منافسات القارة السمراء ..فرق تتنقل عبر طائرات خاصة وأخرى تبيت الليل في المطارات

بينت المنافسات الإفريقية سواء المتعلقة بمنافسات أبطال إفريقيا، أو تلك التي تهم كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بوضوح الفرق الصارخ بين الأندية الإفريقية المشاركة في هذه المنافسات على المستوى المالي وحتى الإداري أيضا.

 

فرق خاضت هذه المنافسات بارتياح كبير. اللاعبون حافظوا على لياقتهم البدنية حيث تنقلوا عبر طائرات خاصة، ونزلوا في أفخم الفنادق، وتناولوا ما لذ وطاب من الماكولات، و “سخنوا” جيوبهم بمنح مالية دسمة، منحت لهم من قبل أنديتهم نظير تحقيق نتائج جيدة، والسير إلى أبعد حد في هذه المنافسات الإفريقية.

 

فيما خاضت فرق أخرى هذه المنافسات وخزينتها تعاني الفراغ والفقر.

 

و اضطرت هذه الفرق إلى البحث عن طرق إقتصادية جدا للوصول إلى ملاعب الفرق التي تلعب لها، فلا يهمها الحرص على راحة لاعبيها، ولا الحفاظ على الطراوة البدنية، ما يهمها بالأساس أن لا تسجل في حقها حالة الاعتذار.

 

و يترتب عن هذا الوضع عواقب وخيمة، تتمثل أساسا في الغرامات المالية الكبيرة التي يفرضها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في حالة إعلان أي فريق مشارك اعتذاره دون الحديث عن المنع من المشاركة.

فالفرق الضعيفة ماديا غالبيا ما تعتمد في تنقلاتها على الرحلات الجوية العادية، وتكون أحيانا طويلة جدا وخاصة لما تكون دول المغادرة لا تتوفر على رحلات جوية مباشرة نحو البلدان التي يقصدونها.

 

إذ غالبا ما يتم الإعتماد على الرحلات المتقطعة ” ليسكال” وقد تطول المدة في هذه المطارات و يمنع على بعثات هذه الفرق مغادرة بهو المطار نحو الخارج، لأنهم لا يتوفرون على تأشيرة تسمح لهم التجول بعض الوقت في إنتظار تتمة الرحلة.

ونسوق لكم المثل بفريق “كورماهيا الغيني” الذي وصل إلى ربع نهاية كأس إفريقيا لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وما عاناه من ويلات خلال رحلته من غينيا نحو مدينة بركان.

 

إذ اضطرت بعثة الفريق المبيت في مطار قطر لأنهم لا يتوفرون على المال لحجز غرف بالفندق لاسترجاع أنفاسهم في إنتظار تتمة الرحلة نحو مطار محمد الخامس، ثم نحو وجدة ومنها إلى بركان.

 

والأخطر من هذا، أن لاعبي الفريق الغيني تفرقوا إلى مجموعتين أثناء رحلتهم من قطر إلى الدار البيضاء.

 

ولم يقف المشكل عند هذا الحد، بل أن المجموعة الأولى كانت محظوظة بعض الشيء لأنها أتيحت لها فرصة وجود رحلة جوية داخلية من كازا نحو مطار وجدة أنجاد.

 

في حين أن المجموعة الثانية ازدادات معاناتها حيث ” مشات عليها الطيارة”، واضطرت إلى قطع المسافة عبر حافلة من الدار البيضاء نحو بركان، إذ مباشرة بعد وصولهم غيروا ملابسهم ودخلوا إلى أرضية الملعب لمواجهة النهضة البركانية.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)