الفنان الغناوي “ربيع هرنون” يكشف كل شيئ عن بداياته ومسيرته الفنية وعن ألبومه الجديد في حوار خاص على “شمس بوست”

ربيع هرنون، هو فنان غناوي، من مواليد مدينة خريبكة، ويقيم حاليا بالديار الإلمانية، إستطاع هذا الفنان الشاب ان يشق طريقه بخطى ثابتة في مجال الفن الغناوي، ليصبح أحد الوجوه البارزة، المؤدية لهذا النوع الموسيقي الذي يتميز به المغرب، في إطار تسليط الضوء أكثر على مسار ربيع مع فن كناوة، إرتأينا في موقع شمس بوست إلى إجراء الحوار أسفله، لنقربكم أكثر من شخصية هذا الفنان المتميز وجديده الفني.

 

 

1 : من يكون ربيع هرنون.. وحدثنا عن بداياتك مع فن “تاڭناويت”؟

ربيع هرنون مواليد يناير1987 ، مدينة خريبكة ، كبر ونشأ وتلقى تعليمه الأولي بمدينة الدار البيضاء ، بدايته مع الموسيقى كانت في سن مبكر حيث إعتاد حفظ ما كان يسمعه من أصوات داخل بيت أسرته، كان أصغر إخوته الستة باختلاف توجهاتهم وأذواقهم الموسيقية ، من الطرب الأصيل والموشحات والأناشيد إلى الموسيقى العصرية كما مر بتجربة الكتاب ودراسة فن التجويد في سن مبكرة .
لم يقف حبه وشغفه للموسيقى يومابل وكبر وتجاوز رقعة البيت، حينها بدأ التعرف على ألوان جديدة للموسيقى خاصة منها الغربية، عبر تبادل الأشرطة /K7 , مع صديقين له. من بين هذه الأشرطة كان شريط لموسيقى غناوة ، كان نقطة تغير كبير في علاقتي بالموسيقى.
من حسن حظي أن صديقي المقرب وهو جاري خاله معلم لفن غناوة (المعلم أحمد الملقب boulanger) بالحي المحمدي الدار البيضاء، بدأت القصة مع غناوة ،حظيت بترحيب كبير من المعلم فتح لي بيته وقام بصنع أول آلة كمبري لي. كان همي الأول والأخير تعلم موسيقى غناوة، واصلت زيارة المعلم في أوقات العطلة والفراغ نظرا للمسافة التي تفصل حي الألفة عن الحي المحمدي و نزولا عند شرطه ، حيث طالما أوصانا بالدراسة والتمسك بها.
توسعت دائرة معرفتي بموسيقى غناوة حيث تعرفت على أصدقاء جدد يحبون ويبحثون عن تعلم موسيقى غناوة بشغف كبير ، كما أتيحت لي الفرصة للقاء المعلمين أمثال ولد الشريفة رحمة الله عليه المعلم حميدة بوصو الله يرحمو المعلم عبد النبي المعلم حسن بوصو المعلم سعيد بن تهامي…
كما أتيحت لي الفرصة للقاء المعلم عبد القادر أمليل العلم عبد اللطيف المخزومي الذي تأثرت به كثيرا وتعلمت منه رحمة الله عليه ، تلقيت دعوات لإحياء سهرات واللعب على خشب المهرجانات المغربية من طرف المجموعة الموسيقية (Gnawa Click)
كأول ظهور البولفار 2007/2010
مهرجان الفنون الشعبية مراكش2010
مهرجان les calèches مراكش
مهرجان الموسيقية الروحية فاس 2010 …
كانت هذه بدايتي قبل دردبة.

 

الفنان ربيع هرنون إكتشفه ربما جمهور الفن الغناوي بالمغرب مع فرقة دردبة التي كانت تؤدي الفن الكناوي، لكن بعد سنوات لم يصدر اي جديد للفرقة.. أين إختفت “الدردبة” ؟

 

ربيع : دردبة مجموعة من الأصدقاء يجمعهم حي واحد وحب موسيقى غناوة وهدف ايصالها للعالمية.

كانت من المجموعات الشبابية الأولى التي نشرت مقاطع فيديو لها على اليوتوب ، بعد استدعاء قناة راديو أصوات للمجوعة في رمضان من صيف سنة 2011 ، السهرة التي نالت إعجاب الكثير من محبي الفن الغناوي.
أتى على إثرها توجيه دعوة أخرى هذه المرة كانت من مدينة طنجة مع راديو Medi 1.
استمرت نجاحات هذه المجموعة ، حتى وجهت لهم الدعوة للعب مهرجان مدينة الصويرة لموسيقى غناوة. كان بالنسبة لي ولأفراد المجموعة حلما يصعب تحقيقه ، لكن بالمتابرة والإجتهاد لا وجود للمستحيل . استمرت المجموعة على نفس المنوال بل طورت في شكل تقديم حفلاتها من الطابع التقليدي لفن غناوة إلى مزيج جمع 14 فنان بآلات موسيقية مختلفة جعل من حفل مدينة الصويرة حفلا مميزا بشكل كبير .
تم تلبية دعوة B-Rock بمدينة الدار البيضاء ، حفل استمتعنا به كثيرا مع جمهورنا. تلقينا بعده الدعوة لتمثيل المغرب وموسيقا غناوة بالديار الأوروبية في جولة قامت بها المجموعة في كل من ألمانيا والسويد ، لاقت أحسن ردود الفعل وكل النجاح .

ظروف العمل والحياة شاءت أن نفترق في محطة قرر فيها شباب المجموعة خوض تجارب خاصة و فردية .
لم يتوقف الحلم وعجلة التطور.

في فرانكفورت ألمانيا عاصمة الموسيقى الإلكتونية في العالم ، ولد حلم جديد بعد لقائي بمنتج الموسيقى الإلكتونية Vb Kühl
وبعد ان اتيحت لي الفرصة لولوج احسن استوديهات العاصمة.
تمكنت رفقة هذا المنتج من كتابة صفحة جديدة في نشر موسيقى الغناوة وتطويرها عبر العالم ،من خلال تسجيل ألبوم موسيقى يضم 12 قطعة من الفن الغناوي ممزوجة بمختلف المؤثرات الصوتية والإيقاعات الغربية ذات الطابع الإلكتروني
جعل شركة الإنتاج الإنجليزية Tru Toughs الذائعة الصيت في لندن والعالم والتي تضم موسقيين محترفين من مختلف أنحاء العلم
ضم الألبوم لقائمتها الموسيقية بل وإجراء عقد عمل سيجمعني بهم لثلاث سنوات من العطاء والإبداع إنشاء الله
سيتم طرح الألبوم يوم الجمعة 8 ماي .
لا يمكن إلا أن أكون فخورا بهذا الإنجاز ، الذي يشرفني ويشرف محبي فن غناوة وعائلتي وأفراد مجموعتي الذين كنت أتلقى منهم كل الدعم للإستمرار وتحقيق كل ما كنت اطمح له ، وكل من له غيرة ويحب أن يرى علم وطنه يرفرف فوق كل قمة .

 

في رأيك ما الذي ينقص الصناعة الموسيقية بالمغرب؟ خاصة الموسيقى المرتبطة بالتراث، مثلا: “كالتڭناويت وجاجوكا”.. وما إلى ذلك من الأنواع الموسيقية المغربية التي وصلت للعالمية.

 

ربيع  : من خلال تجربتي المتواضعة، لامجال لمقارنة ظروف الفنان المغربي ونظيره الأوروبي ، هذه مسألة متفق عليها ، وهذا راجع إلى قلة دور الإنتاج التي من دورها حماية الفنان داخل الوطن وخارجه من القرصنة ومن التسلط على منتوجاته من دون دفع مقابل، فالشباب المغربي الآن أصبح يقوم بعقود عمل مع شركات انتاج عالمية في حين شركات الإنتاج المغربية يجب أن تكون أولى بذالك .

قلة استوديوهات التسجيل وأثمنتها باهظة، بالإضافة إلى قلة الآلات الموسيقية والمايكروفونات وآلات التسجيل.. دون الحديث عن المعاهد الموسيقية وما تعانيه ، هذا كله يقف حدا منيعا أمام تطور الموسيقى بكل أشكالها وأنواعها في المغرب، خلاصة القول نحن في حاجة ماسة إلى مستثمرين في هذا المجال .

 

خلال السنة الماضية تم تصنيف كناوة كتراث عالمي من طرف اليونسكو، ما رأيك في هذا الإنجاز، وهل ترى أن مهرجان كناوة بالصويرة ساهم في تحقيقه ؟

 

ربيع : فرحت كثيرا لتصنيف اليونيسكو لفن غناوة كتراث عالمي ، يحسب هذا الإنجاز لدار غناوة ثم المهرجان وكل من ساهم بالقليل أو الكثير لحفظ التراث وصيانته من التلف والضياع ، وأتمنى أن يعود بالخير على أهله نظرا للوضعية التي يعيشها معلمين وممارسي هذا الموروث .

 

هنا أردت الإشارة إلى أن في مثل هذه الظروف التي يعيشها العالم ، أرى أن الفن ودار الفن الفنانين متضررين بشكل كبير ، في حالة لم تكن لديهم شركة إنتاج تحميهم ، وأنا الآن اتساءل عن غناوة ، مما وصلني أن ظروفهم ليس في أحسن الأحوال ، كما أود أتقدم بالشكر الجزيل للإخوة الذين قاموا بمبادرات للمساعدة.

 

بالحديث عن وصول كناوة للعالمية، انت حاليا تستعد لطرح ألبوم موسيقي جديد، تحدث لنا عن هذا الألبوم ؟

 

ربيع : تم تسجيل الألبوم في واحد من أحسن أستوديهات التي زرتها في مسيرتي ، لما تتوفره من أجهزة عالية الجودة و التقنية القديمة والحديثة منها ، تجربة العمل لما يقارب السنتين خولت اكتشاف وتعلم آلات لم أكن أعلم حتى بوجودها ، مما أتاح لنا العمل في ظروف مريحة والحصول في الأخير على جودة ممتازة للصوت أقنعت لجنة الإختيار بالشركة بشكل فوري، فالأصوات والتقنية التي اعتمدناها أنجبت خليطا إعتبره الكثير من ذوي الإختصاص ، شكل جديد من أشكل المزج بين موسيقى الغناوة وموسيقى العالم.

 

 

 حاليا المغرب والعالم ككل، يمر بأزمة عالمية بسبب تفشي وباء كوفيد 19، خلال هذه الأزمة صارت مجموعة من الفرق الموسيقية والفنانين.. يقومون بحفلات فنية إفتراضية بدون جمهور، ويتم نقلها عبر البث المباشر، ما رأيك في هذه الفكرة ؟ وهل ستحدث ثورة في هذا المجال مستقبلا ؟

 

ربيع : أرى أن الحفلات الإفتراضية حل من الحلول لكنه ليس الأنجع في وجهة نظري لما يدره من ربح قليل على الفنان الذي تتبعه مصاريف ككل إنسان، أتمنى من الله أن لا يستمر الحجر لمدة طويلة، حتى ترجع الأمور لحالها الطبيعي وينقص الضرر .

تدر عائدات وأرباح ومناصب الشغل التي توفرها صناعة الفن في أرووبا ودول العالم الشيء الكثير ، كيف لبلد كالمغرب الذي يزخر بمؤهلات من التراث والموسيقى التي تفوق الخيال أن لا يستفيد ويطور ويستمر في هدا المجال.

كلمة أخيرة لجمهورك الذي ينتظر البومك الجديد، وللمغاربة ككل.

 

أتمنى من الجمهور المغربي أن يدعمني ويشجعني ويكتشفوا ألبومي الجديد .

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)