حتى لا تتحول مقابلة المغرب والجزائر إلى “معــركــ.ــة كــ.ـراهــية”

كان الزميل إسماعيل عزام، دقيقا عندما إلتقط أن هناك من يحاول أن يجعل من المقابلة المرتقبة مساء اليوم، بين المنتخب المغربي ونظيره الجزائري وقودا لمعركة كراهية بين الشعبين.

 

وقال عزام في تدوينة على صفحته الرسمية على فايسبوك جاء في مطلعها “عدد ممن حوّلوا الفتنة إلى أصل تجاري، خصوصا من لا ينتمون لا إلى المغرب ولا إلى الجزائر، ينفخون في مباراة اليوم بين المنتخبين، ويحاولون تحويلها إلى معركة كراهية”.

 

هذا الأمر الذي أشار إليه زميلنا عزام، ليس خاف اليوم على الكثير من المتابعين لتطورات العلاقات المغربية الجزائرية، ففي الوقت الذي كان الشعبان يترقبان بكثير من التوجس التطورات الأخيرة، خاصة تلك التي أعقبت إعلان الجارة الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب وإغلاق المجال الجوي أمام الطيران المدني والعسكري، كان هؤلاء محترفي ايقاد نار “الكراهية” ينفخون سواء من ذلك الطرف أو من هذا أكثر حتى تنتعش “تجارتهم”.

 

الطامة الكبرى وهذا ما أشار إليه زميلنا عزام، أن مدخل هؤلاء دائما يكون مدخلا مرتبط بالعادات والتقاليد والتاريخ، حيث يتخذون من هذه المجالات ملاذا لكسب التعاطف في الاتجاهين، قبل أن يبثوا في ثنايا هذه المجالات التي يتناولونها في “فيديوهات” ومقالات وتدوينات وبمختلف الصيغ “منعشات” الصراع ومديمات “المواجهة”.

 

هؤلاء وغيرهم ممن يرى المواجهة الكروية المرتقبة اليوم بين المنتخب المغربي الرديف ونظيره الجزائري، فرصة جديدة للدفع في إتجاه “معركة الكراهية” التي تضمن لهم استمرار التقوت والاسترزاق.

 

نحن بكل تأكيد هنا، لسنا ضد التنافس الشديد بين المنتخبين، ولسنا أيضا ضد تشجيع الجمهور وحماسه القوي، فهذا مطلوب، ولكن المرفوض طبعا أن يتجاوز الأمر حدود كرة القدم والروح الرياضية، وينجر الجمهور وراء ما يبثه هؤلاء الصيادون في المياه العكرة، ويساهم معهم في بث المزيد من التفرقة المجانية بين شعبين يشتركان في كل شيء تقريبا!

 

مقابلة كرة فقط!

نحن كمغاربة نتمنى أن يتفوق فريقنا في مقابلة اليوم، نتمنى أن يظفر بالفوز وسنعمل على تشجيع منتخبنا لتحقيق النتيجة التي ينتظرها المغاربة.

 

لكن المغاربة المعروفين باتزانهم وعدم انجرارهم وراء النزوات العاطفية العابرة، يجب أن يفوتوا الفرصة عن المتربصين الذين يسعون إلى الوقيعة أكثر بين الشعبين.

 

في الحقيقة اليوم، ليس مطلوب من المشجعين المغاربة سوى العمل بالمنطق الذي ساد في الفترة الماضية في الأوساط الرسمية في تعاطيها مع قرارات النظام الجزائري، والذي ورغم كل ما اقترفه هذا النظام من “حماقات” إتجاه المغرب ووحدته الترابية إلا أن هذه الأوساط الرسمية لم تقطع حبل “الود” أبدا وظلت على الدوام تمد يد بداية مرحلة جديدة.

 

هكذا يجب أن يتعاطى اليوم الجمهور المغربي مع مقابلة اليوم، أن يمد جسور الود رغم كل شيء وأن يلتزم بروح الإخاء والأهم بالروح الرياضية.

 

وفي النهاية يجب أن يعلم الجميع أن مقابلة اليوم هي مقابلة في كرة القدم وليس أقل من ذلك ولا أكثر، بمعنى كل ما يجب أن يحكم تصرفاتنا سواء هنا أو هناك يجب أن يرتبط بالمنافسة الرياضية الشريفة.

 

ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا

من خلال الجولة التي قمنا بها في وسائل التواصل الإجتماعي، يتضح أن هناك من يحاول أن يصور أن الشعبين المغربي والجزائري، شعبان منفصلان عن بعض، ولا تربطهما أية روابط مشتركة، وهم بذلك يحاولون في الحقيقة شرعنة ما يخطون من وقود إشعال “معركة الكراهية”.

 

والحال أن الشعبان يرتبطان ارتباطا وثيق بأكثر من رابطة، لعل أهمها رابطة الدم، وهنا يكفي أن نسائل مواطني الدولتين في الشريط الحدودي حتى نعي جيدا معنى أواصر الارتباط العائلي الذي يجمع بين الشعبين والذي (الارتباط) لم يكن وليد العقد أو العقود الماضية، بل هو ضارب في التاريخ منذ استقرار الانسان في هذا المجال.

 

وفي الحقيقة هذا الرابط وحده، يكفي ليجعل الجميع يقفون وقفة تأمل قبل الإقدام على أي فعل قد يسيء في أي إتجاه كان، وقد يتحجج بعض المغاربة لدينا بأن اعلام العسكر الجزائري قد تمادى في الاسائة، لكن في تقديرنا لا يجب أن نقابل تلك الإساءات بإساءات أخرى، فالمنطق يحتم علينا التجاوز حتى يدرك الشعب الجزائري نفسه وقد بدأ في ذلك أن الإعلام الجزائري لم يكن سوى آلة في يد الالة العسكرية لاختلاق معارك وهمية.

 

الشعبان أيضا مرتبطان بروابط تاريخية واجتماعية وثقافية وحتى سياسية وعسكرية، ولا يسمح المقام ولا الوقت بسرد كل مظهر وصور هذه الارتباطات المتعددة والعديدة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)