وسط قلق من تزايد وفيات كورونا.. الصحة العالمية تدعم الجرعات التنشيطية

أكدت منظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين أهمية أخذ الجرعات التنشيطية كوسيلة لحماية الأكثر عرضة لخطر كورونا، مشيرة إلى أن الأمر « ليس رفاهية ».

وكانت المنظمة قد قالت هذا الشهر إن البيانات لا تشير إلى حاجة ماسة لجرعات تنشيطية إضافية وإن منح المزيد من الجرعات لمن تلقوا لقاحات بالفعل سيزيد من عدم المساواة الكبيرة أصلا بين الدول الغنية والفقيرة فيما يتعلق بالحماية من المرض.

لكن هانز كلوغه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا قال في إفادة صحفية « جرعة ثالثة تنشيطية من اللقاحات ليست رفاهية وليست مأخوذة من شخص آخر لا يزال ينتظر جرعته الأولى. إنها بالأساس وسيلة للحفاظ على حماية الأكثر عرضة للخطر من المرض ».

وأضاف: « علينا أن نتوخى الحذر بعض الشيء فيما يتعلق بالجرعة التنشيطية لأنه لا توجد أدلة كافية حتى الآن. لكن المزيد من الدراسات تظهر أن جرعة ثالثة تحافظ على سلامة الأشخاص المعرضين للخطر وهذا ما يحدث في الكثير من البلدان في منطقتنا ».

وحث كلوغه الدول الأوروبية التي لديها فائض من اللقاحات على مشاركتها مع الدول الأخرى خاصة بلدان أوروبا الشرقية وأفريقيا.

وذكر كلوغه أنه يعتبر زيادة معدلات العدوى بكوفيد-19 في أنحاء أوروبا على مدى الأسبوعين المنصرمين إضافة إلى انخفاض معدلات التطعيم في بعض الدول أمرا « مقلقا للغاية ».

الصحة العالمية تخشى المزيد من الوفيات

في سياق متصل، أعربت المنظمة عن خشيتها من أن يودي كوفيد بحياة 236 ألف شخص آخر في غضون شهرين، معربة عن قلقها حيال ركود معدّلات التطعيم والعدد المنخفض للملقّحين في الدول الأفقر.

واستطرد كلوغه موضحا « ارتفع عدد الوفيات بنسبة 11 في المئة في المنطقة الأسبوع الماضي. ويشير توقع يمكن الوثوق به إلى احتمال وفاة 236 ألف شخص في أوروبا بحلول الأول من دجنبر ».

وسجّلت أوروبا نحو مليون و300 ألف وفاة بكوفيد حتى الآن.

ومن بين 53 دولة مصنّفة ضمن فرع منظمة الصحة العالمية في أوروبا، سجّلت 33 دولة معدّل إصابات أعلى من 10 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين.

وأشار كلوغه إلى أن معدلات انتقال العدوى بالفيروس المرتفعة في القارة « مقلقة للغاية، خصوصا في ضوء العدد المنخفض في ما يتعلق بأخذ اللقاحات في أوساط الفئات السكانية ذات الأولوية في هذا الصدد في عدد من الدول ».

وأرجع ازدياد انتقال العدوى إلى تفشي المتحورة دلتا الأكثر عدوى و »التخفيف المبالغ فيه » للقيود والإجراءات إضافة إلى ازدياد السفر خلال الصيف.

ولفت إلى أنه فيما تلقى نحو نصف سكان أوروبا كامل جرعات اللقاحات، تراجعت وتيرة التطعيم في المنطقة.

وأفاد: « تراجعت (الوتيرة) خلال الأسابيع الستة الماضية بنسبة 14 في المئة، متأثرة بنقص القدرة على الوصول إلى اللقاحات في بعض الدول وغياب قبول اللقاحات في أخرى ».

ولم يتلق كامل الجرعات سوى ستة في المئة من سكان الدول ذات الدخل المنخفض والمنخفض إلى المتوسط في أوروبا، بينما لم تتمكن بعض الدول من تطعيم سوى موظف صحي واحد من كل عشرة.

وقال كلوغه إن « الركود في تلقي اللقاحات في منطقتنا يمثّل مصدر قلق جدي »، داعيا الدول إلى « زيادة الإنتاج ومشاركة الجرعات وتحسين الوصول » إليها.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)