وصفة عبادي لتلقين مفاهيم الوسطية والاعتدال لملايين الشباب المغاربة

قال أحمد عبادي، رئيس الرابطة المحمدية للعلماء، أن المضامين التي توجه للناشئة، في إطار محاربة التطرف، والذي لابد أن يسكب (المضمون)، في العاب فيديو ورسوم متحركة وكبسولات فيديو لا تتعدى دقيقة، لابد أن يتوفر فيها البعد الجمالي، والبعد المضموني التأثيري، حول المفاهيم المؤطرة التي يجب الاجتهاد والحفر لوضعها.

 

وأبرز، في ندوة نظمها أمس مركز الدراسات والعلوم الانسانية والاجتماعية بوجدة، ووزارة الثقافة والاتصال، في إطار فعاليات وجدة عاصمة للثقافة العربية، حول “دور التأطير الثقافي في محاربة التطرف وتعزيز السلم”، أن الحفر المقصود هو استنطاق النصوص.

 

وتساءل العبادي عن تحديد مفهوم، الوسطية والاعتدال، و عن حالة السواء التي يجب الاقتياد بها لقياس الاعتدال، وضرب مثلا عن حالة السواء بالمجال الطبي، وبالتحديد نسبة السكري في الدم، حيث أكد أن نسبته يجب أن تبقى في مستوى معين لتتحقق حالة السواء.

 

وفي المجال الديني، فان الامر محسوم بالنسبة لأهل الاسلام، فوحدة القياس هي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه الله تعالى “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”.

 

وفي السياق نفسه، أكد العبادي، أن غاية أي نص ديني، والإسلام ليس باستثناء عن ذلك، هي إبراز خمسة أمور، هي التي تحدد الوسطية والاعتدال، وهذه الأمور يمكن إستتباطها من خلال الحفر الاستنباطي والمنهجي في كتاب الله وسنة رسول الله.

أولى هذه الأمور حسب نفس المتحدث، هي الإبصار، وذكر في هذا السياق العديد من الآيات التي تتحدث عن الإبصار والبصيرة، ثم ثانيا التمييز، أي القدرة على قول لا للأمور الضارة ونعم للأمور الجيدة، ثم ثالثا، الميزان، أي القدرة على الترجيح، يليه العمران وأخيرا  العمل.

 

من جهة أخرى، أبرز العبادي، أن خطاب التطرف له العديد من الجاذبيات، وأن معرفة هذه الجاذبيات، هي التي ستمكن من مواجهة هذا الخطاب، وصور الأمر مثل الجسد الذي يجب أن يبني مناعته القوية حتى يتمكن من مواجهة الفيروسات والجراثيم التي يمكن أن تواجهه.

 

ومن هذه الجاذبيات، أنه خطاب يعتمد على اثارة مسألة الوحدة، فبعد ظهور التشكيلات المتطرفة، استغلت هذا الأمر الذي كان في زمن من الأزمان غاية وحلم العديد من الناس، ومن ذلك أيضا حلم الخلاص، وقضية نهاية الزمان، وربطِ ذلك بالطائفة المنصورة الناجية.

 

وتساءل في نهاية مداخلته، عن الكيفية التي يمكن بها الوصول إلى الناشئة المغاربة، الذين يبلغ عددهم 7 ملايين و 600 الف، فعوض أن نمنع عنهم الهواتف المحمولة، نطلب منهم أن يأتوا بالهواتف المحمولة وأن الذي سيتغير، هو كيفية توظيف الهاتف المحمول، من خلال إبداع تطبيقات جديدة، يحاربون بواسطتها فيما بينهم السلوكيات الخطيرة، ويقيمون كيف تلفزاتهم وإذاعاتهم ورسوماتهم المتحركة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)