هل هم أعداء الفن..تخريب جدارية يثير الغضب في “مغاربة العالم الأزرق”

برزت في السنوات الأخيرة العديد من المواهب الشابة، في فن “الغرافيتي”، أو فن الرسم على الجدران.

 

و تحولت بفضلها العددي من الساحات العمومية، بمدن مغربية مختلفة، إلى لوحات فنية جميلة.

 

تطلبت، كما أي عمل فني، جهدا كبيرا من طرف مزاولي هذا النوع من الفن، إلا أن لوحاتهم، تتعرض باستمرار للتخريب والتشويه بسبب ما اعتبروه “أعداء الفن”.

 

في هذا السياق خلف تخريب إحدى الجداريات بمدينة سوق أربعاء الغرب، غضبا وإستياء كبيرين، لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

 

موجة الغضب هذه، برزت بعد نشر عثمان الملقب بـ”أومبا”، وهو واحد من ممتهني هذا الفن، جدارية له بالمدينة تعرضت للتشويه.

ولم يكن قد مضى على جدارية عثمان، سوى خمس ساعات حسب ما نشره على حسابه فيس بوك .

 

وتابع ذات الفنان قائلا: “بعد مضي خمس ساعات فقط من إنهاء هذا الرسم، استيقظ شخص ما ليلا ليخرب هذه الجدارية”.

 

وخلف تخريب جداريته، ردود أفعال غاضبة لدى زملائه ومتابعيه الذي اتجهت كل تعليقاتهم إلى إدانة مرتكبي هذه الأعمال التخريبية.

 

نحن حائرون!

 

وفي الإطار نفسه، قال عبد القادر المحمدي، وهو فنان جداريات لشمس بوست “أن الإقدام على تخريب الرسومات والجداريات التي تتطلب منا كممتهني هذا الفن وقتا وجهدا كبيرين يجعلنا دائما نتساءل: ما الذي يدفع  لتأتي ليلا متسللا لتشوه معالم رسم يضفي على مدينتك شيء من الجمال؟”

واسترسل الفنان بالقول: “هادشي ناتج عن الثقافة الفنية والجمالية المحدودة في المغرب، وأيضا راجع إلى إهتمام بعض القنوات بكل ما هو تافه وعدم إدراج كل ماهو  ثقافي وفني في فقراتها”.

 

وأضاف لمحمدي “بهذه الافعال لن يستفيد شيئا..فقط سيعبر عن مستواه الثقافي والفكري ، وبالتالي احباط الفنان وعزوفه عن ممارسة  الفن وعن تحويل الساحات العمومية الى مناظر جميلة “.

إحتمالات

 

من جانبه قال توفيق المرزوقي وهو أيضا فنان جداريات لشمس بوست “أن لظاهرة تخريب الجداريات ثلاث إحتمالات، الأول، هو أن الذي يقدم على تشويه أعمالنا الفنية خاصة الجداريات ممكن أن يكون قد أثرت سلبا على جانبه النفسي والعاطفي أو خلفت له صدمة ما، انطلاقا من تذكيره بنقص يعيشه لذلك تبدر منه مثل هذه الأفعال العدائية” .

 

والاحتمال الثاني، أن يكون  “هناك أشخاص يكنّون العداء للفن، ولكل ما هو جميل ولا يتوفرون على تربية وذوق فني أو أدب إستهلاك الفن” وهاذين احتمالين أقرب للصواب ” يضيف المرزوقي  

مشيرا في هذا الصدد “أن هناك إحتمال ثالث ولكنه يبقى أقل حدة، وهو أن الفنان نفسه يمكن أن يقوم بتخريب جدارياته بحثا عن “البوز” الذي أصبح رائجا في الأونة الأخيرة ”

 

ويضيف المرزوقي: “فقد يسعى الفنان إلى بروز اسمه على الساحة فيلجأ إلى حادث خارج عن المألوف، وقد ينطبق هذا العمل كذلك على فنان الجداريات الذي قد يشوه عمله بحثا عن كسب التعاطف” يضيف الفنان.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)