شيماء وحياة ..تطلقان “الباشا” أول منصة لربط الحرفيين في البناء مع أرباب العمل بوجدة والشرق (فيديو صور) 

 

 

إذا كان الأزمة الصحية التي مرت بها بلادنا كسائر الدول، نتيجة تداعيات تفشي فيروس كورونا، وهي الأزمة التي تستمر تداعياتها حتى اليوم ـ إذاـ كانت حاجزا للألاف وسببا في تعثر أعمالهم وتقهقرها، فإن هذه الأزمة، كانت بالنسبة لحياة بوسحابة الأستاذة السابقة بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بوجدة، وطالبتها شيماء بلحضري مصدر إلهام لخوض تجربة فريدة انبثقت من “رحم الأزمة”.

 

السيدتان الوجديتان أطلقتا أخيرا منصة إلكترونية أطلقا عليها إسم “الباشا lbacha.com” متخصصة في مد جسور التواصل بين المهنيين والحرفيين العاملين في مجال البناء والتشييد وأرباب العمل، كأول منصة من نوعها في الجهة الشرقية.

 

إنبثاق من رحم الأزمة

 

تقول حياة بوسحابة في مقابلة مع شمس بوست، أن الفكرة برزت في خضم الحجر الصحي الذي دخل فيه المغرب إبان أزمة كورونا.

 

فبعد ملاحظة الطلب الزائد على الخدمات الإلكترونية، والخدمات عن بعد بصفة عامة “حتى طلبات الأكل” على حد تعبير بوسحابة قررت بمعية شيماء، انشاء هذه المنصة الالكترونية، لتكون بوابة للمهنيين الحرفيين المشتغلين في كل المجالات المرتبطة بقطاع التعمير وأرباب العمل الذين يبحثون عن خبرات مميزة لانجاز أعمالهم.

الواقع أن المنصة جائت أيضا للتجاوب مع طلبات البحث المتزايدة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يسعى أصحابها للتواصل مع مهنيين ذوي خبرة وكفائة، وغالبا ما تطرح هذه الطلبات على مجموعات مواقع التواصل الإجتماعي بصيغة “واش كتعرف شي ترسيان مزيان ..واش كتعرف شي نجار زوين…الخ”.

وفي الحقيقة ما كان لهذه المنصة أن ترى النور لو لا أن حياة استفادت من خبرتها الطويل في التدريس والتكوين، في المجالات التي تخصصت فيها هذه المنصة، فمجال البناء والهندسة المعمارية مجالات خبرتها بوسحابة عبر السنوات الطويلة التي قضتها في التدريس وتكوين الطلبة لحمل مشعل قطاع يعرف تقلبات وتطورات مستمرة، ويعد واحدا من أهم القطاعات المشغلة في وجدة والمنطقة الشرقية.

 

منصة صغيرة بأحلام كبيرة

 

إنطلقت الباشا، كما جميع الشركات الناشئة، شركة تتلمس طريقها في عالم رقمي يشهد منافسة كبيرة من جهة، ويشهد من جهة أخرى تطورا كبيرا يضمن فرص النجاح.

 

وفق بوسحابة فإن الرهان أولا بالنسبة لها وشريكتها في المنصة شيماء بلحضري، هو الاستحواذ على السوق المحلية والجهوية وحتى الوطنية، غير أن الطموح لا يتوقف عند هذا الحد، فطموحهما يتجاوز ما هو وطني إلى المنطقة المغاربية والعربية.

 

وزادهما في ذلك إلى جانب خبرتهما العملية والتكوين الجيد، وجود يد عاملة مغربية بارعة تسعى العديد من الجهات والدول للاستفادة من براعتها، وبالخصوص في مجالات البناء التي بصمت فيه بصمة بادية، جعلت دولا كثيرة تسعى لاستغلال هذه اليد لتضفي على مبانيها و مؤسساتها رونقا معماريا يليق بها.

 

“الواقع أن الحرفيين المغاربة يقدمون لوحات فنية” تقول بسحابة للتأكيد على مهارة المغاربة في مجالات البناء والتعمير.

مواكبة وتمويل

 

في خضم رسالتها الموجهة إلى الشباب، لتحفيزهم على اقتحام العالم الرقمي وإطلاق العنان لابداعاتهم لبلورة مشاريع ناجحة تنتشل العديد منهم من اليأس الذي إستولى عليهم، تؤكد بوسحابة أن المغرب اليوم يوفر العديد من أليات التمويل التي تمكن من مواكبة الشركات الصغيرة والناشئة.

 

فعلى مستوى جهة الشرق مثلا، بعد المنتوجات التمويلية التي طرحت على غرار باقي جهات المغرب كإنطلاقة انخرطت بعض المؤسسات كما هو الشأن بالنسبة لمجلس جهة الشرق في آلية جديدة للمواكبة باسم “اشراقة”.

 

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فبالاضافة إلى التمويل المتاح الذي يمكن إدراكه من خلال وجود فكرة مميزة لمشروع طموح وقابل للتطوير، تحظى المشاريع الناشئة أيضا بمواكبة المركز الجهوي للاستثمار لجهة الشرق.

 

منصة سهلة الاستخدام

 

لا تطرح منصة الباشا، أي تعقيدات أمام إنخراط المهنيين فيها، سواء كانوا حرفيين مشتغلين في مجالات البناء والتعمير، أو مهندسين وتقنيين، وحتى أرباب العمل.

بالنسبة للأشخاص الذين يسعون إلى عرض خدماتهم على المنصة، تؤكد شيماء بلحضري في حديثها إلى شمس بوست، أن الأمر في غاية السهولة ولا يطرح أي تعقيدات ولا يرتب أي إلتزامات مادية، على إعتبار أن جميع الخدمات مجانية.

سيكون المعنيون مطالبون فقط بالولوج للمنصة والذهاب رأسا إلى صفحة إضافة إعلان، ليتمكنوا من إضافة الإعلان الخاص بالخدمة التي يسعون تقديمها، بل توفر الباشا أكثر من ذلك إمكانية إختيار الشخص الواحد لأكثر من مجال يستطيع ويتقن تقديم الخدمات فيه.

 

ولا تشترط المنصة توفر المعنيين على وثائق معينة حتى يتمكنوا من التسجيل في المنصة، بل يكفي التعبير عن ذلك من خلال تحرير الإعلان الذي يصل مباشرة إلى المشرفين على المنصة الذين يعملون طيلة أيام الأسبوع لنشره إن كان مطابقا للشروط الخدمة.

 

كما أن المنصة وفق نفس المتحدثة، تضمن حرية الانسحاب ومسح الاعلانات لأي شخص مسجل لديها، كلما رغب في ذلك.

 

منصة تستحضر البعد البيئي أيضا

 

وفق بلحضري، فإن المنصة تنخرط هي الأخرى في جهود التحول نحو الاقتصاد الأخضر، من خلال التشجيع على الأعمال والأشغال المتعلقة بالطاقات المتجددة، وبالخصوص الأعمال المرتبطة باستغلال الطاقة الشمسية، حيث تضمن للمهنيين العاملين في مجالات تركيب الألواح الشمسية امكانية التواجد على المنصة لتقديم خدماتهم.

 

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)