رأس السنة الأمازيغية بالمغرب.. احتفاء شعبي ورواج بالأسواق (تقرير)

عبد المجيد أمياي/ الأناضول

– الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هذا العام خلق رواجا بالأسواق المغربية بعد ركود بسبب جائحة كورونا
– الباحث في التاريخ والثقافة الأمازيغية شريف أدرداك قال إن الإنسان الأمازيغي يعبر خلال رأس السنة الأمازيغية عن تشبثه بالأرض
– محمد بالي، عضو الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة قال إن معظم مناطق شمال إفريقيا تحتفل بحلول هذه المناسبة بمنتجات فلاحية محلية

طوال يناير/ كانون الثاني الجاري، استعادت أسواق مدينة وجدة شمالي شرقي المغرب شيئا من عافيتها، كسّر الركود الذي خلفته جائحة كورونا، شأنها في ذلك شأن أغلب أسواق المدن المغربية، بسبب احتفالات رأس السنة الأمازيغية.

ويطلق الأمازيغ على رأس السنة الأمازيغية اسم “إيض يناير” (ليلة يناير)، حيث توافق 13 يناير من كل عام، وبالتقويم الأمازيغي يوافق هذه المرة عام 2971.

وقال فريد أيت حسي، وهو تاجر مواد غذائية بأحد أسواق وجدة، للأناضول، إن أكثر ما يقتنيه الناس بهذه المناسبة، هو الجوز واللوز والفستق والبندق وغيرها من الفواكه الجافة، لإعدادها في طبق مع الشاي المغربي ومأكولات أخرى.

و”الأمازيغ” هم شعوب أهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا، إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالًا إلى الصحراء الكبرى جنوبًا.‎

وتوارث الأمازيغ هذه الاحتفالات منذ مئات السنين، وهي مناسبة سنوية يجددون بها آمالهم في موسم فلاحي جديد أكثر وفرة.

​​​​​​​- التشبث بالأرض

وتسمى السنة الأمازيغية أيضا بالسنة الفلاحية، لارتباطها بالتقويم الذي يعتمده الفلاحون لتحديد أوقات الزرع والحصد والري، حيث تستمر الاحتفالات بهذه المناسبة لغاية الأسبوع الأخير من يناير.

وقال الباحث في التاريخ والثقافة الأمازيغية شريف أدرداك، للأناضول، إن الاحتفال بالسنة الأمازيغية هو مناسبة يعبر فيها الإنسان الأمازيغي عن تشبثه بالأرض.

وأردف: “هذا الأمر تعكسه مظاهر الاحتفال بهذا التقويم القديم الذي تعود جذوره إلى ما قبل التاريخ”.

وأضاف أن أصل السنة الأمازيغية يعود في الأساس إلى التقويم “اليولياني”، الذي كان سائدا في حوض البحر المتوسط قبل أن يتم إلغائه سنة 1582 وتعويضه بالتقويم “الغريغوري” (الميلادي)،

واستدرك: “غير أن الأمازيغ حافظوا على هذا التقويم لارتباطه بالدورة الفلاحية وطوروه عبر مرور الزمن”.

وتابع: “يتضح أن المرجعية التي تحكم الاحتفالات بالسنة الأمازيغية، هي مرجعية الأرض والتاريخ، عوض بعض الاحتفالات المستندة إلى مرجعية الدين والعرق”.

– احتفال وسط جدل تاريخي

بدوره، ذكر محمد بالي، عضو الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة (غير حكومية)، للأناضول، أن معظم مناطق شمال إفريقيا تحتفل بحلول هذه المناسبة بالمنتجات الفلاحية المحلية.

وأوضح أن “الحدث التاريخي الذي ينسب إليه أصل الاحتفال، لازال يثير الكثير من النقاش التاريخي، ويتعلق الأمر بتأسيس الملك الأمازيغي شيشناق لحضارته بمصر”.

ويعتبر “شيشناق”، أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال إفريقيا العريق، حيث يرى مؤرخون أنه هزم الفرعون المصري “رمسيس الثالث” وخلق للأمازيغ موطئا وتاريخا بمصر.

ولفت بالي إلى أن رأس السنة الأمازيغية في المغرب لم تحظ بعد بالاعتراف الرسمي كيوم عطلة رسمية، رغم مطالب من مختلف مكونات المجتمع المغربي لإقراره كذلك.

وقال إنه لا يفهم ماذا تنتظر الدولة لإقرار هذا الإجراء، رغم أنها أقرت دستورية اللغة الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب العربية في دستور سنة 2011.

وبعد ثماني سنوات من إقرار دستورية الأمازيغية، صدر السنة الماضية قانون تنظيمي (قانون مكمل لقواعد الدستور)، ينظم مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.

ورغم ذلك لم يحظ رأس السنة الأمازيغية بالمغرب، عكس الجارة الشرقية الجزائر، التي تعترف بهذه المناسبة كعطلة رسمية منذ سنة 2017.

ومؤخرا، قال وزير الدولة المغربي المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، مصطفى الرميد إن “الاحتفاء بالسنة الأمازيغية محط اهتمام الدولة بكافة مكوناتها (..) المملكة قطعت أشواطا مهمة في مجال النهوض بالثقافة الأمازيغية وحمايتها”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)