الكان بين حالة الطوارىء و وفاة مرسي

في خضم الاستعدادات الجارية عن قدم وساق في مصر، لإستقبال المنتخبات المشاركة في كأس إفريقيا للأمم والجماهير المرافقة لها، وعلى بعد أقل من أسبوع على الانطلاقة الفعلية لمنافسات المونديال الإفريقي والتي تقام لأول مرة تحت أنظار “الفار” وبمشاركة 24 فريقا بدل 16 فريقا.

 

وقع ما لم يكن في حسبان اللجنة المنظمة لهذه التظاهرة الرياضية الكبرى، بعد وفاة الرئيس السابق “محمد مرسلي” أمام مثوله بالمحكمة زوال هذا اليوم جراء إصابته بنوبة قلبية وفق ما ذكره التلفزيون المصري.

 

ومما لا شك فيه أن هذا الحادث المؤلم الذي خلف حزنا عميقا في نفسية المصريين وباقي الشعوب الأخرى بالنظر إلى الطريقة التي أطيح بها بالرئيس الراحل “محمد مرسلي” ونهايته الحزينة داخل قفص الإتهام، سترخي بظلالها لا محال على أجواء منافسات الكان بأرض الكنانة إلى جانب طبعا حالة الطوارىء التي تعيشها البلاد، وكذا استحضار عامل الضربات الإرهابية التي تتعرض مصر بين الفينة والأخرى تستهدف السياح الأجانب.

 

وخاصة أن الراحل يتميز بشعبية كبيرة داخل المجتمع المصري، ويعد الرئيس الشرعي للبلاد، وأنه وصل إلى منصة الحكم عن طريق الاقتراع، إلا أن الجيش المصري الذي يحكم قبضته على كل شيء في بلاد ، كانت له وجهة نظر أخرى، فلم يتردد في الإطاحة بالرئيس الشرعي الذي خرج من رحم صناديق الاقتراع وتغييره بآخر على المقاس، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل قام الجيش بسجن الرئيس “محمد مرسلي” إلى أن وافته المنية زوال هذا اليوم وهو بقصف,الإتهام.

 

 

وأمام هذه الأوضاع، شيء أكيد أن الدولة المصرية بكافة أجهزتها، ستجد نفسها أمام وضع حرج لا تحسد عليه، إذ ستلاقي وستعترض طريقها مجموعة من الصعوبات والمشاكل الجمة على مستوى تأمين المونديال الإفريقي الذي لا شك أنه سيستقطب مئات الآلاف من الجماهير الرياضية من مختلف دول القارة السمراء، دون الحديث عن الحضور الوازن لجماهير ووجوه رياضية من بلدان أخرى تهتم بشؤون الكرة الإفريقية، وهو الأمر الذي يتطلب إمكانيات بشرية ولوجيستيكية كبيرة لتوفير الحماية اللازمة والأجواء المناسبة لزوار مصر الراغبين في متابعة أطوار كأس أمم إفريقيا في نسختها 32.

 

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح، هل تستطيع الدولة المصرية توفير الأمن خلال هذا العرس الإفريقي؟
وهل بوسعها أن ترفع مصر التحدي وتظهر للعالم أن بإمكانها إقامة التظاهرات الرياضية الكبرى حتى في أصعب الظروف؟
أسئلة ستجيبنا عليها الأيام القليلة المقبلة

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)