امرابط.. من تنظيف الأواني إلى نجومية المنتخب

عاد نجم المنتخب الوطني المغربي، نور الدين امرابط، إلى الصعود، مع الأداء المتميز الذي يقدمه رفقة أسود الأطلس في كأس أمم إفريقيا التي تجرى حالياً بمصر.

 

وعبّر آلاف المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن إعجابهم بالمستوى الذي يقدمه الدولي المغربي وأطلقوا عليه عدة أسماء ك”المحارب” و”الكلادياتور” و”الدبابة”.

 

 

نور الدين امرابط من مواليد ناردن الهولندية في 31 مارس 1987، ويعود أصل عائلته إلى جماعة بن الطيب التابعة لقبيلة آيت أوليشك في إقليم الناظور في الريف. تنقّل بين عدة أندية وبصم على أداء متميز قبل أن يحط الرّحال بنادي النصر السعودي.

 

ودفع النصر 4.5 مليون يورو لنادي والتفورد الإنجليزي للحصول على عقد الدولي المغربي، على أن يمنح لأمرابط 10 ملايين يورو خلال 3 سنوات مدة العقد. جاء ذلك بعد تألق الأخير رفقة المنتخب خلال مونديال روسيا.

 

الطريق لم يكن مفروشاً بالورود

 

تلقّى نور الدين امرابط وهو في عمر لا يتجاوز ثلاث عشرة سنة خبراً غيّر حياته للأبد؛ فقد قرّر نادي أياكس أمستردام أن يتخلى عن خدمات الفتى المغربي الصغير، لأنه غاب عن اللعب لفترة بسبب إصابته بداء أسجوود-شلاتر على مستوى الركبتين. وبدا مساره الكروي في مهب الريح، إلا أن الأقدار أبت إلا أن تمنح لمسيرته بداية جديدة نحو فضاء تألق أرحب.

 

وفي مقابلة سابقة مع موقع “فيفا” تذكّر امرابط قائلاً: “كان الأمر قاسياً. كنت أتدرب بأكاديمية دي توكومست التي تبعد بمئات المترات فقط من ملعب أمستردام أرينا. بإمكانك أن ترى الملعب من هناك؛ إنه حلم كبير أن تلعب فيه. للأسف لم أتمكن من فرض نفسي بأياكس، إلا أنني سعيد حيث أنا الآن”.

 

ويبدو أن الجناح المغربي السريع يملك كل الأسباب ليكون سعيداً بمساره الكروي إلى الآن بعد أن مرّت سنوات على تلك الواقعة.

 

وكان امرابط بعد أن اشتغل في تنظيف أرضية مدرسية محلية والأواني في أحد المطاعم عقب إعفائه من قبل العملاق الهولندي، قد خطط لدراسة التسيير والاقتصاد والقانون؛ إلا أن مساره سيتغير حين اكتشفه نادي الدرجة الثانية “أومنيوورلد” وهو يلعب كرة قدم الهواة. وفي ظرف سنتين، خاض مسابقة دوري أبطال أوروبا رفقة بطل الدوري الهولندي الممتاز آيندهوفن. وبعد هذه المرحلة، انتقل إلى صفوف العملاق التركي “جلاتاساراي” الذي فاز معه بالعديد من الألقاب.

 

ما سبب صعود نجمه بهذا الشكل؟

شرح امرابط ذلك قائلاً: “أنا شخص متواضع وأبذل قصارى جهدي؛ سواء لعبت رفقة نادٍ هاوٍ أو نظفت الأواني أو خُضت دوري أبطال أوروبا. يتعين على المرء أن يركز بشكل كامل على ما يقوم به في الحياة، وهو ما أفعله دائماً”.

 

وقال امرابط من بين العوامل التي ساعدت على تحفيزه لتحقيق الأفضل خلال مونديال روسيا الماضي، رغبته في إعادة إنجاز 1998، حين تمكن المنتخب المغربي من خوض كأس العالم في فرنسا. وتابع امرابط، الذي كان حينها تلميذاً في هولندا، نجومه المغاربة باندهاش كبير وهم يتنافسون ضمن العرس الكروي العالمي.

 

 

وبنبرة اعتزاز واضح، تذكر امرابط قائلاً: “أتذكر المباراة ضد اسكتلندا، كانت جيدة. الجميع كان متحمساً واستمتعنا كثيراً. أتذكر أيضاً المباراة أمام البرازيل التي كانت تملك بين صفوفها رونالدو. خسر المغرب تلك المواجهة بثلاثية نظيفة. وكان مصطفى حجي قد سجل أيضاً هدفاً رائعاً ضد النرويج”. ويبدو أن كرة القدم تجلب بعض الصدف الرائعة في مسار اللاعبين؛ فبعد العشق الكبير الذي يكنه للاعب ديبورتيفو لاكورونيا وأستون فيلا سابقاً، ها هو اليوم يمضي رفقته فترات العطلة.

 

وفي حقه قال وابتسامة تعلو مُحيّاه “يُعدّ حجي أحد أفضل اللاعبين بالنسبة لي. اليوم يشغل دور مساعد المدرب في المنتخب الوطني؛ إنه شخص رائع. في البدء كان الأمر خاصاً، أما اليوم فهو واحد منا”.

 

ويطمح امرابط ورفاقه، تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رونار، في الوصول إلى مراحل متقدمة ضمن “كان 2019″، خاصة بعد البداية المميزة في دور المجموعات، حيث قدموا أداء جيدا وحققوا 3 انتصارات متتالية.

 

وصنع امرابط هدف الفوز على منتخب ساحل العاج، كما حصل على لقب أفضل لاعب في المباراة، وأبان عن روح قتالية وتركيز فريد في المباريات الثلاث.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)