السعيدية.. بعد حادث “الجيستكي” ميكانيكي يسطو على يخت صغير وضعه صاحبه لإصلاحه ويهرب إلى إسبانيا رفقة 16 شخصا

 

لم تعد وحدها قوارب الموت الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الشواطىء الإسبانية بحرا من طرف الراغبين في الوصول إلى الفردوس المفقود، كما كان يحصل في السابق، بل اهتدى مجموعة من “الحراكة” إلى طرق جديدة تعد أكثر نجاعة وفعالية وأكثر سرعة.

 

يتم ذلك من خلال الإعتماد على وسائل نقل بحرية متطورة ودون حاجة إلى وساطة الشبكات التي تنشط في تهريب البشر إنطلاقا من الشواطىء المغربية في إتجاه الشواطئ الإسبانية، وهكذا أصبح بعض شباب مدينة السعيدية يستعينون بخدمات الدراجات النارية المائية السريعة”الجيتسكي” أو اليخوت الصغيرة، من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى، إما عن طريق الاستيلاء عليها، أو عن طريق جمع المساهمات واقتنائها.

 

8 دراجات 

 

أفادت مصادر متطابقة لموقع “شمس بوست”، أن 8 دراجات نارية مائية “جيتسكي” غادرت شاطئ الجوهرة الزرقاء في اتجاه الشواطئ الإسبانية خلال الأسبوع الماضي، وهو الرقم الذي توصلت إليه المصالح المختصة أثناء التحريات والأبحاث الأولية التي باشرتها.

 

 وقد يكون الرقم أكثر من ذلك بالنظر إلى صعوبة المراقبة من قبل الجهات المكلفة بحراسة المياه البحرية المغربية، وخاصة أن بعض “الحراكة” ينطلقون في واضحة النهار لإيهام الحراس الذين يعتقدون أن الأمر لا يغذو مجرد نزهة في البحر من أجل الإستماع بمياه شاطئ السعيدية الدافئة وخاصة أن الجو صيفا ويغري بذلك.

 

ميكانيكي يسطو على يخت

 

في حادث غريب من نوعه، وغير مسبوق في تاريخ مدينة السعيدية، تمكن ميكانيكي يقطن بالجوهرة الزرقاء ومعروف بالمدينة بإتقانه إصلاح اليخوت والدراجات النارية المائية “جيتسكي” خلال صيف هذه السنة، من السطو على يخت من الحجم الصغير، ثم الفرار إلى الشواطىء الإسبانية، ولم يكتف الميكانيكي المذكور من الهجرة وحده، بل فضل أن يصحب معه 16 شابا مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 10 آلاف و12 ألف درهم لكل فرد.

 

ويعود سيناريو الحادث، وفق ما إستقاه موقع “شمس بوست” من معلومات من مصادر متعددة، إلى بداية فصل هذه السنة، لما رسا يخت من الحجم الصغير بالميناء الترفيهي “مارينا” السعيدية يتراوح ثمنه في السوق ما بين 70 و 80 مليون سنتيم، ولما أصيب بعطب في محركه، لم يبق من خيار أمام صاحبه سوى البحث عن ميكانيكي لإصلاح العطب، وهكذا دله أحدهم على ميكانيكي ماهر بالجوهرة الزرقاء، تفاهما الرجلين على الأتعاب وتفاهما أيضا على المدة التي تتطلبها عملية الإصلاح.

 

ولما إنتهت المدة المتفق عليها جاء الرجل لاسترجاع يخته ، ليجد فقط الحبل الذي كان مربوطا به في الميناء الترفيهي “مارينا”، وعلم من بعد أن الميكانيكي الذي وضع فيه الثقة، قام باركاب 16 شابا وفر نحو إسبانيا بحثا عن غد أفضل بعدما ضاقت به السبل.

 

مخاوف

 

في الوقت الذي كان ينتاب الخوف مجموعة من المستثمرين في عملية كراء دراجات “جيتسكي” بشاطىء مدينة السعيدية، جراء السرقة التي كانت تتعرض لها هذه الآليات من طرف مواطنين جزائريين، صاروا يتخوفون من سرقة درجاتهم من قبل المغاربة من أجل استعمالها في “الحريك” نحو الشواطئ الإسبانية.

 

إطلاق النار

 

شهدت مدينة السعيدية خلال صيف السنة الماضية، حادثا غريبا، كاد أن يودي بحياة صاحب دراجات نارية معدة للكراء بشاطىء الجوهرة الزرقاء، لما قام هذا الأخير بمطاردة أحد الجزائريين فر بدراجته.

 

 إذ بمجرد ما دخل المياه الجزائرية ورفض التوقف حتى شرعت عناصر تابعة للبحرية الجزائرية بإطلاق النار عليه لإجباره على التوقف، ليتم إحالته على القضاء والحكم عليه بثلاثة أشهر حبسا نافذا وتغريمه لمبلغ مالية كبيرة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)