هكذا تحولت الوديان والسدود إلى مقابر.. قصص غرق مأساوية !

 

أعادت واقعة غرق شخصين في مياه وادي ورغة بضواحي جماعة “الغوازي” في قرية با محمد نواحي تاونات، قبل أسبوع، إلى واجهة التداول المحلي، حوادث غرق مأساوية شهدتها وديان وسدود إقليم تاونات، خاصة في الآونة الأخيرة، حيث جرفت مياه سد ” أسفالو” عجوزا، وابتلعت مياه سد الوحدة شابا في عقده الثاني، وقبل وبعد الفاجعتين مآسي كثيرة عاشتها الساكنة، بسبب حوادث غرق هنا وهناك.

 

بداية الصدمة !

 

شهدت منطقة غفساي نواحي تاونات، قبل سنيتن، حادث غرق مفجع راح ضحيته طفل وشقيقته، ابتلعتهما حفرة عميقة على ضفة واد ” أولاي”، بينما كانا يهمان بالبحث عن أمهما لحظة رجوعهما من المدرسة، حيث كانت الأم تهم بجمع الحطب خارج البيت.

 

المأساة تفاقمت بعدما عثرت الأم على نعال الضحيتين بمحاذاة الحفرة العميقة، في مشهد صدم الصغير والكبير، ودفع بفعاليات مدنية إلى المطالبة بمحاكمة من تسبب في إحداث الحفر العميقة، التي يستخدمها مزارعو ” الكيف” لتجميع المياه، التي تستغل لري الحقول المجاورة للمجاري المائية.

 

رحلة ” تصبين” تنتهي بفاجعة..

 

لم تكن الطفلة ذات 14 عاما، التي حلت في زيارة عائلية بدوار ” القلعة” المجاور لواد ورغة، قبل سنة ونصف، تتوقع أن يكون نزولها إلى الوادي رفقة أفراد عائلتها، والاستمتاع بمياه الغدير لحظة غسل الملابس، هو آخر يوم في حياتها، بعدما جرفتها مياه الوادي في غفلة من الجميع، حيث تدخل شبان أخرجوها من الماء، لكنها فارقت الحياة في الطريق إلى مستشفى تاونات.

 

واد ” إيناون”.. الداخل مفقود والخارج مولود !

 

يتذكر مستعملو الطريق الوطنية رقم 8 بكثير من الحسرة واقعة غرق سائق سيارة لنقل المسافرين، نزل في يوم رمضاني حار بواد إيناون في ” الحياينة”، لكنه دخل ولم يعد.

 

رحلة صاحب السيارة انطلقت من بلدة طهر السوق، لكنها توقفت بالقرب من واد إيناون، حيث نزل السائق والركاب لأخذ قسط من الراحلة، ومن بينهم من فضل السباحة في الوادي، خاصة وأن الساعة كانت تشير إلى الثانية زوالا، وحرارة النهار كانت ملتهبة.

 

الصدمة حصلت بعدما عاد الجميع لأماكنهم في السيارة، لكن السائق تأخر في العودة، قبل أن ينتهي إلى علم الركاب مصرعه في مياه ” إيناون”، التي كان منسوبها مرتفعا بسبب تدفق تيار سد ادريس الأول المجاور لموقع الحادث.

 

غرق تلميذ.. صدمة أبدية !

 

كان الفلاحون منهمكون في حقولهم يحصدون الزرع، عندما كسر أهازيجهم صراخ على ضفة واد ورغة بمحاذاة جماعة بني وليد في تاونات. الكل يجري في اتجاه مجرى ” غدير الحية”، تلميذ لفظ أنفاسه الأخيرة تحت مياه بركة عميقة، وأمام أعين شخص بذل كل ما في وسعه لإنقاذه، لكنه فشل في إخراجه من البركة، التي تشكلت بسبب الحفر العميقة التي يخلفها ناهبو الرمال.

 

الواقعة، التي حدثت منذ أزيد من 6 سنوات، ما زال وقعها جاثما في نفسية أسرة الهالك، حيث الأب ينادي من حين لآخر على ابنه الغريق، شأنه في ذلك شأن شباب القبيلة الذين يتذكرون “ع.م” بكثير من الأسى، خاصة وأنه كان معروفا بطيبوبته، ومحبوبا من طرف الجميع.

الغرق.. أرقام مقلقة !

 

رغم غياب أرقام رسمية لعدد ضحايا الغرق في وديان تاونات، وأيضا وديان فاس وبولمان، إلا أن واد ورغة، حسب مصادر من المنطقة، يبتلع أزيد من 15 شخصا سنويا، جلهم أطفال، ناهيك عن واد إيناون أحد أخطر المجاري المائية، الذي يقصده شباب فاس، وجل مستعملي الطريق الوطنية رقم 8، حيث يجرف تيار الوادي ضحايا من جميع الفئات العمرية، من بينهم ضحايا يقذف بهم التيار القوي مسافة بعيدة.

 

خارج حدود تاونات.. فواجع السدود والبحيرات!

 

قضت ساكنة ميسور في بولمان، نهاية الأسبوع الماضي، ليلة بيضاء على جنبات سد ” اكلي” بواد ملوية، بحثا عن شاب غرق في مياه السد، وفشل أبناء المنطقة ومعهم رجال الوقاية المدنية بمركز ميسور، في انتشال جثته، حيث جاء الفرج على يد فرقة الغواصين حلت من مدينة فاس.

 

الواقعة أعادت إلى الأذهان حوادث مأساوية كثيرة وقعت في مياه واد ملوية، سواء بمحاذاة ميسور، أو على جنبات بلدة أوطاط الحاج.

 

وفي إقليم ميدلت، شهدت قرية ” ايتزر” المجاورة لبحيرة ” أكلمام سيدي علي”، قبل سنة ونصف، فاجعة لن يطالها النسيان، بعد غرق تلميذ وصديقه يعمل في السكك الحديدية، حلا بالبحيرة من قرية بومية للاستجمام، قبل أن تتحول الرحلة إلى مأتم. أمام فواجع نهر أم الربيع في خنيفرة، وآبار منطقة تيمدغاس، فهي لا تنتهي صيفا وشتاء.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)