الانفجار النووي الروسي… ما الذي جرى حقا؟

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم 8 من الشهر الجاري، عن مقتل شخصين في ميدان للاختبارات العسكرية في مقاطعة أرخانغيلسك شمالي روسيا، ليرتفع بعد ذلك عدد الضحايا إلى 5 أشخاص وفق بيان شركة “روس آتوم”.

 

 

عدد الضحايا ارتفع بعد ذلك إلى 7 أشخاص، اثنان منهم من وزارة الدفاع الروسية، وأوضحت “روس آتوم” أن الضحايا لقوا حتفهم أثناء اختبار مصادر للقدرة النظائرية، فيما نفت وزارة الدفاع والسلطات المحلية انبعاث أي إشعاعات أو مواد خطيرة في الهواء جراء الحادث، مؤكدة أن الإشعاع في المنطقة عند المستوى الطبيعي.

وتم الإعلان عن معدل طبيعي للإشعاع في آخر فحص إشعاعي لقرية “نينوكسا”، الواقعة بالقرب من ميدان التدريب مسرح الانفجار، حيث تم إجراء فحص شامل للقريبة بواسطة معدات حساسة للغاية، أظهرت أن الإشعاع يتوافق مع القيم الطبيعية.

وسائل الإعلام الغربية تلقفت الخبر وبدأت بتضخيمه وتداوله على مستوى واسع، حتى أن الكثير من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي تحدثوا عن انفجار نووي في قاعدة نيونكس العسكرية الروسية في مدينة سيفيرودفينسك، وعن أن السلطات الروسية تتكتم على الكارثة، وحتى أن العديد منهم شبهها بكارثة تشيرنوبل،  وتعددت الروايات وأماكن حصول الانفجار، على الرغم من أن وزارة الدفاع في روسيا كانت أول من أعلن الخبر.

وظهرت تضارب في العناوين على وكالات الأنباء الغربية وعلى صفحات ومواقع أعرق وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة، فتارة كانت انفجار صغير في مفاعل نووي روسي، ومرة أخرى كانت تجربة نووية روسية، وأن على الدول الأوروبية الحذر من الحكومة الروسية، لكن الأغرب كانت بعض المواقع العربية التي ربطت ظهور شفق أحمر بيوم القيامة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غرد على حسابه على تويتر، بأنه يعلم الكثير عن الانفجار الغامض، مؤكدا أن الولايات المتحدة تمتلك سلاحا مشابها لذلك الذي يرجح أنه سبب الانفجار، لكنه وقع في موقف محرج عندما نفى أحد الخبراء الأمريكيين المرموقين صحة هذه المعلومات.

 

وعن هذا الانفجار وردة فعل وسائل الإعلام الغربية والرئيس الأمريكي ترامب، تحدث لـ”سبوتنيك” فلاديمير شابوفالوف نائب مدير معهد التاريخ والسياسة في جامعة موسكو الحكومية، ويقول: “في البداية أود أن أقول إن الولايات المتحدة مرة أخرى وصلت إلى قمة المهزلة، فهم ببساطة استخدموا موت الآخرين لمصالحهم الخاصة، ففي مثل هذه الحالات من المعتاد التعبير عن التعازي، بدلا مما قاله ترامب”.

ويتابع شابوفالوف: ترامب تحدث عن نقطتين فقط، أنهم يملكون تقنيات أكثر تطورا، لكن كيف عرف ذلك؟، إنها تخيلاته، والأمر الثاني: من السيء حدوث هذا الأمر الذي أقلق السكان، لأنه من غير المعروف ما حدث مع الأسلحة النووية، لكنه قدم تقييما غير مقبول على الإطلاق لهذه المأساة من وجهة نظري.

 

 

 

ويكمل: “بالطبع على السكان أن يعلموا إذا ما كان هناك أي تهديد للحياة فيما يرتبط بتسرب المواد المشعة، في حال كانت هناك أسرار هناك موجودة أم لا، وأعتقد أن الإدارة العسكرية الروسية قدمت معلومات شاملة في هذا الشأن، وأعتقد أن جميع الإدارات المعنية بالحادث قد قدمت إجابات كافية وشاملة عن طبيعة الحالة هناك وعن عواقبها.

وعن الانفجار في القاعدة العسكرية الروسية وفي لقاء مع “سبوتنيك”، يقول إيغور أوستريتسوف بروفسور العلوم التقنية: “انفجر نظام الدفع ومصدر الطاقة غير النظائري على التوالي، وهذا المكان ملوث بشكل طبيعي، كونه مرتبط بموقع إطلاق المركبات الفضائية، لكن ما حدث لا يمكن مقارنته بانفجار مفاعل نووي بالطبع، فمصدر الطاقة هنا قليل جدا.

ويكمل أوستريتسوف: “العمل في المكان الذي وقع فيه الحادث لن يتغير، لأن الميدان أكبر بكثير من مساحة التلوث، لكني أعتقد أن الوصول والعمل إلى المنطقة التي وقع فيها الحادث سيكونان محدودين لفترة معينة، وعلى الأرجح سيتم إزالة المواد الإنشائية الملوثة، وإزالة طبقة من التراب الملوث إن وجدت، وأن يكون هناك تلوث خارج الميدان لا يستحق حتى التفكير فيه، والزيادة الطفيفة التي حدثت في نسبة الإشعاعات، من السهل جدا أن تعود إلى طبيعتها، وهي ليست موجودة”.

 وعن مستوى الإشعاع في مدينة سيفرودفينسك والمنطقة المحيطة بها، اتصلت وكالة “سبوتنيك” برئيس الدائرة الصحفية لوزارة الطوارئ في منطقة أرخانغليسك دميتري تشيستياكوف، والذي أكد أن زيادة مستوى الإشعاع هناك لا تكاد تذكر، وأنها أقل من 1/1000 من معدل الإشعاع الذي يمكن أن يتلقاه الشخص.

ويكمل تشيستياكوف: وفقا لمعهد التنمية الآمنة للطاقة النووية فإن زيادة طفيفة في الإشعاع لوحظت في الـ8 من الشهر الحالي، يمكن أن يقال عنها زيادة تافهة، وهي 1/1000 من معيار الإشعاع السنوي، وهي لا تستدعي القلق أبدا، وبما أن سيفيردفينسك هي حوض بناء السفن النووية، هناك مراقبة خاصة للمدينة، وفي أرخانغليسك تقع أجهزة الاستشعار وأنظمة التجكم الآلي، وقد تم مراقبة الإشعاع لعدة أيام، لكن التلوث كان محليا وقصير الأجل، ولا شيء يهدد الصحة العامة.

 

 

 

وفي لقاء مع راديو “سبوتنيك”، تحدث فاليري ستيبانكينو بروفسور العلوم البيولوجية والعضو في اللجنة العلمية الروسية للحماية من الإشعاع، ورئيس مختبر البحوث الطبية الإشعاعية، ويقول: “لم يكن هناك سلسلة ردات فعل، بل كان فقط تخفيض الضغط عن مصدر الطاقة النظائري، وكان التلوث محليا وقصير الأجل، ولا شيء يهدد الصحة العامة”.

ويكمل  ستيبانكينو: زيادة الإشعاع كانت تماما بمعدل 1.5- 2 مرة، لذلك لا يوجد شيء للحديث عنه، وفي كل مرة يتم فيها اختبار تقنية جديدة، يعرض الناس أنفسهم للخطر، لذلك أريد أن أحني رأسي للأشخاص الذين ماتوا، لقد ماتوا من الإنفجار وليس من الإشعاع.

 

 

 

وتحدثت “سبوتنيك” لأحد السكان المحليين في مدينة واسمه غريغوري فيدوتوف، والذي أكد أن الأمر عادي، لكن الحدث أخذ أكثر من أبعاده هذه المرة، ويقول: “العاملون في وزارة الدفاع صامتون، ولكن بشكل عام لا يوجد إشعاع، في يوم الانفجار كان هناك مستوى صغير، لكن لا يوجد أي ذعر أو محاولات للرحيل، أو حتى هجوم كبير على الصيدليات، ولسوء الحظ يحدث هذا الشيء أحيانا، لكن ببساطة لم يكتبوا عن هذا الشيء من قبل.

نقلا عن وكالة سبوتنيك الروسية

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)