في ندوة أبو بكر العربي المعافري ..بنحمزة: كبار العلماء منعوا من دخول كليات الأداب 

 

قال مصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، وعضو المجلس العلمي الأعلى و الأستاذ السابق بكلية الأداب بوجدة، أن العالم و القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي (توفي 543 هـ)، “حوصر في حياته واضطر إلى القفز من السطوح كما  قال.. واضطر للخروج من إشبيلية.. ووقع له هذا وهو العالم الكبير”.

 

جاء ذلك في مداخلة إفتتاحية لبنحمزة، في الندوة الدولية التي احتضنتها أول أمس كلية الطب، والمنظمة من طرف رئاسة جامعة محمد الأول، بتعاون مع المجلس العلمي المحلي لوجدة، ومختبر مناهج العلوم في الحضارة الاسلامية وتجديد التراب، بكلية الأداب والعلوم الانسانية بوجدة، في موضوع “أبو بكر العربي المعافري: خزانة العلوم وصلة المغرب بالمشرق”، التي نظمت بمناسبة مرور تسعمائة عام على وفاته.

وأثنى بن حمزة على المنظمين اختيار موضوع الندوة، ووصفه بالاختيار “الموفق جدا”، لأنه وفق نفس المتحدث “المعافري قامة عالية”.

 

وأضاف أن أشياء كثيرة تحتف بترجمة هذا الشخص وبوجوده، “وأنا أقول أن الذين يقرأون القراءة ما ورائية، وهم يتحدثون عن هذا العالم يعرفون كيف يتعامل معه بعض المسلمين.. حوصر في حياته واضطر إلى القفز من السطوح كما قال ذلك.. واضطر للخروج من اشبيلية ووقع له هذا وهو العالم الكبير” يقول بنحمزة.

وكشف بنحمزة الذي يعد واحد من العلماء البارزين في المغرب، أنه  يدين في ما تلقاه من علم ودروس لهذا العالم الكبير “أدين في تكويني بالشيء الكثير لهذا العالم ..كان من قدر الله أن كتابه أحكام القرآن يدرس في أول سنة من الدراسات في القرويين”.

 

وأضاف “درسته كما درسه غيري.. وسجلته كنت يومها في زحمة المواد و اضطررت إلى تسجيله وحفظ الكثير منه و شاركني في ذلك الأستاذ محمد الروكي”.

 

وأشار بنحمزة موجها خطابه للطلبة الذين حضروا بكثافة للجلسة الافتتاحية، إلى أنه ليس كل كتاب يفيد وليس كل كتاب يمكن الرجوع اليه خلال حياة الإنسان وليس كل كتاب يمكن أن يكون مقررا.

 

أما صلته الثانية به، فكانت خلال تكوينه بدار الحديث الحسنية، و هي أوثق من الصلة الأولى.

وفي هذا السياق ذكر عالما من العلماء الذين كان يتلقوا على ديهم العلم في هذا الصرح العلمي ويقول “اذكر أن رجلا كان يدرس هذه المادة.. عالم كبير ظلم أيضا مثل ابن العربي و هو العلامة سيدي أحمد بنتاويت”.

 

كان هذا العالم وفق بنحمزة، يأتي من تطوان إلى الرباط في الحافة ليدرسهم، و ويبيت عند بعض قرابته ثم يعود.

 

وأشار إلى أن هذا الجهد الذي كان يقدم عليه هذا العالم كان يجازى عنه بـ”20 درهما”، ليزيد بالقول أن الوضع الذي كانوا يستقبلون فيه العلماء يومئذ لم يكن يسمح أبدا أن ينفتح الناس على العلماء والعلم”.

 

وأكد أنه إن لم يكن العالم مجاهدا ومحتسبا ما استطاع وهو في ذلك السن أن ينتقل من تطوان ويؤدى له 20 درها، أقل مما يتقاضاه بعض الحرفيون.

وأشار في معرض الحديث عن هذه الظروف، أنه هو شخصيا جرب ذلك، وكيف كان ينتقل إلى الرباط بمقابل زهيد.

 

وفي نفس الإطار أبرز بنحمزة أن “كبار العلماء منعوا من دخول كليات الآداب”، وأشار في هذا السياق إلى ابراهيم بن الصديق أحد أعلام  علم الحديث، و  محمد المنوني الذي قال بأنه دخل بصعوبة.. “يصطفون ضدهم لأنهم كانوا منفتحون.. و أنا درست في كلية الأداب لأني كنت معينا بها وليس خريجا لدار الحديث وإلا ما دخلت” يضيف بنحمزة.

 

وأكد رئيس المجلس العلمي المحلي، أننا إن أردنا أن نعيش نعيش الحضارة، يجب الاهتمام بالقامات العلمية، وأن تنظيم هذه الندوة هي فرصة للتذكير بواحد من هذه القامات.

 

مشيرا في نفس الوقت بأن  من يقرأ ابن العربي ينبهر ويقول فعلا وجد العلم في الأندلس والمغرب، خلافا لما يريد البعض أن ينشره ويقوله بعض المتحدثين والكاتبين، من أن تاريخنا تاريخ رجلين قالا كلمتهما في العلم والناس مرتهنون بهذه الرؤية القاصرة.

 

“أبو بكر العربي استحق منا أن نقف عنده أن تهتم به اهتماما خاصا، هو عالم كبير مالكي، ميزته كان مالكيا يعمل كل القواعد التي يقرأها.. لأن هناك من لا يفعل ذلك”.

المداخلة الكاملة لمصطفى بنحمزة في الفيديو التالي:

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)