…) لمسافة لا تقل عن ألف متر” عن القواعد التي تضم جنودا أميركيين اعتبارا من مساء الأحد، ما يوحي بنية لاستهداف هذه القواعد.

والأحد، دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الشعب العراقي الى طرد كل الجنود الأميركيين من العراق، قائلا “أضعف الإيمان بالرد على جريمة” قتل قاسم سليماني “هو إخراج القوات الأميركية من العراق وتحريره من الاحتلال الجديد”.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تصريحات تلفزيونية بث ت الأحد أن ه يرى “احتمالات حقيقية” لإقدام إيران على استهداف جنود أميركيين رد ا على اغتيال قاسم سليماني.

وقال في تصريح لشبكة فوكس نيوز “نعتبر أن هناك احتمالات حقيقية بأن ترتكب إيران خطأ وتت خذ قرار استهداف بعض قواتنا، قوات عسكرية في العراق أو جنود في شمال شرق سوريا”.

ولم ينفك التوتر بين واشنطن وطهران يتصاعد منذ الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق الموقع عام 2015، الذي ترافق مع إعادة فرض عقوبات أميركية واسعة على طهران. وبعد عام من ذلك، أطلقت إيران سياسة تقضي بالخفض التدريجي لالتزاماتها ضمن الاتفاق الذي كان يهدف إلى تأطير برنامجها النووي.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي الأحد أن إيران ستتخذ ليل الأحد الاثنين قرارها بشأن المرحلة الجديدة المرتقبة من خطتها للتخلي عن التزامات إضافية في الاتفاق.

وقال موسوي إن القرار بهذا الصدد اتخذ في وقت سابق، لكن “نظرا للظروف” الناتجة عن مقتل سليماني “سيتم إجراء بعض التعديلات على القرار المتخذ”.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو التصعيد لا مفر منه. فمن جهة، تعلن طهران أن ها “ستنتقم” وتشير إلى أن الرد سيكون “عسكريا”، فيما هدد دونالد ترامب بتدمير 52 موقعا ايرانيا “على مستوى عال جد ا ومهم ة لإيران والثقافة الإيراني ة”.

وفي حين أعلن محمد جواد ظريف أن “استهداف مواقع ثقافية هو جريمة حرب”، قال نظيره الأميركي مايك بومبيو “سنتصرف ضمن إطار القانون”.

وفي بروكسل، دعا وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل وزير الخارجية الإيراني إلى زيارة العاصمة البلجيكية حيث مقار المؤسسات الأوروبية، ولكن من دون تحديد موعد معين لها.

ومساء السبت، في أعقاب خروج حشود هائلة في العراق خلال تشييع سليماني والمهندس، شارك فيها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وقادة في الحشد الشعبي، استهدفت هجمات صاروخية المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في وسط بغداد حيث مقر السفارة الأميركية، وقاعدة جوية شمال العاصمة، يتواجد فيها جنود أميركيون.

ووسط الخشية من الأعمال الانتقامية، أعلن حلف شمال الأطلسي السبت تعليق مهام التدريب التي يقوم بها في العراق. وكذلك فعل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بإعلانه الأحد أنه سيعل ق عمليات تدريب القوات العراقية والقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بسبب “الالتزام بحماة القواعد العراقة التي تستضف قوات التحالف”.

من جانبها، أعلنت واشنطن نشر ما بين 3 آلاف عنصر و3,500 إضافيين في المنطقة.

ومنذ أكثر من شهرين، تعرضت مقار تضم جنودا أو دبلوماسيين أميركيين لهجمات صاروخية، أدت إحداها في نهاية كانون الأول/ديسمبر إلى مقتل متعاقد أميركي.

أ ف ب

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)